محمد محمود غدية

أضيع فى متاهات الألم وأهبط فى دهاليز الندم أفتش عن صديق .. أو رفيق يجهدنى التحديق ......... وحدى .. أجتر الأحزان أصارع ظلى وبقايا الإنسان أستجدى النسمات تعانقنى أشباح الذكرى .. والجمرات أدركت بأن الزهر النابت .. فى أحداقى مات ........ وحدى .. فى ليل الغرباء أفترش الأحزان أعدو .. خلف نداء...
يحرقني رماد الأوراق وبقايا العطر والغياب وهشيم التذكارات وأخيلة الشعر وعذب الأغنيات أفتش عنك .. فى الطرقات فى إلتماع عيون العاشقات وثمر المشمش .. فى وجوه الحلوات وفاكهة الصبح .. والبسمات فى تغريد الطير .. وأوتار العود .. والكمنجات أعبر البحار والمحيطات لاشىء .. سوى الريح والأمواج ...
أقول لمن إعتاد .. طرق بابى فى الصباح ليسمع عزف أغنيات .. الناى والرباب لا تأتى .. فقد تكاثفت الظلمة .. ورحل المغنى ولن تلقى .. غير حفيف أقدام مرتعشة .. فى لجج الطين .. وصمت وأنين لا تأتى .. ففى غياب الأحباب لن تلقى غير الليل الجاثم .. فوق الصدر وضباب .. وسراب لا تأتى .. لن تلقى سوى...
غادرتنى القافية والأوزان منذ غادرنى الأحباب .. والأصحاب احرقوا دفاتر الشعر وجواز السفر وحطموا القيثار بددوا الحلم والأشواق وأغرقوا السفين .. والذكرى ولاذوا بالفرار وحدى أواجه الغياب .. والإعصار تتقاذفنى الأمواج .. وتكسرنى جبال الملح والدوار ويداهمنى ليل .. دون أقمار محمد محمود غدية / مصر
سحابة مرت .. ملبدة بالغيوم لاتعرف فن مغازلة الحسان ولثم الزهر وهسهسة الأنسام .. وقت السحر النخلات .. مشرئبة الأعناق مصفرة الأوراق دون ثمر والبنات غير مضفورات .. بالعطر وخصلات المطر لا يراقصن النجوم ولا يغازلن القمر والطير فقد نعمة الغناء فوق أفنان الشجر ولا أحد أوقف نزف .. القلب والشعر فى...
من منكم ياسادة .. يبادلنى قلب مهترىء .. بقلب بكر لم يعرف بعد الهجر وعناق سهام الغدر لا يعرف معنى جفاف الأوراق .. وموت الزهر أعطيه شدو أطيارى وفرحة دارى ولحن الهوى .. وقيثارى أعطيه الشوق باأعماقى أزهارى والزورق والملاح وجواز السفر .. وأفراحى أعطيه الآتى من عمرى أوتارى وأشعارى وخرائط سفرى...
أعدو فى عمر العاشرة حين يتساقط المطر تشدنى إبتسامتك الرقيقة وثوبك المدرسى نتراشق بالطباشور والأقلام الملونة ويتطاير شعرك المضفور بخصلات المطر يلفنا الطهر والبكاره وخطواطنا المتعثرة ولعبة النحلة الدواره وعشقنا المجنون .. للشارع والحاره ............ خربشاتنا الطفولية .. مازالت عالقة على الجدار...
شيخنا الطيب .......... قلت للشيخ الطيب : علمنا .. كيف نفرق بين الكلمة الهزل .. والكلمة الفصل كى لا يتعثر لفظ .. فوق لسان كيف نشق الموج العاصف ونصطاد اللؤلؤ .. والمرجان دون زورق .. أو قبطان وفك السحر .. وفن مغازلة الحسان نسألك الرأي .. فى غياب الفرسان وطبول رجال القصر .. للسلطان عن...
عجز عن إسعاد نفسه، وهو الدودة التى لا تكف عن إلتهام الكتب وحفظ الأشعار، حاول أن ينفض الغبار والفوضى من رأسه فلم يفلح، تقلص الجمال وساد القبح فى كل شئ حوله، التلوث السمعى والبصرى حتى المرأة التى أحبها، والتى تشبه فى الكثير ثمر الخوخ، أصبحت كالورد الصناعى، لا طعم لا رائحة مصبوغه بالألوان، منفوخة...
لا يستطيع إخضاع القصة لرؤى وإحتمالات مسبقة لأنه يتحرك مع الشخوص، يعيش بهم ومعهم وكثيرا ما يتركهم يتحركون بحرية فى سياق يختلف عما يرغبه، متفهم لأدواته وحرفية كتابة القصة التى كثيرا ما تأتى فى شكل مختلف وغير متوقع، لكنه مرضي للأحداث والنهايات، قرب شاطئ البحر وعلى صخرة وحيدة جلس يتأمل اللوحة...
يركب الباص يوميا أو علبة السردين كما يسميه، لاتراه وسط الزحام إلا وهو مدفوعا مسحوقا مضغوطا لا يستطيع التنفس حتى نزوله للمصلحة التى يعمل بها، أناقته ضاعت فى الزحام، لمعة الحذاء إنطفئت، بذلته الوحيدة إتكرمشت، يمسح حذائه فى رجل البنطلون أثناء صعوده سلم المصلحة، الأسانسير للمدير وكبار الزوار فقط،...
كلماته تتماسك كلما توالت فى جمل مترادفة تسرى خافضة راجفة، فيسرى الدفء والطمأنينة فى أعماقها، تعيش الحب الذى عصف بها، وأستقبلته بطريقة الذوبان فى أول نهر يصادفها، وهى لا تعرف بعد العوم، مستسلمة لوقدة الحلم، رسم لها لوحة فاتنة، ألوانها دافئة صافية، شموسها تشرق لا تغرب، أشجارها مورقة مثمرة نضرة،...
كولن ولسن كاتب بريطانى، لا يكتفى بالقشرة الخارجية، يغوص داخل النفس البشرية، بمشرط جراح ماهر، يعرف دقائق النفس وآلامها، كيف تقرأ له تلك الفتاة التى لا يتجاوز عمرها الربع قرن ؟ إنه وهو الأكبر سنا، يجد صعوبة بالغة فى قراءته، ملامحها تفتقر للجمال، لكنها تتسم بذوق رفيع وتناسق رقيق فى ملابسها،...
صدمته تجربة الحب الاولى فى حياته، او كما يسمونها التجربة البكر المتعثرة، التى اعطاها الكثير من قلبه وعقله، واورثته الهموم وهزت كل كيانه، كتب فيها ديوان شعر حروفه تقتر وجع، استقبله القراء بحفاوة بالغة، انه الحب الذى فجر فيه كل هذه القصائد، وهو ايضا الذى كاد يكسره، لولا ثقته فى الحياة انها مازال...
وقف مشدوها لاهثا أمام فتنة السكرتيرة الثلاثينية، جمالها وحده لا يخصها إنه جزء من الهبة التى تجلبها إلى العالم عليها أن تتقاسمه معه، إبتسم لهذا الخاطر، وهى تستلم منه مصوغات التعيين تكبره بسنوات خمس أو أكثر قليلا، أخرجته من شروده لها حضور إنثوى من الصعب تجاهله قائلة : مر فى الغد كان لابد أن يخضع...

هذا الملف

نصوص
413
آخر تحديث
أعلى