أنور الخطيب - وسادة...

في هذا الليل ال يشبه قطة عزباء حزينة
أحتاج وسادة فاقدةَ للذاكرة..
قبل هذه الرغبة،
أحتاج امرأة ناضجةً لأكتبها
كتابةٌ، تشبه جمجمتي،
الملقاةَ على ظهر امرأةٍ سمراء
قادمةٍ من غابةِ جوز الهند
تشبه وجهي، بين ثديي إلهةٍ من الهلال الخصيب
وهَيامي، أنا الشاعرُ الماكر،
على وجهِ شابةٍ خليجيةٍ
ضمخت أطرافَها بعطر البداوةِ،
كتابةٌ تنسيني أبجديتي
وبلاغةَ الصعاليك
كتابةٌ، كأغنيةٍ أمازيغيةٍ
ترددها صبايا الأطلسِ المثيرات
كأنشودةَ أمٍ فلسطينيةٍ،
لأبنائها العائدين من الحبس الانفرادي
أحتاج أكثرَ من وسادةٍ محشوةٍ بالأساطير
أكثرَ من ظهر امرأة سمراء تنبتُ منه فاكهةُ الشمس
من ثديين شاميين يؤمنان بي
أكثرَ من وجهٍ مشبعٍ بفانتازيا الصحراء
وأقلَّ من سراطِ أمي
لا أريد امرأةً تشبه أمي
كي لا أعود طفلاً وقحاً وعنيداً
أريد أن أكتبَ نصاً غيرَ مقدّسٍ
يجرحُ قشرةَ روحي
ليسيلَ حليبُ التاريخِ الوهميِّ
كتابةٌ، أقول فيها كلَّ شيء
أعلن فيها عن اللاشيء
حتى إن سألتْني إحداهن،
وقد اختزلت تضاريسهن: ما بك يا خليل
أرد بصمت العارفين: لا شيء، وكلُّ شيء
وحين تلح في السؤال، أصفعُها على وجهي،
أصفعُهنَّ،
سيدْرِكنَ عندها، حاجتي لأكثرَ من وسادة،
أَرخي عليها رأسي المقطوع
ليحلُمَ كالعصافير،
ثم يطير

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى