سيدتى ياتمثال رخام
عن إمتشاق الساق
وسحر العينين
ولون الشفتين ..
لا أهتم
لكننى أهتم ..
ببوح الصمت
وباقة ورد
ومساحة ود
........
أبحث عن رفيق ..
أو صديق
يجهدنى التحديق
أطلقت بخورا ..
فى كل موانى الدنيا
كى ألقاه ..
قالوا :
مر هنا يوما
ومات
........
فى المدينة ..
وبعد أن هجرتنا القرية ...
حدثينى كيفما شئت
فما عدت بحديثك ..
أفخر
ذكرينى كيفما شئت
فما عدت بذكراك ..
أسهر
معك حبى لن يكبر
سأظل قويا ..
لن أقهر
لن يظفر بى رمش ..
لن يظفر
لن أتخدر
لن ألملم بين يديا ..
جدائل شعرك الأشقر
ولن أعبق بين ثناياك ..
العنبر
زرعك الأخضر
بعدى ..
لن يثمر
سأنام .. دونك
فى ليلى المقمر
معك ...
أحدثكم ..
عن مأدبة الندمان
العامرة بالطيب ..
وفاخر النبيذ
وأجمل الحسان
كيف يتصدر مائدة اللئام ..
صديقى البهلوان
البارع كالقردة
فى تسلق الأسوار
والتملق ..
والإنحناء
وعزف كل الألحان
يرتدى فى سوق النخاسة ..
حلل الزيف والبهتان
يفتش فى الليل ..
عن صديق ..
يمسح عن وجهه ..
غبار الطريق
يجهده...
كل صباح ..
أنظر فنجان قهوتى المرة ..
والأطباق الفارغة ..
فوق المائدة
أفتح النافذة ..
أطل على ساعى البريد
الذى لم يأتى
وألقى بكومة الشعر ..
وأوراق الهوى الممزقة ..
فى السلة المهملة
أفتح النافذة ..
أطل على ذكرى ..
موجعة
الرؤى غائمة
أقرأ البسملة ..
تفاجئنى الأسئلة
أين من كانت لشعرى...
الصورة لا تشبهنى
الوجه ..
فيه التجاعيد والحفر
والحزن والضجر
الرأس ..
معطلة الفكر
ملساء كالحجر
العينين ..
إنطفىء فيهما البريق
وكف البصر
والقلب ..
بعد الهجر
أتلفه السهر
الصورة لا تشبهنى ..
ليس بها عصى التوكأ ..
والإنحناء
وخلخلة العظام
وتصاريف القضاء
لاشيء فى الخلفية ..
غير عتمة...
يمكنك أن تنسي ..
رقم الهاتف ..
والعنوان
باقات الزهر ..
رائحة العطر
عقد اللؤلؤ ..
والمرجان
الزورق والملاح
والسباحة ..
فى بحر بلا شطآن
لكن أبدا لا تنسى
فيض الحب
صلاة العشق
والرقص ..
على موسيقات القلب ..
وأوتار الكمان
تآسرنى عيناك ..
وعبق النرجس فى كفيك
والريحان
نزرع الطرقات
ننقش الذكرى...
كل مساء ..
أخاطب بقايا الصحاب الصم والأشياء
أرحل فى عيون الناس
أفتش عن لحظة صدق ..
وشطآن الامان
هذا محال ..
قالها طفل فى سن البكاره
تعلم فى سنين الجدب ..
الكلام
وحمل الحسام ..
والشطارة
...........
رأيته دون رأس
يحزم فى حقائبه النهار
سألته الإنتظار
قال : اخشى فوات القطار
فتداهمنى...
مطب أول ..
سرت فى مدينة الأسفلت
وحدى والطريق
يسبقنى حلمى وجوعى
لرفيق أو صديق
يجهدنى التحديق
مطب ثان ..
طرقت الأبواب ..
بعد ضياع الأوراق
بحثا عن شيخنا الجليل
قالوا :
طوى حقائبه ..
ورحل فى الزمن الجميل
آه .. من تمدد الليل
وهجرة العواطف ..
والعشق النبيل
مطب ثالث ..
آه .. من زرقة العينين...
جميلة فى ثوبها الأصفر
وضفائر شعرها الأشقر
قرأت تلهفى ..
وتعثرى
من خلف عدساتها الزجاجية
فأغلقت الجريدة
ولم تكمل فنجان قهوتها
ولم تعبأ بالعيون التى ترقبها
وصلصلة الأقلام
وضجيج الهاتف
إبتسمت ..
فتبعثرت الأوراق ..
والأسئلة
مدت كفها للمصافحة
فتوقفت الأرض عن الدوران
وإنخلع القلب ..
وكف عن الخفقان...
أحمل فى كفى وجهى
وأدور فى الطرقات
وفى الحانات
ألمح من ثقبا فى خيمات الظلمة
وجه منكفئ بصدر الأرض ..
منطفئ العينين
مهترئ الشفتين
يفترش الريح الشتوية
يصرخ .. يتألم
لاأتبين غير حفيف الظلمة ..
والآهات
فتحسس وجهك
إنى المح كل الأوجه
تتدحرج من فوق الأعناق
موجعة الإرهاق
تتسع دائرة الجرح
ودائرة الظلمة...
قبلما نلتقى ياحمامة السلام
فى رحلة الآمال والأحلام
كنت أجهل المسير
كنت أخط الوجه البائس للعمر
كنت صغير
حين أغنى ..
يرتاع الطير
تنساب الآنات ..
فى المزامير
..........
وحين التقينا
ياحمامة السلام
ياغصنا زيتونا اخضر
ياقطعة سكر
تعلمت الأسفار
وتخطى مدن الاحزان ..
والإبحار
تعلمت كتابة الأشعار...