نصوص بقلم نقوس المهدي

تغار المرأة على الرجل .. بدرجة أقل من غيرة الرجل على المرأة.. وتغار المرأة من المرأة .. بدرجة أكبر من غيرة الرجل من الرجل .. فإذا وجدت شعر زميلتها مغسولا .. تذكرت ليلتها التى انقضت إما بصمت أو ربما بشجار .. والمرأة تعشق الكلام الناعس أكثر من الحرية .. لذا غارت سها من زميلتها سارة.. وهى تهمس إلى...
شاعر وروائي وصحفي جزائري أُغتيل إبان العشرية السوداء في الجزائر. النشأة ولد طاهر جاعوط في 11 يناير 1954 بقرية أولخو ببلدية أيت شفعة الساحلية ضواحي أزفون، في منطقة القبائل. في سنة 1964 انتقلت عائلته إلى الجزائر العاصمة، في سنة 1971 درس في ثانوية عقبة بن نافع بباب الوادي، وفي 1974 تحصل على شهادة...
كانت ليلة خريفية قاتمة الظلمة ، الصراف العجوز يتجول في غرفته من زاوية لأخرى، يتذكر حفل استقبال نظمه قبل خمسة عشر عاما في أحد أيام الخريف. حضر ذلك الحفل شخصيات تتمتع بذكاء كبير ، تناقش مختلف القضايا بمهارة عالية ، من بين المواضيع التي أثارت جدلا كبيرا في تلك الأمسية عقوبة الإعدام. غالبية المدعوين...
الأحاسيس تختنق بداخلى وتشتبك ببعضها البعض فى مشهد مرتبك، أجد محيطى الذى تمثل بزنزانة ضيقة وقفص حديدى احتجزت بداخله سخيفا وعاريا من كل أشكال الحياة، سخيف بقدر يكفى لإزهاق أرواح جموع الحشرات التى رافقت جدرانه، وتسللت أٍسفل أعتاب أبوابه، استندت إلى ظهر القفص الحديدى الصدأ الذى احتوانى طوال إقامتى...
الساحة الواسعة تنوء بأحمالها خيلاً وبغالاً وفتيانًا وبنات مليحات.. الوالي أحسن تقسيمها صالات مفتوحة مكشوفة، و الفتارين علي مرأي في جناحين متقابلين تعرض رفيقي السوق: الإنسان وصديقه الحيوان، ويتباري المندوبون في التدليل علي صنوف ومواصفات بضاعتهم. اليوم فرصة عظيمة للتبضع في هذه السوق الرخيصة. كان...
يَحدُثُ أن أَشْعُرَ بعريٍ يَدفَعُني لِأَن أُخفيَ ما يُسَمّونَهُ عَورَةً بغيمةٍ عابرةٍ تُبلِلُ ما يَتأتَى عَن ذَلكَ من خَجَلٍ. أُصدِقُكمُ القولَ أنّ العُريَ في هذا الحَيزِ المكاني الضَيّقِ يُساعَدُني على الاسترخاءِ؛ فلا ياقةُ قميصٍ تضغطُ على رقبتي ولا حزامٌ يَشُدُ على بَطني؛ فأبدو كلوحٍ خشبيٍ...
انبعث الصوت الأجش من المذياع، يعلن بمنتهى عوزه، بمنتهى قوة ضعفه، التي ألانت صوته وجعلته شجياً طيعاً حنوناً آملاً: في قلبي غرام مصبرني كنتُ في المطبخ، أفرك الحلل بباطن يدي، والسلك الخشن يجرح يدي بقدر ما يترك الحلل نظيفة ناصعة، أسلت الماء على الجرح ، ولففته بمنديل، وجلست على الكرسي البلاسيتكي...
عم بخيت , في العقد الخامس من عمره .. نحيف العود .. لا بالطويل البائن .. ولا بالقصير .. يرتدي جلباباً بلدياً .. فضفاضاً صافية بلون السماء .. وطاقيته فوق رأسه .. وشاله علي كتفه دائماً هاشاً , باشاً .. في وجه الناس جميعاً .. سهلاً .. سمحاً.. مرحاً .. بسيطاً , عشرى ومتواضع جداً .. أهلي , ومنفتح على...
توفت أمى ، كانت وصيتها ان تدفن فى مقابر العائلة بقريتنا حيث الأباء والأجداد هناك ينعمون بالسلام . كان علينا أن نعود بها إليها ، العائلة كانت بانتظارنا ، جهزوا كل شيء ، فتحوا المقبرة ذات العينين ، واحدة للرجال بها أبى وأجدادى ، والثانية للنساء ، بها جداتى وعماتى ،مازالت أشجار الجميز العتيقة تقف...
“باركنسون”! وهنا يطول حديثي عنه وأستفيض في الكلام حتى يمل مني صديقي”شاهر”، إسم يليق بصاحبه؛ فهو على مدار اليوم يشهر عنفه في وجهي، مطلقا تحذيراته عند كل رعشة يد تنتابني أثناء تناولي قهوة الصباح بصحبته؛ لتستكين بعد ذلك وتعود إلى حالتها الطبيعية وكأن شيئا لم يكن. إنه بمثابة جرس إنذار يحوم حولي...
ظلَّ لبُرهةٍ غيرَ مصدقٍ ، شعرَ بوخزةٍ في قلبهِ تنغرسُ بقوةٍ ، كادً يصرخُ بأعلى صوتِهِ منَ الألمِ ، ولكنَّه تماسكَ ، عندما عادَتْ ورمقتْهُ بنظرةٍ عميقةٍ ، وعاودَتْ مواراةَ وجهِهَا وانخرطَتْ ثانيةً بالبكاءِ ، شعرَ بدوارٍ وكادَ يفقدُ اتزانَهُ ، فجلسَ على الكرسي القريبِ من السرير ، وهو ينتظرُ نظرةً...
أتعرفون يحيى .. كل من رأه يؤكد انه جميل .. كلؤلؤة بيضاء مكنونه .. بريق عينيه يشع ذكاء , وعبقرية وفطنة .. الروح ملائكية .. النفس صافية شفافة .. زهرة برية وردة قدسية .. شعره سبائك ذهبيه .. وجنّات قال لها الإله كونى .. فكانت روحاً, وروحاً , وراح .. وغرة جبينه يرعى فيها النهار, انشودة للحياة ...
أبلغ من العمر خمسة وعشرين عاما ، إلا إنهم ـ فى البيت ـ يصرون على أن يجيئـــوا لى ـ هم ـ بكســوة الشتاء والصيف و ... العيـد !! ويختاروا لى لون حـذائى ، وساعات نـومى هـــم أيضـا الذين يحـددونهــا وكذلك الأشخاص المسموح لى بمصاحبتهم والجلوس معهم !! حتى العروس التى سـأزف عليها يـوم الخميس هـم أيضا...
( 1 ) ـ فضيها سيره ياأمه ... !! هكذا صرخت فى وجه أمى عندما قالت لى ... ـ تاخد نفيسه ... ؟! ( 2 ) عندما إتشحن الحريم بالسواد ، وأقمن فى الـدار مندبة . كانت نفيسه صغيرة ، وكنا عيالا ، وكلما سألت نفيسه أمى عن أمها تقول لها ... راحت فوق ... عند ربنا ؟! فتنام ، بعد أن تكون شبعت بكاء ، فى حضن...
عندما سألت مديحه بعد اليوم السابع من زواجنا .... ـ تعرفى سيد طه ؟! أجابت ... ـ لأ ... !! ـ ولا حسان عبده ؟! ـ ولاحسان عبده !! ـ طب وعلى عبد المتجلى ... تعرفيه ؟! ـ لأ ... ماأعرفهوش !! فسألتنى مديحه بإستغراب ... ـ ليــه ... ؟! فعدت وسألتها مــرة أخرى دون أن أجيبها على سؤالها ... ـ طب شفتى سيد مره...
أعلى