كثر الحديث عن الطب البديل في وسائل الإعلام المكتوبة و السمعية و البصرية، غير أنه للأسف الشديد، في أغلب الأحيان، يشوه بتقديم مفهوم خاطئ و انطباع مغلوط عن هذا الطب إلى الناس.
فقد أصبح الطب البديل يساوي عندنا مصدر تسمم بالجملة، بل هناك من وصفه بالكارثة، واختزل في فن العطارة، و شنت حرب على رواد هذا...
الثقافة في المفهوم الانثربولوجي هي ما تنتجه الجماعات من تقاليد وطقوس وحكايات وأزياء ، وأغان متنوعة ، مرتبطة بالفصول ، مع عادات خاصة ، تظل كل هذه وغيرها حاضرة في التداول بين أفراد الجماعات المعينة ، تضيف عليها وتطرد منها ما تجده لا ينطوي على قدرة للتعايش مع الحوار ، وينفتح على ما هو للآخر ، يأخذ...
ثمة تصورات عديدة عن الجسد الأنثوي في المعتقد الشــعبي العربي – وفي معظم المجتمعات التقليدية – أحد هذه التصورات وأوسعها انتشارا هو الاعتقاد بأن الجسـد الأنثوي جسد مدنس، بعيد عن عالم القداسة والطهر والسمو.
لا بد أن نقرر مبدئيا – اتفاقا مع الباحث الأنثروبولوجي المغربي المتميز رحال بو بريك في...
استيقظ ثقيلا هذا الصباح ، كانت هناك مجموعة من الصخور تتكدس فوق صدره بينما تتوزع أعضاؤه في أنحاء الغرفة بعد ليلة ذئبية وعنيفة عـندما أصر زملاؤه أن يودعـوه بحفلة بمناسبة تقاعده ، لملم أعضائه ودخل الحمام ، أزال الماء كل الصــخور وأزال كذلك النساء والمدخنـين والكؤوس الناضجة والأطباء والدائنين وبرامج...
تناول الطفل الصغير علبة الأقلام والألوان. طرح أوراق التصوير على المكتب. رسم سماء رمادية ودسّ بين طبقاتها المتلبدة، نجمة فضية.
ضغط الطفل برأس القلم اللبدي على جنبات الصورة. عندما رفع القلم، فوجئ بنجمة تتلألأ وتبتسم وتتحدث. قصّت عليه حكاية عجيبة سحرته وخطفت لبّه.
* * *
هجر الطفل الصغير مقعده أمام...
جاء إلى الدّنيا مجهولا وتُرِك دون هويّة، يحيا أوجاعَه مُرتحلا في الأمكنة. شارَف على كهولة قُدَّت من حُزن سرياليّ، حين ينتقل من مكان إلى آخر يسير مُسرعا كأنّه مُطَارَد، تمتدّ خطواته باحثة عن مُستقرّ على تُخوم رحيل لاينقطع.
يتدثَّر بألم حَفر على روحه جُرُوحا غائرة، يلفّ جسده بثياب قديمة مُمزّقة،...
نأتي إلى المقطع الرابع من موشحة ابن الخطيب في معارضته لابن سهيل، إذ يقول:
يا أهيل الحي من وادى الغضى
وبقلبى مسكن، أنتم به
ضاق عن وجدي بكم رحب الغضا
لا أبالي شرقه من غربه
فأعيدوا عهد أنس قد مضى
تعتقوا عانيكمُ من كربه
ولصيغة التصغير في الشعر العربي من أهمية دلالية، فبينما ترد حينا كي تشير إلى...
لم لا يأتي الآن، فيضع حدّا لانتظاره؟ القرنفلة في الأجمة تنتظره بألوانها الثلاثة، جلس على كرسيّ تحت شجرة النارنج ،مجموعة من السائحين تعبر بطحاء المقهى، امرأة يافعة وقفت بالقرب من شجرته والتقطت صورة للجامع الكبير الذي بناه الثغري، كانت قريبة من الهدف فلم تكن الصورة لتشمل أكثر من الواجهة، باب كبير...
نينتي
مثلما تُصنع لأي قديسة في العالم أيقونة، يتسلم الرسامون ملامحها من جيل لآخر (وإن حرفوا قليلا في ملامحها وفقًا لأهوائهم) تعلق الأب يوحنا هنري بفكرة أن تكون لابنته (نينتي) هي الأخرى أيقونة. ومن ثَم، كان يتطلب هذا أن تصير أولا قديسة. لكن كيف؟! وهل تُغتصب القداسة أم نرتقي إليها؟ ولمَ لا...
ولد عباس بن مهدي بن حمادي آل أبو الطوس في مدينة كربلاء (جنوبي العراق)، وفيها قضى حياته القصيرة، وفي ثراها كان مرقده.
كان ابنًا لعامل (صانع) امتهن نقش الأواني النحاسية (الطوس)، ولكن الصبّي اتجه إلى الكتّاب، وثقف نفسه ذاتيًا فدرس أمهات كتب النحو والمصادر التاريخية، وقرأ كتب الجاحظ، وحفظ من الشعر...
ورثت عن أبي مخلوقًا غريبًا، نصفه قطة ونصفه الآخر حمل، وقد ازداد نموًّا في الفترة الأخيرة، إذ كان سابقًا أقرب إلى الحمل منه إلى القطة أمّا الآن فإنه قطة وحمل بنفس الدرجة، فهو يمتلك رأس القطة ومخالبها وجسم الحمل وتكوينه. أمّا عيناه فتجمعان صفات الحيوانين: النظرة الوحشية للقطة والإشعاع البريء...
قصيدةٌ ليليةٌ مُهداة
ــــ مُهداة إلى ابنةِ الليل
انساب الليلُ مرتفعاً من الأرضِ الواسعة
وغطَّى السماءَ المشرقة
الأرض الواسعة المقفرة بعد الحصاد
الليلُ قد ارتفعَ من داخلِك
لقد جئت من بعيدٍ، وذهبتُ أنا بعيداً
ومرت المسافةُ البعيدةُ من هنا
وكانت السماءُ خاليةً من كلِّ شيء
فلماذا تمنحني المواساة...
في تلك الليلة لم تغمض عينٌ لزوجةِ الأخ الأكبر الثاني، ولم تغمض لها عينٌ في الليلة السابقة كذلك.
لعلَّها قد نسيت ذلك الأمر. هكذا فكَّرت زوجةُ الأخ الأكبر الثاني. كيف لها أن تنسى؟ فكَّرت أيضاً.
آه، لقد نسيت زوجةُ الأخ الأصغر الثالث الأمر أَليس كذلك. لكزت زوجها المستلقي بجانبها.
هل هذا ممكن؟...
لماذا لم يفعلوها؟ لأن الجنرال تراجَع عن قراره. ألا ترونه مبررًا ساذجًا لنجاتي؟ أتفق معكم جدًا.
رأيتها في نومي تضاجِع اثنين من أصدقائي. الغريب أنها فعلتها هذه المرة مع اثنين. استنكرتُ فِعلتها، فهي مخطئة، حتى لو كان مجرد دور تؤديه في حُلم. ألم تعلم أنها في مثل هذه اللحظة داخل رأسي؟ لو...
أكثر أيام الربيع والصيف، وكلما يأتي الأصيل, يكون الحبيب على موعد مع وردة البلاد عند الدروب السعيدة.
كل مرة تأتي بهيئة أنيقة، وترشه بسيل من البسـمات، فينظر بعينين ضاحكتين إلى وجهها المعبأ بالصحة، وجسدها المتناسق، وشـعرها الأسود الطـويل الذي يزيدها جاذبية، ويتمنى أن يحملها بين الضلوع، تمد يدها...