«الفرح المتسارع مخيف!
أولست تخاف من سيارات السباق السريعة أن تصطدم بحاجز الحلبة في أية لحظة فيُسحق صاحبها المنتشي؟
كذلك الحال مع السعادة المتهورة... لا أمان لها، والخوف من عاقبتها».
لو كان دوستويفسكي أبي كنت اعتبرت من حكمته هذه، ولكن القائل هو - أبي - فقط... دون أن يكون فيلسوفاً أو حكيماً...
سرنا أنا وأمي نقطعُ الطريق من محطّة الباص إلى صالون الحلاقة الوحيد في المنطقة. لاذت كلّ منّا بصمتٍ يكفيها شرّ مناقشة الأمر مرّة أخرى، فمنذ انتقلتُ إلى مدرسة راهبات الناصرة في حيفا وأنا ألحُّ عليها، كنت أطلبُ وهي ترفض، أتوسّل فتسبُّني، أبكي فتصمت...
كانتْ وهي المُطلّقة حديثًا قد أتَتْ على نصيبها...
كان ياما كان، إذا مرة واحدة كان، عشرين مرة ما كان، في غابر الأزمان، في أحد المَضاربْ، اضرب المضروب، وقَبِّلْ يدَ الضاربْ، أطعمْ الشبعانَ ليملأ خاصرتيهِ، ولا تضربِ الجَوعان إلا على أليتيهِ، وكان ثمة بلد، أغلى على أهله من المال والولد، النورجُ يدور كالصحن، والغربالُ دائماً في التبن، أرضُه شاسعة،...
الضحك مشروع على قدر غير قليل من البراءة و التفاؤل و الفرح و الاحتفالية و صلابة العزم..
و غالبا ما تغلب الفكرة الفعل..
أن نضحك بأزمنة البكاء ، يعني أن نفتح وسط هذا الهشيم الهائل من الكآبة و السوداوية و القهر و الغبن و التسلط و الفقر كوة للفرجة والفرح والمسرات والسخرية في رسالتها النقية والسامية...
كانت تعتقد أنها تمتلك العالم , طالما معها كتابا فى شنطتها وورقة وقلما , أخذت تتجول فى شوارع الزمالك وهى تشرب من علبة الكانز , مستمتعة ببرودة المشروب وسعيدة بحرية التجول فى الشوارع بشكل منفرد ووحيد , وهى تردد بعض الأغانى داخلها وتصفر بعض الصفارات الضعبفة و وتشاهد فترينات العرض والمعروضات الفخمة...
قرّر نجيب محفوظ في لحظة تحدٍ أن يلد "ألف ليلة وليلة" من جديد بقلمه الخاصّة وبفكره الشّخصي،فأنتج لنا روايته الشّهيرة" ليالي ألف ليلة" لتكون محطّة فكرّية مهمّة عنده،وذلك بعد أن تشبّع من "ألف ليلة وليلة"،وقرأها في طفولته مراراً وتكراراً بالسّر مع أصدقائه دون أن يعرف أهله بذلك على حدّ تعبيره(1)،بعد...
حين تمددت في سريرها وتدثرت جيداً وتلفحت بابتسامتها لم تعلم أن القدر يمد يده اللامرئية ليأخذ أنفاسها، وإن قطتها العجوز مثلها ستحس ببرودة أطرافها وستقفز لتكمل نومها تحت المدفأة، أغمضت عينيها وأخذها الحلم ثلاثين عاماً للوراء. كانت عجوزاً أيضاً على حافة الستين تتشارك مع رجلها التسعيني أربعين عاماً...
جثم على ركبتيه منحني الظهر مطأطأ رأسه دمعه يسيل مرا الحيرة تقيده الرغبة
تنازله تنتصر عليه رفع كفيه ضارعا إلى أين؟
فقد ما كان ومنح ما لم يرد أدرك تفهم وعى علم رأى ليته لم ولم ولم
شعر بقشعريرة تسري في رأسه تحسس موضعها وجد ندبا الندب يمتد يزداد عمقا
حاول الصراخ عبثا
الصوت محشور بين الحلق...
* إلى الصديق فرحان العقيل وهو يستر زنا أعدائه وعري أصدقائه.
الهفوف/ حي الصالحية عام 1965م
بدت لهم بضفيراتها العشر السوداء التي تتأرجح على عجيزتها الرجراجة التي تشد ارتخاء أعضائهم الذكورية حينما تمشي أمامهم وبوجهها القمري النوراني عندما يشع نوراًُ في وجوههم...
في البدء:
"الأجساد تحزن وحزنها الذبول والاصفرار".
"عندما يأخذون منك امرأة فإنهم يعطونك لغة وتاريخاً".
* * *
برد الأحساء يقذف الأجساد في الأجساد.. يماسس الأفخاذ الباردة بعضها ببعض فتدفأ.. ويجذب الأغطية إلى الأقدام فتنتفخ بطون النساء في أوائل الصيف الحار.
كانت مخلفات الليلة الشتوية الباردة...
في اللحظة التي أيقنت فيها أن صورتي أمامهم ممددة على طاولتهم المستديرة وأنهم يخططون لإسقاط خصلات شعري من جذورها ويتآمرون على ابتسامتي، ويختلفون حول كيفية وقف الدماء عن قلبي، ويعرض زعيمهم عليهم خطة تفجير عقلي، ويتساءلون: متى تكون ساعة الصفر؟ كان أبي بجانبي يقول: تنافست الحمى والنوم في أيهما...
لا زلت أتوق إلى تفسير حلمي.. ذلك الحلم الطاغي الذي ما زال يقبع في تجاويف عقلي.. ويئن قلبي به كلما تذكر لحظة الارتعاش ولحظة الصراخ ولحظة الاستيقاظ على امتداد الفزع.. وكنت وقتها في قمة الهم واستغراب الفكر وحيرة الذاكرة.
أما وقد وافاني الاستيقاظ الهائم.
نظرت من ثقب نافذة بيتي.. تلك النافذة...
بعد كل موْعد معها كُنت أكتب بشراهة، أبتلعُ الورق الأبيض بقلمي، لم أعلم نوعًا من الجنون يجعلُني أكتب بهذا الهوس!
كُنت أعيش علاقة غرامية ذات طابع قياسي، لقد أحببت امرأة في منتصف الثلاثينيات، ذات قوام مُتمرد يفضحُ بعضه، يعلوه وجه يُشبه القمر، يُطلُ منه أنف ملائكي.
في بداية يونيو التقيتها مصادفة في...
الرامايانا هى مجرد حكاية وليست كتابا مقدسا أو كتاب دين فالمفترض فى أى كتاب دين هو أن تكون الأحكام التى تنظم الحياة هى الأساس ولكن رواية الرامايانا خالية من تلك الأحكام إلا ما ندر ولا يمكن استنباط أحكام منها سوى أحكام لا تتجاوز ثلاثين حكما على أقصى تقدير .
الحكاية هى مجرد حكاية عن الملوك...
أمّي تربي دجاجتين في حوشٍ خرِبٍ على سطح الدار، ومع الدجاجتين أرنب صغير مرقّط. الأرنب في الغالب لا يفهم سبب وجوده إلى جانب دجاجتين لا تبيضان. ويقفز هنا وهناك مبتعدا عنهما بحذر، فيما تلتقط الدجاجتان حبات الخبز المجفف الصغيرة، وبقايا أوراق الشاي المطبوخ، وتترك للأرنب قِطَع اللفت والجزر ، وسيقان...