نصوص بقلم نقوس المهدي

تعرّينا بشكل كامل، وعند منتصف الليل جئنا على موعدنا المتّفق عليه، تناولنا لأول مرة على مهل تلك الشهوة المختزنة، كانت ناعمة كأنثى خاصة، برائحة خاصة، تسلقتها وتسلقتني، أكلتها وأكلتني، تبادلنا المواقع والأوضاع. تحسستني من أسفلي حتى أعلاي، ودرستُ جبالها وأوديتها ومنعطفاتها بهدوء شرس. كنتُ محتاجا...
هي ذاتها الدوامة التي ما فتئت تدور بها في ظلمات متكررة، مازالت تركض في هذي التضاريس الوعرة، تهبط وتصعد، تحمل حقيبتها الصغيرة بحرص، فهي آخر ما تبقى لها، والمشوار قد قارب على نهايته ولم يعد هناك متسع أو مجال لإفشاله، ترى فوهات البنادق من المرتفعات حولها تلمع تحت ضوء الشمس وتصوب ناحيتها، تحتمي...
ربما يبدو عنوان المقال صادمًا لكثير من المتدينين، فهم يعتبرون أن الدين لازم بشكل دائم، وأن دوره لا يتغير بتغير الزمان أو المكان؛ بل يرى كثير منهم – أيا كان دينهم – أن العصر الذهبي دائماً جاء في الماضي، في الوقت الذي بُعث فيه الأنبياء والمرسلون، وأن الحاضر والمستقبل لا يمكن إلا أن يكون صورة باهتة...
عرِفتْ حين استرجعتْ شريط نظراته، أنه كان يختزن صورتها في دفاتر شهوته. لم تكن فوق مستوى الرغبة، لكنها كانت صريحة وتكره لصوصية الشبق. ضبطته متلبسا بنظرة، بينما كانت تجلس إلى مكتبها الذي يقع في مرمى ولعه بها. جلست تستجمع طاقة المواجهة، ثم صبّت نظراتها على عينيه مباشرة، ارتبك ولم يصمد في ساحة عينيها...
خلال الفصل الأول من دراسته بالكلّيّة في لندن، كتب (مجدي) إلى أهله يعلمهم بعجزه عن المواصلة، وينذرهم بأنه سيقطع دراسته ويعود. كان على أمِّه، لكي تفلح في الاتصال به هاتفياً، أن تقوم بعدة مشاوير إلى البريد العمومي في الخرطوم، حيث تجلس لساعات على المقعد الخشبي الطويل، ممسكة بطرف ثوبها تحرُّكه يمنة...
التفوا حوله في قبو مهجور، اعتاد ان يقضي فيه ايامه في الاونة الاخيرة.. في القبو رتب حياته الجديدة، جلب معه لوحا خشبيا، جعل منه سريرا بعد ان فرشه ببعض الخرق، وقطع من الابسطة والسجاد القديم، كان قد التقطها عن المزابل، كما انه جلب اربع قرميدات ليضعها تحت اللوح، تمدد فوقه وراح يهز جسده ليختبر متانته...
يتصل الربط ـ في العنوان أعلاه ـ بين النفسي والاجتماعي في تفكر الهوية في الحكي بمجموعة من الأسئلة الأسس: إذا كانت الهوية مثارة في النظريات النفسية ـ بهذا القدر أو ذاك من الأهمية ـ فما طبيعتها؟ وأتعد نفسية خالصة؟ أم هي نتاج تفاعل الذات ـ وهي تتشكل لتكتسب قيمها الخاصة ـ مع محيطها الاجتماعي؟ وهل...
بداية المقال مبنى على أن لا حياء فى الدين عند نقد الأخطاء أو المنكرات كما أنه مبنى على أن ناقل الكفر ليس بكافر ما دام الغرض هو نقد الكفر وما ورد فى المقال هنا من ألفاظ قد يعتبرها البعض خادشة للحياء أو لا ينبغى أن تقال فى موقع علمى هو كلام يتعارض مع البحث العلمى الذى يجب فيه تناول كل شىء حتى ولو...
أتذكر لقاءنا الأول. كنتُ دخلتُ عامي الرابع عشر بفوضى عارمة، مكدساً بالروايات الكلاسيكية وبالكتابات الدينية مع كم هائل من الملخصات التاريخية التي حصلتُ عليها من والدي، مدرس التاريخ... كنتُ أمام عتبة منزلنا أقرأ بعين وبالأخرى أتابع بائعات الخبز يمازحن البائع السوداني في المحل المقابل. إذ ذاك وقف...
إلى الأستاذ سالم قنيبر... بحثاً عن مدينتي التي أحب. ركنت سيارتها في أحد الأزقة الهادئة بالمدينة، أطفأت المحرك، أخرجت هاتفها النقال، أرسلت رسالة نصية "أني بره نراجي فيك.. سيارة بيضا"، انتظرت. كان الزقاق مغلقا بخيمة واسعة، بها فتحتان جانبيتان تطلان على الرصيف، تنتصب أمام بيت العزاء. لم تسمع...
تبرق العينان وتنطفئ كفنار يهدي التائهين، تضحك من اللاشيء، تُقرر اللعب بقواعد التنمية البشرية، تُحدث نفسها.. - انظري إلى المرآة كم أنت جميلة هذا الصباح لعلك رأيتِ شروق الشمس؟ - لا لم أره. - لعلك متفائلة عيناك تتألقان بالبهجة. - فعلًا أُفكر بالموت كثيرًا. يبدو أن تعليمات التنمية البشرية لن تفلح...
هذا البريق المتسرب من روحك يُغري النساء من حولي، كثيرات منهن يرتبكن لدي مرورك بنظراتهن، تبدو مثل شعاع ضوء منفلت من نجم مرّ للتو، حضورك الزاهي ينسجم مع الألوان وأنا كامرأة وحيدة تعلمت أن أتبع الدفء، فلماذا يحتفظ الرجال بالدفء والألق؟ يخبئ الرجال شموس زوجاتهن في الجيوب الداخلية للقلب، فيشرق كل...
قرية صغيرة علي شاطئ النيل لا يربطها بالعالم سوي ذلك النهر النجاشي و طريق طويل ليصل بكوبري حديد بالي يبعد عنها عدة كيلومترات . اضطر أهل هذه القرية إلي ركوب ذلك المركب البالي ليعبر بهم النيل و يطلقون علية لفظ المعدية. اصبحت تلك المعدية هي الشيء الوحيد الذي يربط بين هؤلاء المنسيين بعالم الأحياء ...
الأدب العظيم هو القادرُ، بقوةِ الفنِّ وحدَه - وليس بالهتافاتِ - أن يغيرَ، وأن يحملَ الناسَ على أن يفكروا على نحوٍ مختلفٍ، لكي يتغيروا. شهادة يقدمها: يعقوب الشاروني المبدع الناقد الإنسان أبدأُ بصورةٍ انطبعَتْ فى ذاكرتى لا تمحوها الأيامُ، حدثت في منتصفِ الأربعينياتِ من القرن الماضي: * اقتربَ...
كتاب محمد عبد الرحمن يونس يشكل استكمالا لدراسات وقراءات نقدية في ألف ليلة وليلة قدم فيها الناقد مجموعة من المؤلفات المهمة. توق الشعراء المعاصرين للخروج عن دائرة المألوف يحاول الناقد والباحث د. محمد عبدالرحمن يونس في كتابه "فضاء النص الأسطوري في فضاء الخطاب الشعري العربي المعاصر ـ السندباد...
أعلى