أطل من نافذة الذكرى
لا أبصر غير الموج الهادر
وبقايا الصور
وحقائب الأشواق الفارغة ..
وجواز السفر
ودفتر الشعر
والعود ..
منزوع الوتر
لا شئ غير منجل الرعب
وغياب القمر
معذرة ..
لأننى كنت ..
معصوب البصر
لم أتوخى فى هواك الحذر
معذرة ..
الزورق فى عباب النهر ..
إنكسر
وغرق الملاح وفى حقيبته...
ترتابين في ..
بعد هذه السنين
وتمزقين أوتار الحنين
أناديك ..
فى أغنياتى
وقيثارى
وتصمتين
وتمزقين كتاب الهوى
وأناديك فى شعرى
لا شىء سوى الصدى ..
والرنين
........
من أحسبه ..
أوصد المزلاج ..
وخلف بابه توسدين
من أحسبه ..
دونى ..
يلثم التفاح ..
والكفين
وبين شفاهه ..
تذوبين
بدلال...
حبيبتى
........
سلى الليل الذى غفى ..
على كتفيك
والمجدول فى شعرك
والتفاح النابت ..
فى خدك
واللؤلؤ المنثور ..
فى شفتيك
سلى الزورق والملاح ..
المسافر فى كل الدنيا
ولم يجد الأمان والمرسى
إلا فى عينيك
.........
أحبك
تسطرها كتب الشعر
ووجهك الأسمر
المذاب فى السكر
أحبك عصفور يغرد
وقمر ينير...
علمنى حبك
كيف أقاوم ملح البحر
وأصوغ من عينيك الدرر
وأرسم خارطة العشق
وأسافر إليك
عبر المحيطات ..
والجبال والأخطار
دون جواز السفر
كيف أصافح وجه القمر
وأرقب هطول المطر
وأزرع الورد
فى بطن الحجر
كيف أقطف من سلالك
أشهى الثمر
علمنى حبك ..
أبجدية الكتابة ..
وفنون العشق ..
والشعر والسهر...
عيناك .. دمع ومطر
..........
اتذكرين ..
يوم جئتك فى الزمن الحزين
مقطب الجبين ..
كنت تحلمين
وقد إنفرط فى كفك عقد ..
الياسمين
عيناك نبع كوثر
اتوه فيهما ..
اتخدر
الدمع فيهما ..
شلال مطر ..
غيمة مسافرة ..
يلفها الضجر
كم طال بحثك ..
عن قمر لا يعرف الأفول
وقلب يفيض حبا لا يموت...
الليل يمزقنى ..
بشهب تحرقنى
وسياط تمزقنى
وذئاب تنهش لحمى
تفتت عظمى
تسحقنى
.........
لم يبقى غير سراج
شحيح الضوء
أطفأه الليل
وقلم يفيض الدمع
وورقة مصبوغة ..
بلون الدم
لم يبقى غير اللاشيء
محمد محمود غدية / مصر
أسافر ..
فى كل موانى الدنيا
فوق جواد جامح
فى اليوم آلاف المرات
أفترش الطرقات
أفتش بين النجمات
فى كل وجوه الحلوات
فوق خارطة الأزمان
أقلب فى كتب الجان
أتسلق كل الجدران
أتخطى كل المسافات
أضيع مابين قارئة الكف
وقارئة الفنجان
وأغرق فى سحر العرافات
أمزق خيمات الصمت
أدق ناقوس الكلمات
أفتش عن سمراء...
قالت واحدة من الجنيات ..
الحسناوات
حين أبصرنه ..
فى نضارة التفاح ..
وعبق الورد
سنخطفه ونقطعه ..
قطع وفتات
كل منا تأخذ قطعة
يعلقنها فى شعورهن
وبين دفتي كتاب
آه .. من زلزلة الوجد ..
والجمرات
يدور بينهن حوار ..
ووشوشات
الفتى بين المروج الخضر
يشرب معصور البرتقال
لا يرى مؤامرات الجنيات...
مسافر ..
عبر السنين
بين التلال والجبال
يصاحبني الأنين
والناى الحزين
مسافر ..
فوق الجمر
تغرقني ..
شلالات دموع
غذائي المر
وغطائي الشمس
وسريرى فوهة بركان
مشتد الغليان
لا شيء ..
سوى الوحشة ..
والصمت
أثوابى رمادية اللون ..
تشبه أحزانى
قالت العرافة ..
قارئة الطالع والفنجان
أنه يوما ...