محمد محمود غدية

صديقى .. تسألنى الهاتف والعنوان .. سيجهدك البحث طويلا حيث تمرح القطط الضالة والفئران ستجد منزلنا المتهدم فى منعطف الميدان ستلقى أبواب موصدة لا يسكنها أحباب أو جيران لا تدهش من غياب الألفة وتهالك الجدران تغير الزمان والمكان الهاتف .. إما خارج الخدمة أو عطلان ........... صديقى .. جئت وأشعلت...
تشدني الذكرى .. وعشقي المجنون .. للشارع والحارة ولعبة الطائرة الورقية .. والنحلة الدواره ورمي الدجاجات .. بالحصي والحجارة يلفنا الطهر .. والبكارة ...... خربشاتنا الطفولية .. مازالت عالقة بالجدار .. والأشجار وآثار الخطى المتعثرة ومشاعرنا النبيلة لا نهتم بالمريول المبتل .. برذاذ الأمطار...
حبيبى .. مزق أوتار القيثار وإجتر من حدائقى الأزهار ومن دفاترى الأشعار ولملم بين كفيه النهار ثم سار .......... هزنى الغياب والإنتظار حزمت حقائب الأشواق والفرح والعناق وباقة الأزهار لكننى .. وآه من الأقدار لم ألحق القطار محمد محمود غدية / مصر
تفتح صندوق الذكريات تقلب فى الصور، وهى بمريول المدرسة والضفائر، يطالعها التفاخر والتعاظم، كم كان وجهها جميلا يشع نضارة، صورة لها فى إحتفالية بعيد الأم كم كانت رائعة وهى ترتدى ثوب أيض يشبه ثوب العرس الذى لم ترتديه، إنهمرت دموعها كالمطر، صورة أخرى وهى فى نضارة الشباب ورحلة للهرم، تتدافع الصور...
تكاثفت الظلمة وتمدد الحلم البعيد .. فى مدن الوحشة .. والعيش البليد بلاد تفتقر الدفء وتغتال الحب الوليد .......... أصلح ثقبا فى مركبة العمر .. يغرقها الموج .. دون مجداف وأشرعة وأفتح شباك .. فى خيمات الظلمة .. وأفتش عن نقطة ضوء ولحظة صدق وزهرة برية .. فى بطن الحجر .......... أبحث...
هاجرت أسراب الطيور وغفت النجوم وإنكسر السيف .. والمزمار والتهمت النيران الدار .. والأشجار وانفرط الحلم .. وغاب السمار ذبحوا يمامة الشعر وتوارت الحروف خجلى .. وغابت الكلمات الشاعر .. أصابه الإحباط .. والدوار قال شيئا لم أتبينه لملم بعض الكلمات والصور ثم سار صديقى الشاعر : لا تتوخى...
ساحرة العينين وعطر الياسمين وروضة الشعر .. والحنين علمنى حبك .. كيف أصوغ الكلمات... من عقيق اللؤلؤ والمرجان كيف أتوج مملكة الشعر .. والبيان وأطرز عقدا .. من زهر النرجس والريحان ......... حزمت حقائب الأشواق .. وجواز السفر ودفاتر الشعر .. والنهار ؟ زلزلنى الوجد وتساقطت دمعاتى كالمطر وغادرنى...
أبتاه .. الراقد خلف ركام الايام المنسية كلماتك البيضاء عن معنى الحب والحنان ذابت فى لهب الكبريت وخطوط الدخان فلتأتى .. كى تبصر الشوق الضرير والزيف الوفير وموت الانسان لا بأطواق الحديد أو الرصاص ولكن بالحب ياأبتاه فلتأتى .. كى تقرأ فوق جبينى النازف جرحا هشيم التذكارات وموت البسمات وإنتظارنا...
1 قرأ أعاجيب القصص وسحر العرافات وكتب الجان ومن بين أبخرة الطيب وحلقات الدخان قالت قارئة الفنجان : ستعيش زمان .. لاتلقى فيه الحب والأمان تدهش فيه لمردود الإحسان وصديق خان حاذر من أن تقتلك الدهشة .. والأحزان 2 لا يعرف المراوغة .. يحمل قلب أخضر ولأنه فى ساحات الكلمة الأصدق والأمهر صار الأكبر...
أضيع فى متاهات الألم وأهبط فى دهاليز الندم أفتش عن صديق .. أو رفيق يجهدنى التحديق ......... وحدى .. أجتر الأحزان أصارع ظلى وبقايا الإنسان أستجدى النسمات تعانقنى أشباح الذكرى .. والجمرات أدركت بأن الزهر النابت .. فى أحداقى مات ........ وحدى .. فى ليل الغرباء أفترش الأحزان أعدو .. خلف نداء...
يحرقني رماد الأوراق وبقايا العطر والغياب وهشيم التذكارات وأخيلة الشعر وعذب الأغنيات أفتش عنك .. فى الطرقات فى إلتماع عيون العاشقات وثمر المشمش .. فى وجوه الحلوات وفاكهة الصبح .. والبسمات فى تغريد الطير .. وأوتار العود .. والكمنجات أعبر البحار والمحيطات لاشىء .. سوى الريح والأمواج ...
أقول لمن إعتاد .. طرق بابى فى الصباح ليسمع عزف أغنيات .. الناى والرباب لا تأتى .. فقد تكاثفت الظلمة .. ورحل المغنى ولن تلقى .. غير حفيف أقدام مرتعشة .. فى لجج الطين .. وصمت وأنين لا تأتى .. ففى غياب الأحباب لن تلقى غير الليل الجاثم .. فوق الصدر وضباب .. وسراب لا تأتى .. لن تلقى سوى...
غادرتنى القافية والأوزان منذ غادرنى الأحباب .. والأصحاب احرقوا دفاتر الشعر وجواز السفر وحطموا القيثار بددوا الحلم والأشواق وأغرقوا السفين .. والذكرى ولاذوا بالفرار وحدى أواجه الغياب .. والإعصار تتقاذفنى الأمواج .. وتكسرنى جبال الملح والدوار ويداهمنى ليل .. دون أقمار محمد محمود غدية / مصر
سحابة مرت .. ملبدة بالغيوم لاتعرف فن مغازلة الحسان ولثم الزهر وهسهسة الأنسام .. وقت السحر النخلات .. مشرئبة الأعناق مصفرة الأوراق دون ثمر والبنات غير مضفورات .. بالعطر وخصلات المطر لا يراقصن النجوم ولا يغازلن القمر والطير فقد نعمة الغناء فوق أفنان الشجر ولا أحد أوقف نزف .. القلب والشعر فى...
من منكم ياسادة .. يبادلنى قلب مهترىء .. بقلب بكر لم يعرف بعد الهجر وعناق سهام الغدر لا يعرف معنى جفاف الأوراق .. وموت الزهر أعطيه شدو أطيارى وفرحة دارى ولحن الهوى .. وقيثارى أعطيه الشوق باأعماقى أزهارى والزورق والملاح وجواز السفر .. وأفراحى أعطيه الآتى من عمرى أوتارى وأشعارى وخرائط سفرى...

هذا الملف

نصوص
437
آخر تحديث
أعلى