نصوص بقلم نقوس المهدي

على سبيل التقديم عن الصفدي في الوافي بالوفيات عن الجنيد قال: "كل الخلق يركضون فإذا بلغوا ميدان أبي يزيد هملجوا.." .. وقول الجنيد هذا عن ابي يزيد البسطامي يصدق تمام الصدق حينما نعرض لحياة بعض الشخصيات، ومنهم خورخي لويس بورخيس على سبيل المثال .. هذا الأرجنتيني الكوني الكفيف الذي يستعصي على التصنيف...
جاء إلى الدّنيا مجهولا وتُرِك دون هويّة، يحيا أوجاعَه مُرتحلا في الأمكنة. شارَف على كهولة قُدَّت من حُزن سرياليّ، حين ينتقل من مكان إلى آخر يسير مُسرعا كأنّه مُطَارَد ، تمتدّ خطواته باحثة عن مُستقرّ على تُخوم رحيل لاينقطع. يتدثَّر بألم حَفر على روحه جُرُوحا غائرة، يلفّ جسده بثياب قديمة مُمزّقة،...
لم يكن يضايقني مشهد القمر مكتملا وهو يتلصص عليّ من عليائه في ذلك الفجر البارد عبر نافذة الغرفة، كنت منتشيا وأنا أمسح أدران ما تبقى من شوائب الرحلة، بأن تفاجئني الغيمة التي أنتظر بحليبها الصباحي ، حينها أعلن أنني قد بدأت نهاري في المكان الذي أتوقع ، متيقظا كعين النسر حين يمسح المكان لنصب فخاخ...
كان كل من في المنزل قد غادره إلى مكان ما للزيارة.. ولم يبق أحد سواي.. والدي ذهب كالعادة بعد الغداء إلى (المبرز)، ومنه سيذهب إلى الدكان حيث لن يعود إلا قرب منتصف الليل، وكنت أعرف أن أمي لن تعود من زيارتها لأقاربها إلى مساء الغد. كنت وحيداً في المنزل.. حملت أمام الجميع كتبي وأغلقت على نفسي باب...
أرسلت إليه إشارة نافرة بلا مبالاة تركني يدفع خطوات مثقلة بالهم تنشد لها سبيلا في الزحام مشى متثاقلا وثيابه البالية يخيطها أسى رث؛ و دون أن يبتعد ظل يدور في نفس المكان بهيكله الشبح يكاد يهوي ؛فجأة خطر لي أن ألحقه ووجدتني بسرعة أسد السبيل أمامه ؛ مد لي كفا هزيلة حفرتها الأخاديد ظهرت عروقها وبرزت...
يَدٌ باردة، وحيدة كالبحر كانت يدها، مُذْ راودها الحلم، شَكَّلَ الآخر لديها إلهاً، ولكن ليس كل الآخرين آلهة. تحلم أنه أخيراً سيأتي كي تغور في الرخاوة وأصابع العشق تحرثها، تهرشها، تشيلها إلى عوالم لم تألفها... لكنها تحدس بها، وخلف ستار الحلم، ربما، كان على مريم أن تَتَّقي مع كل فطور صباحي سيل...
باردٌ، كدمشق في يومها الأخير. أرى: يبلع الرمل الماء ولا يشبع. أرى: أركض نحو أختي، التي ماتت قبل أن تلدها أمي، كي أمنحها سرّي. أنا ابن آخر قطرات من شتاء، كالضجيج أتصاعد... حكاية بخار منفيٍّ من إبريق جدي. وجدي، رأس لطربوش أحمر وقمباز لسجادة صلاة تحت مئذنة. .كان شكل جدي مئذنة. " ألفٌ، لامٌ، ميمٌ "...
حدث أبو سعيد الخدري أن رسول الله قام يصلي صلاة الصبح ، وهو خلفه يقرأ . فالتبست عليه الصلاة . فلما فرغ من صلاته قال : لو رأيتموني وإبليس. فهويت بيدي . فما زلت أخنقه حتى وجدت برد لعابه بين أصابعي هاتين ، الإبهام والتي تليها . ولولا دعوة أخي سليمان لأصبح مربوطا بسارية من سواري المسجد يتلاعب به...
إلى لويجي سانتوتشي – ميلان سان ريمو، 24 أغسطس 1959 عزيزي سانتوتشي، منذ شهر وأنا أتجول حاملًا صراخك التنبيهيَّ في بالي بينما أرتب الأفكار الرئيسية لردي عليك، ولكن لكتابة رسالة – كما تقول بطريقة أؤيدها – فالمرء يحتاج عطلة؛ وليست عطلة عادية – إن كان امرؤ ما يسكن على الشاطئ – بل مطرًا ومدًا...
“بسم الله الرحمن الرحيم أخي وحبيبي غسان ليس عيبًا أن نتبادل الغزل، ليس عيبًا أيضًا أن نطيّر قلوبنا الصغيرة الفسيفسائية في ملكوت الرومانسية. نحن بحاجة إلى ذلك الطيران الشفّاف: لا بُدّ من نظرةٍ مُحَلّقَةٍ = يُمسَحُ فيها بالراحَةِ النَّجمُ مهيار الديلمي يحمل في جثته ذلك المخلوق الفسيفسائي الصغير...
يان، لقد انتهى إذن كل شيء. ما زلت أحبك. وسأعمل كل ما في وسعي لأنساك. وأرجو أن أحقق ذلك. لقد أحببتك بجنون. وظننت بأنك كنت تحبني. آمنتُ بذلك. الشيء الإيجابي الوحيد، كما أتمنى، والذي سيبعدني كليًا عنك هو أنني اختلقت قصة الحب هذه بمفردي. أظن أنك تحبني أنت أيضًا لكن ليس بمعنى الحب، أظن أنك عاجز عن...
أخي الأستاذ الزيات: تفضلت فسألت مرة أو مرتين أو مرات عن سبب احتجابي عن قراء الرسالة، وكانت حجتي في الاعتذار أن كتاب (ليلى المريضة في العراق) لم يُبق من قواي ما أصلح معه لمقابلة الناس في جِدٍ أو مزاح، وقد تلطفت فقبلت عذر أخيك، وصفحت عن تقصيره إلى حين فما رأيك إذا حدثتك بأني كنت في نشوة شعرية لم...
1 عين دراهم : في 2/6/1932 أخي الفاضل الأعز: أمتع الله به تحية و سلاما ، وبعد فقد لبثت نفسي تدافعني إلى نقدك و أدافعها ردحا من الزمن من بعد ما كاتبتك. ثم إنّني كتبت بالنقد بعد صراع مع النفس عنيف وهو يتحصر في نقط ثلاث: 1/ حصرك وظيفة الشاعر في تصويره لعصره و مصره. 2/ جعلك لبشار شاعر فلسفة وكلام 3/...
إلى الإخوة الكرام الساهرين على أرشيف المجلات العربية تحية طيبة ، وبعد أشكركم على تواصلكم وإرساليتكم القيمة المتمثلة في المقالات الثلاث المفيدة للأساتذة الأفاضل : رشيد الخيون وسمير عطية وطالب الرفاعي. إنه حقاً مجهود جبار أتاح ـ كما قال ذ. الخيون ـ للباحثين مجلات عقود خوال ، تعتبر من التحف...
08 - 01 - 1951 معالي الدكتور طه حسين باشا: أبدأ بتهنئتكم بالإنعام السامي الذي شمل به جلالة الملك الأدب والفضل والهمة في شخصكم الكريم، إذ منحكم رتبة الباشوية، فقدر بذلك أعمالكم الجليلة ونشاطكم الدائب في خدمة هذا الوطن المحبوب، وتوج به ما نلتموه من محبة أهل هذه البلاد وتقدير البلاد الأجنبية لشخصكم...
أعلى