نصوص بقلم نقوس المهدي

بعدما أدرك صاحبي أنّ مربّيته تخلّت عنه مُكرهَةً في هذه المدينة الغول، وأيقن أنه أصبح شرّيدا، طفلا منذورا لِرحمةِ الشّارع، نظر إليّ (أنا ظلَّه)، رَنَا إليَّ مَليّا بينما كنتُ مُثبَتا على الجدار أرقبه وأحاكي وقفته الشامخة. لم يبكِ أو يلعَنَ السّماء والمارّة، لم أرَهُ يذرف دمعة واحدة، ليس لأنّه...
كان في انتظارنا أمام الفندق عربة "كارو" فخمة، يجرها حصان أشهب تتدلى على صدره قلادات نحاسية، بعضها فضي، وأجراس ونواقيس صغيرة صفراء اللون، و"عثكال" من ريش الطاووس أو النعام فوق رأسه وما بين أذنيه، مرفوع بأبهة. كان الحصان رائعاً، يشبه حصان الإمام أحمد (الرعد) المشهور الذي كان يصول به ويجول وسيفه...
قدت سيارتي عائداً إلى المنزل كالعادة... كنت مجهداً إثر انتهائي من عملي المعتاد... حاولت سماع موسيقى لعزف منفرد على العود لأغان من التراث المحبب إلى نفسي من مسجل السيارة... لا أدري لماذا داهمني القلق والخوف في هذه الأيام...؟! لم أعد في حالة طبيعية... لم يحدث لي ذلك من قبل...! حتى الزوجة والأولاد...
منذ نهايات القرن العشرين بدأ اتجاه الواقعية السحرية يشق طريقه إلى الوجود العربي ، وبخاصة الوجود المصرى ، حيث وصلت ترجمات ودراسات هذه الأعمال متأخرة عن بداياتها الأوروبية – وبخاصة فى أدب أمريكا اللاتينية – ثم بدأ هذا الاتجاه يسيطر على بعض أعمال الكتاب فأدى إلى ظهور ملامح جديدة إلى الكيان الروائى...
أظلمت المدينة فجأة ولم أعد أري يمني من شمالي ، أسمع أصوات يحملها نسيم الليل و يبتعد بها فلا أعرف إن كان أحدا قريب من أم لا ؟ استوقفني ضحكة ليست غريبة عني تشق الظلام الخانق ولي التفت فلا أتبين أحد .. ناديت : من هناك ؟ .. من يضحك ؟لم يجبني أحد ! واصلت السير و أنا لا أدري هل قدماي علي الطريق أصلا...
ثديا المرأة أجمل ما فيها، وهما العضوان البارزان اللذان لا تستطيع المرأة - مهما حاولت - إخفاءهما، وهما من أكثر أعضائها شهوة وإثارة للرجل، ففيهما مَجْمَع شهوتها وسرّ أنوثتها، وهما أطيبُ ما فيها، وأنظف مناطق جسمها، وألينها، يجتمع فيهما صفاء بشرتها، ولونها ما بين الأبيض أو الأسمر، وما بين تلك...
إن المرأة اليوم تبحث عن تثبيت الاختلاف بعيداً عن معايير الرجولة كمرجعية للامتياز. افتقار النفس إلى فلسفة للجمال يجعل مظاهرنا فوضى من الأذواق والألوان. لماذا كان التصور العرفاني أقرب دوماً إلى جوهر الأنوثة من التصور الفقهي؟ لقد أدرك نزار مشكلة المرأة كمعادلة بسيطة وليس كإشكالية مركبة. "القميص لا...
يعتبر الوشم تقليدا طقوسيا عريقا وموغلا في الثقافة الأمازيغية، وغالبا ما يرتبط بالنظام القيمي أو الثقافي لدى المجتمع الأمازيغي الذي مارسه، أو بتقاليده ومعتقداته وديانته، فالإنسان الأمازيغي كان يعيش في عالم من الرموز والعلامات والقوانين التي يقصد بها التأكيد على انتماءه إلى هويته الأمازيغية فهو...
علامات ورموز وزخارف باللون الأخضر أو الأزرق تناجي بها المرأة الأمازيغة الرجل مبشرة إياه بنضجها العاطفي والجنسي، تزين بها وجهها بشكل فاتن أو عنقها أو أماكن حساسة من جسدها. غير أن الوشم بالعربية أو تكاز بلسان الأمازيغ ليس مجرد متعة وزينة استعملتها المرأة في زمن معين، بل إن لهذا الوشم ارتباط...
فاجأتنا الفتاة بنفخ الكيس الورقى الملون ، الصغير . استطال فى لولبية ، وأحدث صفيراً ، وتقلص.. قال محيى معوض : ـ إنها تعاكسنا .. هززت رأسى فى عدم فهم . خمنت من حوارنا الهامس اختلافنا فى معنى تصرفها . أعادت نفخ الكيس ، فاستطال ، وأحدث صفيراً ، وتقلص ، ثم غمزت بجانب عينها ، وواصلت السير .. فتحت...
افتتاحية: "سوف أحطم لكم نظرية النجم الشاب الوسيم، سوف أكون أول نجم من الشيوخ على خشبة المسرح، أحتاج فرصة فرصة واحدة". إنها مقولة "عم عبده البطل"! لا يكل ولا يمل من تكرارها، ولا أذن سمعته، ولا عين رأته، ولم يخطر على ذهن أحد من ندمائه ورفقاء المقهى أن ما يتفوه به سوف يتحقق، وحده الواثق فيما يقول...
وجاءت تلك السّاعة، التي قررت فيها مغادرة "الوطن" حين كبرنا، وقعنا في الفخّ. لم نجد “الوطن”، الذي قرأنا عنه في المدرسة وسمعنا عنه في الإذاعة والتلفزيون. وجدنا أنفسنا في سجن واسع اسمه “وطن”، مُسيّج بالأكاذيب والشّعارات الفضفاضة. وجدنا أنفسنا في “وطن” لم نختره، بل وجدنا فيه أنفسنا صدفة...
انحنى الوزير الأول أمام الملك قائلًا: - جلالة الملك، جميع أهل المملكة فى قبضتنا. - هل راقبتم كل وسائل اتصالاتهم، وصفحات تواصلهم الخاصة على الإنترنت؟ - كل شىء مراقب مولاى. شركة الإتصالات أبلغناها بالكلمات الخاصة التى عند ذكرها تقوم الشركة بمتابعة المتصل، ومُستلِم المكالمة.. (الملك - الأسرة...
الطواويس الجميلة تخاف على حياتها، والطاووس الأسود، لا أعرف كيف كان لونه أسود هكذا، لا يخاف. لا بد أن نعمة الجمال قد سلبت منه؛ ليدافع عن رفاقه فقط، دون أن يأبه لحياته التى لا تساوى شيئًا فى عالم الطواويس. كنت أشاهد عن قرب تلك العيون البراقة التى تنظر بخوف إلى شىء مجهول. المجهول صار فهدًا أسود...
"الشائعات حوله كثيرة، ولكن الأمر المؤكد أنه إذا نجح في تصويب عينيه إلى عينيك، فلن تفلح في التخلص من إغوائه". هكذا حذرني صديقي حينما لمح "طائر الفضول ينقر داخل رأسي" وأنا أراقب هذا العجوز الساكن فوق مقعده ولا تتحرك منه سوى أصابعه. "أتعلم أنه رغم طول معشره، لم يضبطه أحدٌ يمارس فعلًا بشريًّا...
أعلى