ـ 1- للشِّتاء أسماؤُه..
للشّتاء أسماؤُه السّرّية
في رُدْنَيْ معطفِه
تتخفّى العنادل
الهاربةُ من دُموع العدالة
وله أيضا بيارقُه المرصَّعة
بهَيْنَمات قوسِ قُزَحٍ يتيم
حين تُطِلُّ شَمْسُه العابثة
وسط سماءٍ
تُقامر مع أسلافنا
بعظام النّوارِس وفِضَّة الغُيوم
ويُلقي ضوؤُها خطبتَه التي
يَسيلُ منها...
كثيرا ما نقضي اللَّيل
موزَّعين على السواحل
نداهم الأعياد
المسترخية في قواقعها
وبأجسادنا
نمسح عن الصخور سقمها
نروي حكايا
بمكبّرات الصوت
كي تلتقطها آذان الغرقى
ونقتاد الفجر الضرير
عبر أروقة بيوتنا
اللامرئية...
..وبلا قسوة
تجتلب أصابعنا الذابلة
من سهوب الأنين
نغرز مسامير الوقت
في جلد الذكرى
فتشعّ...
أستيقظ باكرا جدا، هذا الصباح. وأنا بعد في السرير، أسترجع وقائع حلم.
خلال فترة المراهقة وبدايات الشباب، كنت أكتب يوميات، أبدأها في أحيان عديدة بتدوين حلم. لم يكن ذلك بسبب اكتشافي للفرويدية، ولا بتأثير من السوريالية أوما شابه. وقد يعود إلى "عادة" قديمة. ففي زمن الصبا، كثيرا ما كنتُ أجدني مرغما،...
1- رَجُلٌ مََقْرُور ـ
تُزْعِجُني قَصَّةُ شَعْرك يا نجمةُ
إنّ لها رائحةَ نعجة مُبلَّلة
لا أحبُّكَ يا قمرَ هذه الليلة
فأنت لا تتفوّه إلا
بكلماتٍ نابية
ومن حسن الحظِّ أن الذين يحشِمُون بِشِدّة
هُمْ إِمَّا صُمّ
أو يَغُطّون في نَوْمِهِمْ
أمّا أنتِ يا مُقَشَّرة الدِّهان
يا ذاتَ الجدران المُصابة...
هنا تحتَ أهدابِكِ أيّتها الرّيح، وأنتِ تُفكّكين دواليب الظّهيرة، وتَنثُرينَ المفاتيح على صدْر الميِّت، حيث ينضُجُ الصَّمْت، ثم يَنْسَلُّ ثَخينا إلى خياشيمنا.
تحت أهدابكِ، تَخلَّصنا من خُطانا الفائضةِ عمَّا تُحبِّذُه الطُّرُقات، ومن الصَّدَأ العالق بسِجلاَّتِ أنفاسنا. وَأَدْنا النّغمات التي...
كان ثمّة خفْقُ أجنحة
يتناهى إليّ من حديقة تتمدّد فيها فتاة
على مصطبة
الفتاة كانت رفيقةً لي في قسم ما
بالابتدائيّ
وفي تلك الأيّام البعيدة
كانت قد أُصِيبت بالنّحول بسبب
أوراق ميّتة سقطت ذات خريف
على ركبتيها
ثُمّ التقيتُها بعد ذلك بزمن
في محطّة قِطار
وقد كانتْ تدخّن كثيرًا
وقالت إنّها في طور...
اجتهد أدونيس،فكتب يوما يقول إن مهمة الشاعر الحديث أن يجعل القارئ يعلو لكي يصل إليه، لا أن ينزل هو إلى القارئ، منذ ذلك الوقت والاثنان معا يطيران في الهواء، لا القارئ يعلو ولا الشاعر ينزل»!
قرأتُ، من قبل، مقالاتٍ للسّيّد ادريس الكنبوري، نُشرتْ في الصّفحة الثّقافيّة لصحيفة «المساء»، ولم يَدُر قطّ...
يَغمسون رأس المهرّج
نعم، تمّ الأمر كما فكَّرْتِ فيه
فقد ذهبتُ إلى المصبنة
وجلبتُ ثيابنا
وفي طريق العودة، رأيتهم يغمِسون رأس المهرّج
في رغوة الضّحك التي كانوا
قد ملؤوا منها جردلا كبيرا
وها أنا هنا، أُهْدِيكِ – فيما أنتِ تهيّئين
الغداء–
البَارثينون وقوسَ آخيل ومُبرهَنةَ أقليدس
وجبلَ البارناس...
ـ I ـ
نُنزِل قِرْميدًا من العربة ـ
نُنزِل قِرْميدًا من العربة فيما
على كُومَةِ الرَّمل القريبة
نَحلةٌ عَطُوف تُزْجِي لنا نصائحَ بالأزيز
إنْ نُطبِّقْها تتقوَّ عضلاتُنا بالتّأكيد
فنحنُ نريدُ أنْ نبنيَ مأوًى للعجوز
الَّتِي مرَّتْ بنا مترنّحةً في الشّتاء الماضي
واختفتْ في حَقْل العَدَس
مرّتْ بنا آهِ...
كنت أقضي أيامًا في كازبلانكا قبل شهر. وفي صبيحة جميلة، توجّهت صوب حانة "س"، التي كنتُ قد انقطعت عن ارتيادها منذ نحو عشر سنوات. لقد كانت حانة صغيرة، وأغلب روادها هم من زبائنها الدائمين. إن لي فيها معارف وذكريات، ولا شك أن شيئًا كالحنين هو الذي اجتذبني إليها، بعد غيابي عنها منذ أن أصبحت أقطن...
في كل مرة، يبدأ الشّيخُ الكلام بتأكيدِ أَنَّ ما وَرَدَ في فقرةِ الاستهلال، ذاتِ الطّابَعِ العِلْمي، صحيحٌ، بناءً على تجربة شخصيّة عاشَها في ماضٍ سحيق، وبعدها يُباشِرُ سَرْدَ ذكرياته عن التّجربة المذكورة. بهذه الصّورة، يُصْبِحُ النّص القصصي في “كوسميكوميكس” مجالاً تلتقي فيه الكوسمولوجيا – باعتبار...