إلتهمت النيران الدار ..
والأشجار
وإنفرط الحلم
وغاب السمار
وهاجرت أسراب الطيور
وغفت النجوم
وإنكسر السيف ..
والمزمار
ذبحوا يمامة الشعر
خفت الحروف ..
وغابت الكلمات
الشاعر ..
أصابه الإحباط ..
والدوار
قال شيئا لم أتبينه
ولملم بعض الكلمات والصور
ثم سار
صديقى الشاعر :
لا تتوخى الحذر
إن قتلتك...
مواسم الربيع
........
يمكنك أن تنسي ..
رقم الهاتف ..
والعنوان
باقات الزهر ..
رائحة العطر
عقد اللؤلؤ ..
والمرجان
الزورق والملاح
والسباحة ..
فى بحر بلا شطآن
لكن أبدا لا تنسى
فيض الحب
صلاة العشق
والرقص ..
على موسيقات القلب ..
وأوتار الكمان
تآسرنى عيناك ..
وعبق النرجس فى كفيك...
صديقى ..
تسألنى الهاتف والعنوان ..
سيجهدك البحث طويلا
حيث تمرح القطط الضالة
والفئران
ستجد منزلنا المتهدم
فى منعطف الميدان
ستلقى أبواب موصدة
لا يسكنها أحباب
أو جيران
لا تدهش من غياب الألفة
وتهالك الجدران
تغير الزمان
والمكان
الهاتف ..
إما خارج الخدمة
أو عطلان
...........
صديقى ..
جئت
وأشعلت...
حبيبى ..
مزق أوتار القيثار
وإجتر من حدائقى الأزهار
ومن دفاترى الأشعار
ولملم بين كفيه النهار
ثم سار
..........
هزنى الغياب والإنتظار
حزمت حقائب الأشواق
والفرح والعناق
وباقة الأزهار
لكننى ..
وآه من الأقدار
لم ألحق القطار
محمد محمود غدية / مصر
تفتح صندوق الذكريات تقلب فى الصور، وهى بمريول المدرسة والضفائر، يطالعها التفاخر والتعاظم، كم كان وجهها جميلا يشع نضارة، صورة لها فى إحتفالية بعيد الأم كم كانت رائعة وهى ترتدى ثوب أيض يشبه ثوب العرس الذى لم ترتديه، إنهمرت دموعها كالمطر، صورة أخرى وهى فى نضارة الشباب ورحلة للهرم، تتدافع الصور...
تكاثفت الظلمة
وتمدد الحلم البعيد ..
فى مدن الوحشة ..
والعيش البليد
بلاد تفتقر الدفء
وتغتال الحب الوليد
..........
أصلح ثقبا فى مركبة العمر ..
يغرقها الموج ..
دون مجداف وأشرعة
وأفتح شباك ..
فى خيمات الظلمة ..
وأفتش عن نقطة ضوء
ولحظة صدق
وزهرة برية ..
فى بطن الحجر
..........
أبحث...
هاجرت أسراب الطيور
وغفت النجوم
وإنكسر السيف ..
والمزمار
والتهمت النيران الدار ..
والأشجار
وانفرط الحلم ..
وغاب السمار
ذبحوا يمامة الشعر
وتوارت الحروف خجلى ..
وغابت الكلمات
الشاعر ..
أصابه الإحباط ..
والدوار
قال شيئا لم أتبينه
لملم بعض الكلمات والصور
ثم سار
صديقى الشاعر :
لا تتوخى...
أبتاه ..
الراقد خلف ركام الايام المنسية
كلماتك البيضاء
عن معنى الحب والحنان
ذابت فى لهب الكبريت
وخطوط الدخان
فلتأتى ..
كى تبصر الشوق الضرير
والزيف الوفير
وموت الانسان
لا بأطواق الحديد
أو الرصاص
ولكن بالحب ياأبتاه
فلتأتى ..
كى تقرأ فوق جبينى
النازف جرحا
هشيم التذكارات
وموت البسمات
وإنتظارنا...
1
قرأ أعاجيب القصص
وسحر العرافات
وكتب الجان
ومن بين أبخرة الطيب
وحلقات الدخان
قالت قارئة الفنجان :
ستعيش زمان ..
لاتلقى فيه الحب والأمان
تدهش فيه لمردود الإحسان
وصديق خان
حاذر من أن تقتلك الدهشة ..
والأحزان
2
لا يعرف المراوغة ..
يحمل قلب أخضر
ولأنه فى ساحات الكلمة
الأصدق والأمهر
صار الأكبر...
أقول لمن إعتاد ..
طرق بابى فى الصباح
ليسمع عزف أغنيات ..
الناى والرباب
لا تأتى ..
فقد تكاثفت الظلمة ..
ورحل المغنى
ولن تلقى ..
غير حفيف أقدام مرتعشة ..
فى لجج الطين ..
وصمت وأنين
لا تأتى ..
ففى غياب الأحباب
لن تلقى غير الليل الجاثم ..
فوق الصدر
وضباب ..
وسراب
لا تأتى ..
لن تلقى سوى...