|
|
في الزاوية الصامتة،
يتعرّى السراب كذكرى
أضاعت صوتها بين طبقات الجدار.
المكعب هناك،
يتوارى في جيبٍ مكسور،
رماديّ، بلا ظلّ،
لكنه يعرف كيف يغفو في حضن اللحظة،
حين تتشظّى على حوافّ صدرٍ
يرمم كتف الحائط بفجوةٍ
تنثر الغبار كعطرٍ منسيّ.
يمرّر ضلعًا لم يُصقل بعد،
يُوازِن صمته فوق عتمة،
تحرس زاويتين كأنهما عهدٌ
أودعاه بين قبلةٍ
انسلت من ضوءٍ
لم يتعرّف بعد إلى اسمه الأول.
مرت عليه أنامل،
وأهداب،
وحتى صرخات،
لكن اللذّة كانت تنزلق دائمًا
على شفاهٍ مجروحة،
تمتدّ على لسانه الشاحب،
فهو لا يليق بالعرض الصاخب،
ولا يزعجه صرير الخطوط
الممتدة من فراغٍ
يشبه اكتظاظًا بلا شكل.
أركانه قلقة،
تعانق بكارة الرغبة،
وتتركه هناك،
جسدًا هندسيًّا
لا أحد يسأله:
لماذا أنت هنا؟
ومن دسّك في هذا الجيب الغائب عن الخرائط؟
في النهاية،
تُطلّ ضحكة الجدار،
تشبه سقوطَ كرةٍ بلّورية،
تتكسر فيها البلّورة،
ولا أحد يسأل المكعب عن ألمه،
ولا لماذا ظلّ حارسًا
لزاويتين نَسِيَهما الضوء،
في جسدٍ لا يتذكّر اسمه.