محمد محمود غدية

الأولاد يقذفون الحجارة، فيرتاع الطير وتتساقط الثمار من فوق الأشجار، أعمدة النور شحيحة الضوء ومازالت اللوحة رمادية، عبثا تبدل الكؤوس ولا يطيب لها الشراب، تعيد ترتيب مواسم الغياب، فى غيابه تمدد الوجع وأكتسى القبح واجهات البيوت والشوارع، وطاولات المقاهى، إرتعش بين أصابعها القلم، وتراجعت الكتابة...
إنفرط الدر حين وطأت قدماه الأسفلت، وهجره للقرية الطيب أهلها والمشاعر النبيلة، حمل حقائب الأشواق، وإرتعدت فرائسه بعد أن هاجره الدفء، لا شىء سوى الوحشة والوحدة حوله لهم ضجيج صاخب يطحن عظام الصمت، بعدإفتقاده لحبيبته التى أدار لها ظهره وهى تلوح بيدها، المرمرية التكوين، ما عداها عدم، إبتسامتها تسقى...
ثلاثينية اغوته بملابسها الملتصقة والتى تكشف اكثر مما تخفى، وتزوجته وهو العجوز الثرى فى ضعف عمرها، إشترى لها شقة فاخرة وأودع لها رصيدا بالبنك، عوضا عن سنوات العمر الفارقة والغابرة، كانت تعمل فى شركاته، صدته حين حاول التحرش بها، قائلة له : بالحلال رغم علمها أن لديه أحفاد من زوجتيه السابقتين،...
قشور ولباب قصة قصيرة : بقلم محمد محمود غدية / مصر كومة من الأوراق فى دوسيه مهترىء لا يتخلي عنه، تعرفه قاعات المؤتمرات والندوات والمقاهي الثقافية، تختبئ عيناه خلف عدسات زجاجية سميكة، ملبسه بسيط هندامه غير متأنق، لا يغير من هيئته وشعره غير المصفوف، يبدو وكأنه شاعر فاشل، يحمل بين جنباته قلب...
إقترف حماقة الحب فى سنوات الجامعة أو جحيم الحب كما أسماه، تقافزت به السنوات بعد ماسدت فى وجهه أبواب العمل بعد التخرج، تقدم بطلب ضمن آخرين للحصول على قرض فى مشروعات الشباب، بعد تعثر بيروقراطى نجح فى الحصول على سيارة ثلاجة، لتصريف منتج اللحوم الحية والمجمدة التابع لوزارة التموين، ولأن الإنسان يموت...
سألوه ماالفرق بين الحب والزواج ؟ أجاب : الحب ان تتطلع للسماء تعد النجوم، والزواج هو الحفرة التى تسقط فيها أثناء تطلعك للسماء ! لم يعد بقلبه متسع لهزائم جديدة، لم يتزوج وهو الأربعينى الميسور والمأسور بعشق النساء، يكفيه الحب الذى يفتح مسارات الحنين فى الأرواح، حتى كان يوما حين طرقت باب...
تخرجت من كلية الإعلام قسم صحافة، تدربت فى إحدى المؤسسات الصحفية الكبرى، أحلامها كبيرة تلامس السحاب، الصفحة الفنية كانت البدايات أخبار الفن والفنانين والسينما والمسرح وأخبار النجوم، كارنيه الصحافة فخم تسهيل مأمورية حامله، فى أول عمل صحفى يحمل إسمها من خلال حوار مع أحد نجوم السينما، سيارة تحمل...
فى منتصف الثلاثين، ملابسه تعكس ذوقه الرفيع، فتحت باب مكتبه بعد أن طرقته ثلاث وأذن لها بالدخول، لم يسبق له رؤيتها من قبل، كانت فى ثورة غضبها، وهى تطلب منه فسخ التعاقد مع شركته، وهى مستعدة لدفع قيمة الشرط الجزائي لفسخ العقد بعد تأخر التوريد من جهة شركته، طلب منها التهدئة ودعوتها لفنجان قهوة،جميلة...
أرملة أربعينية مديدة القامة، مازالت تحتفظ بمسحة من جمال، تقترن فيه الرقة بالآسى والدماثة بالحلم، والسكينة باللوعة، والمرارة بالتواضع والإيثار، يقاسمها فى المكتب خمسينى، إعتادت حديثه الميكانيكى والخالى من المشاعر الحقيقية، بعد أن لكمته إمرأة، وأفقدته تماسكه وإتزانه فى حب لم تكن طرف فيه، لتبحر مع...
آلاف النجمات تناثرت من قبة السماء جثثاً آفلة، مئات الحشرات الصغيرة تفترس روحها اللينة المقيمة داخل فقاعة كبيرة تعزلهما عمن حولهما، يتمتم بصوت متكسر متطقطق كأوراق شجر فى الخريف سائلاً الليل : لماذا أطال المكوث..؟ هل ضل الطريق لغيره وأنس عنده غاية..؟ لا تسمعه امرأته التى استلقى بجوارها كحطام...
ألقى صنارته فى النهر، بعد تأكده من وجود الطعم بها، جلس يتأمل النهر فى هدوء تام وسكون، المخلاة جواره فارغة فى إنتظار الصيد الوفير، من أسماك البورى والبلطى ومايجود به النهر، تحسبه للوهلة الأولى صياد ماهر، دون أن تدرك أنها المرة الأولى، التى أشار عليه بها أحد الأصدقاء بعد فشله فى زحزحة الهم ومحاولة...
على الرصيف المحاذى لحزنه، ظل يعدو هربا من المطر المتساقط كالسيل، الذى غسل واجهات الفاترينات والشوارع، تحت مظلة مقهى أغلق نصف أبوابه، إنضمت إليه فتاة فى نضارة الورد، تصغره ببضعة أعوام، تشكو البلل وإتلاف كتبها، خلع معطفه ووضعه على كتفيها، بين دهشتها التى ألجمتها، وهو يقبض على كفيها ويدعوها للدخول...
العيش معها أطيب، وفضاء الكون أرحب، والأشجار والأزهار أكثر نضارة، والماء أعذب، جميلة جمالا لايخصها وحدها، إنه جزء من الهبة التى جلبتها إلى العالم، وتتقاسمه مع شريك حياتها، هى من إختارته، اليوم زفافها، ستسافر معه إلى مدينة ساحلية حيث يعمل، يحبها ويحب من يدها طبق الحلوى أم على، هى من تختار ملابسه،...
لم تجد عملا بعد التخرج، سوى ذلك المكتب الذى يعمل فى طباعة وتصوير المستندات والكتابة على الكمبيوتر، تفتح المكتب الساعة التاسعة صباحا وحتى الخامسة مساء، كل صباح وهى خارجة من المنزل، توزع الإبتسامات على عم عيد صاحب الصالون الذى يرفض تحديثه، وفكرى صاحب عربة الفول، أثناء إرتشافهم للشاى والقهوة لزوم...
فى صالون العقاد لوحة لطبق مملوء بالفاكهة الطازجة رائعة الألوان تبهر النظر، أعجبت بها من هام بها وأحبها، والتى كان يداعبها بأنها تشبه طبق الفاكهة، إنتابه الغضب حين إكتشف أن هناك آخر تحبه، طلب من الفنان الذى رسم اللوحة، إضافة الذباب حولها لترى حبيبته الإضافة الجديدة باللوحة وتصلها الرسالة،...

هذا الملف

نصوص
423
آخر تحديث
أعلى