نصوص بقلم نقوس المهدي

أستاذنا الكبير تأخرت عن موعدك الأخضر قليلاً . كان عليَّ أن أسبق الشمس إلى ستائرك . لكن الوهج المغنِّي في معركة بور سعيد أكل أعصابي .. كلَّ أعصابي . سرق السلام من قلبي .. جبلني بحمرة جرح .. جعلني جرحاّ يمشي . فلا تؤاخذني إذا وصلت متأخراَ، لأن الكتابة إليك رحمة وسلام . واللعب بالحرف ، بالفاصلة...
إلى سلفيو ميتشيلي ـ فيارجيو تورين في 8/11/46 عزيزي ميتشيلي وبّخت حشودا من الناس، لا سيما الأحمق نيكوسيا، لأن أحدا لم يخبرني بوجودك عندما كنتَ هنا. كنت أريد أن أقابلك شخصيا، وأتناقش معك، وأتجادل وإياك، ويا إلهي، ربما نتشاجر حتى على أشياء كثيرة (!)، لأنني موقن أن الحال سوف ينتهي بكلينا إلى عراك...
إلى إلزا مورانتي ـ روما تورين ـ 2 مارس 1950 عزيزتي إلزا أنا سعيد فعلا برسالتك. عادةٌ أود فعلا لو أنميها في نفسي، فهي مفقودة عندي بالمطلق ـ ولعلها كذلك عند جيلنا كله، خلافا للأقدمين ـ عادة أن تأتي لحظة معينة، وبفعل السحر ربما، تخطر لك فكرة فتودين على الفور أن تكتبي عنها إلى صديق، ثم تكتبينها بعد...
1- إلى إيسا بيزيرا ـ ميلانو سان ريمو في 16 يوليو 1950 عزيزتي إيسا أكتب إليك من بيت أبويّ، مستندا إلى المكتب الذي كم عملت عليه الواجب وأنا ولد صغير. مكان لم يزل على حاله، جالسا ها هنا (كدت أقول على غرار ليوباردي "جالسا هنا، شاخصا")، أسمع من جديد الأصوات القديمة التي لم تزل عالقة في الزمن مثل...
-1 مسكواميكت رودأيلن 28 أغسطس 1978 عزيزتي السيدة سيلكو أثق أنك لن تمانعي أن يتصل بك غريب. وإن لم أكن غريبا تماما. فمنذ ثلاثة أصياف سمعتك تقرئين قصصا وقصائد في ذلك المؤتمر الشعري الوطني في ميشيجن. أدركت في ذلك الوقت، مثلما أدرك كل من كان حاضرا، أن قراءتك جعلتنا جميعا في حضرة شيء مميز فعلا. ومنذ...
I 19/2/1967 Foyer Le Nef 10 Rue de Richelieu, Paris I توفيق العزيز الليلة، أشعر بمرارة لأنني لا أستطيع أن أمسك بسماعة أي هاتف، وأُدير رقمك فأسمع صوتك... وقد حاولت ذلك هنا قبل دقائق، لكن الهاتف ظل صامتاً معلناً احتجاجه على نقص الرقم (السابع). لم يفهم ما كنتُ أعنيه!!.. فهناك عشرات الأشياء التي أود...
إلى ميخائيل أوسيبوفيتش يالطا، 28/1/1900 عزيزي ميخائيل أوسيبوفيتش، مرض تولستوي خارج عن إرادتي. لم يجب شيرينوف على رسالتي، ومن المستحيل استخلاص أية استنتاجات مما تقوله الصحف مما كتبته أنت الآن. يمكن للقرحات المعدية أو المعوية أن تنطوي على أعراض مختلفة. وبما أنه لا يعاني من أي منها، أو أنه ربما...
