بوعلام دخيسي - جرَّبتُ موتي ساعةً...

جرَّبتُ موتي ساعةً
لأراكَ دُوني حين يَفجعُكَ الغيابْ
لا شيء يا ابن قصيدتي
إلا وقوفُك فوق قبري ضاحكًا
تَذْرو على صمتي التُّرابْ
وتخاف أصحو..!!
لا تخفْ
واكتُبْ مديحَك للغرابْ!
لولاهُ كنتُ قصيدةً أخرى يُشرِّدها الرَّصيفُ
تُنغِّص الرُّؤيا
وتُنذِر بالصَّدى
عِشْ يا صديقي بَعد موتي للمدى
واهْنأْ ولا تُبطلْ صَلاتَكَ
لا تُقاسمْني دعاءَكَ
لا تُؤَبِّنّي..
ولا تَنشُرْ رِثاءَكَ في الجريدةِ
لنْ يُصَدِّقَ أصدقاؤُكَ...
ــ أصدقائي ــ
كلُّهم رَمَقوا الرَّصاصةَ
كلُّهُمْ كتبوا القصيدَ ومزَّقوهُ
ووزَّعوا قَبْلي الرَّصيدَ
وأغلقوا بَعدي الحسابْ...
لا تَمْتَحِنّي يا صديقي
إنَّ بعضَ العفوِ أقسى مِن مراسيم العتابْ...
ثمَّ انتفضتُ وقدْ تَعَرَّتْ ساعتي
ولَبِسْتُ عُمرًا آخر
وكَتبتُ شِعرًا آخر
وقَطعتُ عهدًا
أنْ:
أعيشَ قصيدةً
تَحمي القصيَّ مِنَ الصَّداقةِ
لا تُصدِّقُ مَنْ يُضَمِّدُ جُرحَها
تَبكي وتَضحك وحدَها
تحكي الحكاية كلَّها
تغشى المجالس كلَّها
تغشى الرُّفوفَ
ولا تُضَمُّ إلى كتابْ....

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى