عبدالفتاح كيليطو

في موقع " المابَيْنَ" ناقِدٌ / أَدِيبٌ "سَبَّاقُ غَايَاتٍ" يكثر الحديث في السنوات الأخيرة حول ضرورة إعادة قراءة التراث الأدبي العربي بشكل مختلف عما ساد خلال سنوات الانبهار الأولى بالمناهج النقدية الحديثة، حيث شَكَّلَ النُّفُورُ من إنتاجات الأجداد السِّمَةَ الْأَبْرَزَ لهذه المرحلة، فَغَدَتْ...
في مقالة بليغة بعنوان «خداع» للفيلسوف المغربي عبد السلام بن عبد العالي في حق الكاتب القدير عبد الفتاح كليطو، (مجلة الدوحة في عددها الجديد 53 ، مارس 2012، ص 76) يرصد الكاتب تمظهرات «الكيتشية»(منطلقا من تعريف ميلان كونديرا لهذا المفهوم) لدى بعض المحسوبين على الثقافة، وذلك من خلال العمل الروائي...
يعتبر عبد الفتاح كليطو من أهم رواد النقد العربي الحديث إلى جانب عبد الكبير الخطيبي وموريس أبو ناضر وعبد السلام المسدي وكمال أبو ديب وعبد الله الغذامي وحسين الواد وجمال الدين بن الشيخ ومحمد مفتاح وجميل شاكر وسمير المرزوقي وصلاح فضل وخالدة سعيد ومحمد بنيس وأدونيس. وقد تميز عبد الفتاح كليطو بدراسة...
"إن الشخصية المنحدرة من كتاب كل شيء فيه مقرر سلفا، ستصل في نهاية المطاف، إلى كتاب آخر تسجل فيه حكاياتها (الليالي)، كتاب بمثابة صدى وانعكاس للأول. هكذا يفرض المكتوب ذاته أولاً وأخيراً، بدءاً وختاماً". عبد الفتاح كيليطو، العين والإبرة، الفنك 1696، ص:154. نبش ينبش فهو نباش، هل تدرون ما معنى...
حين ترد على بالنا كلمة «أدب»، نفكِّر- عادةً- في أنماط وأجناس تُنْعَت بـ(الأدبية)، لا سيّما الشعر والرواية والمسرح، تقسيم ثلاثي مألوف في المقررات المدرسية والجامعية. أما في الماضي فإن الأدب كان يدلّ على شيء آخر؛ لم تكن الرواية ولا المسرح- طبعاً- من مقوّماته. وبدون الدخول في التفاصيل، لنقل إنه كان...
بادئ ذي بدء “الأمجد” و”الممجد” هي ألقاب ذهنية شخصية أمنحها للكتّاب والمؤلفين الذين يكتبون جيدا جدا ومن بينهم: الكاتب المغربي عبد الفتاح كيليطو، وفاطمة المرنيسي وإيزابيل الليندي وإيمان مرسال وغيرهم الكثير ستجدون أسماءهم وأسماءهن هنا وهناك في كتبي ومقالاتي. الكتاب يتكون من عدة مقالات ممتعة جدا...
" لأي نوع أدبي تنتمي كتاباتي"... سؤالٌ يُطرَح عليّ أحياناً، فأراني مدفوعاً إلى الجواب عنه، مع شعوري أنَّ ما سأقول لن يكون مقنعاً. ربما من المفيد، لتوضيح السؤال، ربطه بآخر: إلى أي نوع تنتمي قراءاتي؟ ماذا أقرأ؟ ماذا قرأت؟ وبادئ ذي بدء، ما هو أوّلُ كتاب قرأتُه؟ في كل مناسبة أقدّم عنواناً مختلفاً،...
حتى سنّ الثلاثين كنت لا أترك كتابا حتى أتمّ قراءته، وإذا لم أتم القراءة وفتحت كتابا جديدا كنتُ أشعر كأنّني أقترف إثما فظيعا، فأبادر بالعودة إلى الكتاب الأول. وكان الشعور نفسه ينتابني عندما كنت "أقفز" على بعض الصفحات ( كصفحات الوصف عند "بلزاك" ). ثمّ تغيّرت الأمور : لم أعد أقرأ كتابا، أقصد : لم...