يالطا، 26 مارس 1900 هناك شعور بالكآبة والسوداوية في رسالتك، ممثلتي العزيزة، أنت كئيبة وتعيسة للغاية، لكن ذلك لن يدوم طويلًا، فبوسع المرء أن يتخيل أنك قريبًا، قريبًا جدا، ستجلسين في القطار وتتناولين غداءك بشهية مفتوحة للغاية. لطيف للغاية أن تأتي أولًا برفقة ماشا قبل الآخرين، فعلى الأقل سيكون...
ايها الأخ العزيز سلام على روحك الطيّبة. وبعد فقد تسلّمت رسالتك وسررت بها جداً. أما بشأن ترجمة النبي الى اللغة العربية فلك ان تفعل ذلك إن شئت. أنت تعلم ان هذا الكتاب الصغير هو جزء من حشاشتي فلم ادوّن فصلاً من فصوله الاّ وشعرت بتغيير في اعماق روحي، لذلك اطلب اليك بل استعطفك ان تهبه من بستان...
الرسالة الأولى موجّهة من جبران في بوسطن إلى ألفرد كنوبف في نيويورك ومؤرّخة في 27 كانون الثاني يناير 1926، هذا نصها: عزيزي السيد كنوبف، أسِفت لمعرفة أن ثمّة مشكلة حصلت بالنسبة للوحات رسوم "السابق". كما آسف أن أعلمكَ أن أصول الرسوم لم يعد في حوزتي كوني بعتها قبل سنوات إلى أصدقاء يعيشون اليوم في...
أول كانون الأول 1957 كيف يمكنني أن أشكرك مرة أخرى على هذه النصائح الثمينة، وخصوصاً تلك الثقة التي أوليتني اياها من خلال إرسالي هذه الصفحات من يومياتك! (...) ما تقوله لي عن خطاب نوبل سيساعدني، ويرهبني أيضاً. أظن أنني سأحاول أن أقول ما هو بالنسبة إلي دور الكاتب. بدأت ثم مزقت ثم استأنفت، وأنا أحس...
20 أيلول 1943 (...) لديّ الكثير لأقوله حول مسألة "الكاثوليكية" ولكن يبدو أننا لسنا متفقين حول الطريقة التي تنتقد أنت فيها الموضوع. فإذا كانت فلسفتها غير فلسفتي، وإذا كنتُ أجد نفسي قادراً على مناقشتها حول تفاصيل عديدة، إلاّ أنني لا أملك تجاهها مشاعر كراهية. وعند هذه النقطة بالذات، أظن أن الفلسفة...
12 أيلول 1946 "الطاعون" لم يصل الى مبتغاه... أنا مذنب بحق، لكن الأمور لا تجري بشكل جيّد معي(...) وفي آخر المطاف، وضعت النهاية لكتاب "الطاعون" ولكن لديّ الإحساس بأن هذا الكتاب لم يصل معي الى مبتغاه، وكأنني قد أخطأت من شدة الحماسة وهذه الهفوة تبدو لي فظيعة ومتعبة. سوف أحتفظ به في درج مكتبي وكأنه...
سان فرانسيسكو 14 تموز 79 أدونيس، أيها الرفيق العظيم كل مرة، كالمهدي، تأتيني منك بارقة، تبعث إليّ بشمس. وتعجّل كل مرة، هذه اليقظة التي تفترسني والتي أنتظرها والتي تنبع دائماً من حس الأخوّة. اللمس العميق الذي يحدث، وبرغم المسافات، والذي يحدث بعمق دائماً. يجعلني أستيقظ وأكتب. يا رجل لقد أحييتني؛...
أمي الحبيبة. أم روحي، ماتيتا بانتيرا روسا، أنا في تشيلي. جئت في مركب مليء بالتشيليين العائد بعضهم من أوروبا، ومعظمهم رجعي جداً، يرددون اللعنات على الليندي: «هذا الرجل!». كانوا ينظرون إليّ بشيء من الاحتقار، ما أعتبره فخراً، لأن حتى وجهي يبدو عليه أنني من الحزب البلشفي، ولا أجد تفسيراً آخر. سألوني...
أعلى