دخل الشاب متجرا كبيرا وطفق يتجوّل فيه من دون غاية محدّدة. قادته قدماه إلى الطابق المخصّص للنّساء، فضاع في متاهة الألبسة الأنثوية. شعر في النّهاية بالدّوار وبحث، بصورة ماسّة، عن باب الخروج حينما، بغتة، وعلى بعد خطوات قليلة منه، رمق امرأة شابّة تبتسمُ له. كانت ذات جمال لا يُضاهى، أبدا لم ير روعة...
كاتب وقد تسلّم للتّو نسخة من آخر كتبه، نسخة طريّة تماما، جدبدة تماما، عرضها بافتخار على طفلته الصّغيرة. "انظري، أنا الذي كتبت هذا الكتاب"، قال لها. حتى يؤثّر في مشاعرها بدرجة أكبر، لفت انتباهها إلى اسمه على الغلاف أعلى العنوان. مقطّبة حاجبيها، صاحت ناقمة : "أنسختَ كلّ هذا ؟" كان يرتقبُ أن يكون...
هل سبق لنا ان قرأنا المقامات حقا؟ ذلك هو السؤال الذي يطرحه القارئ على نفسه عندما ينتهي من قراءة كتاب «الغائب» لعبد الفتاح كيليطو. هو سؤال محرج، لانه موضوع على صيغة الاستفهام الانكاري. والحقيقة ان قراءتنا السابقة للمقامات كانت تعتمد على اختزال اساسي وهو ان «المقامة» لعب سردي غايته الاساسية...
تحدُث داخل المكتبات أشياء عجيبة وسافرة أحياناً، كأن تنتاب مكتبياً ثملاً رغبة دفينة جوف الليل في إحراق الخشب، أو تتمدد سائحة بالمايوه على طاولة القراءة العامة في عز الخريف، أو يتبول كلب سيدة أنيقة على جناح الشِّعر رغم سيلانات فيرجيل. ممنوع دخول الحيوانات. لم نكتبها على الباب، لكن دواب كثيرة أهرقت...
من الصعب تصوُّر نص سردي أو مقطع شعري لا ترد فيه إشارة صريحة أو ضمنية إلى السفر. وحتى إن لم يرد ذكر لرحلة ما، تظل هناك تلك التي يقوم بها القارئ من عالمه المألوف إلى عالم غريب تشرع أبوابه بتزامن مع فتح الكتاب. رحلة القراءة تستدعي تكيفاً مع عادات النص وشعائره، وتتطلب بالتالي مجهوداً ذهنياً ليس...
وحده كان الطفل فوق السرير، مستغرقا في قراءة كتاب. كان لديه من الوقت ما يكفي، ولذلك لا أحد سيزعجه لمدة طويلة. يشعر الآن بأنه بحال أفضل، ولو أنه يرغب في مزيد من النوم. انخفضت حرارة جبينه، وتخلص من أحلامه المضنية التي جعلت نومه محموما: رأى نفسه سابحا في الفراغ وسط بنايات متهاوية كان يخشى أن تدفنه...
هل يستطيع المرء امتلاك لغتين؟ هل بإمكانه أن يبرع فيهما معا؟ ربما لن نهتدي إلى جوانب إلا إذا أفلحنا في الإجابة عن سؤال آخر: هل يمتلك المرء لغة من اللغات؟ أتذكر أنني سمعت كلاما لم أعثر بعد على مرجعه، يصف فيه أحد القدماء علاقته بالعربية، فيقول: "هزمتها فهزمتني، ثم هزمتها فهزمتني"، مشيرا إلى أن...

هذا الملف

نصوص
104
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى