محمد محمود غدية

معذرة ياحبيبتى فلست فارسك الذى يجىء فى الأحلام ناعم البشرة .. وضاء الجبين يمتطى صهوة جواد أبيض .. ويطير محلى بالذهب الأصفر .. ويسابق الأثير مختبئة كفاه .. وجسده المتخم خلف قفاز .. وعباءة من حرير ........ لست ذلك الأمير لكننى فقير لا أملك غير حشو فم وبعض ثمار توت وأوتار عود وقلب مغني ...
إعتادت أن تمطره باابتسامة واسعة أثناء ركوبه سيارته الفارهة، أرمل خمسيني ورجل أعمال مايزال محافظا على نضارته، يبدو أصغر كثيرا من سنه، المسافة العمرية بينهما كبيرة والمادية أيضا، قليلا ماتجده يبادلها الإبتسام ثم يغيب، هى قادمة من ليل طويل معتم، تريد التطهر من كل المرارات التى تجرعتها كل يوم بعد...
فى الثلث الأخير من الليل لم أجد الزوجة فى البيت لم أجد فى الثلاجة .. لبن أو بيض لم أجد آنية الزهر وبقايا الخبز ومصروف الشهر لا شئ .. غير الشوق الفاتر .. والجمر ....... فى المقهى .. الوجوه .. متشابهة الملامح موجعة الإرهاق .. لا تبين تتبادل صحف الأمس والدخان .. والسباب النادل .. يطارد...
لأننى أجهل لغة التملق .. وألعاب البهلوانات .. ونفخ الغاب هاجرنى الفرح .. والأحباب ذاهلة مني الخطوات فوق أرصفة الطرقات من مقهى لحارة وواجهة الفاترينات والإعلانات أحدق فى وجوه الباعة .. والحلوات ألملم بقايا الشوق .. والأمنيات أبحث عن شاعر لا يعرف المراوغة وزخرفة الكلمات قالوا : تعثر يوما...
مفتتح للبكاء .......... من أغضب السماء وعطل هطول المطر .. والفصل شتاء من صادرالحقائب وجواز السفر .. وإغتال القمر وذبح حنجرة المغنى .. وبدد الرجاء مفتتح للحلم .......... جئتك يامدينة السحر .. والدخان فى رئة عصفور .. من مدن لا تعرف الزيف . والبهتان جئتك من بلاد لا تعرف .. غير الحب...
(الرقص فوق ركام الاحلام) وحدى .. اتجرع وجع الأيام الممرورة وأحطم كل مرايا الأمس المسحورة أحلم ان يأتى .. من يقطلع الحزن الجاثم .. فوق الصدر وآلام العمر لكن النجم الليلي .. الراقد خلف التيه يرفض أن يأتى .. كى لا يبصر موتى .. وجفاف الزهر كى لا تلمس كفه .. وجهى المنكفئ .. بصدر...
سألوه عن طفولته ؟ قال : آى طفولة المغتالة البراءة .. والبكارة أم المغتالة الدهشة .. والفجاءة .......... قالوا : إضحك قبل أن يداهمك الحزن قال : كيف ؟ والحزن منذ هاجرنى الود محفور تحت الجلد ......... فى الصباح .. تبادلا النظرات .. والبسمات وإقتسما اللقمات فى المساء .. تبادلا...
آه مااقسى الجدار فرق بين عاشقين وحجب عنهما النهار آه مااقسى الفراق بعدما كانت الأشواق تذوب فى حرارة العناق آه عندما يغيب القمر ويتجمد المساء .. فى العيون كالحجر آه .. ثم آه لقلب .. ضل فى عتمة المساء سلواه ......... وكان يوما .. حين صارت الجموع فى مواكب الإحتضار .. والدموع وفى الشفاه...
لم تتغير بعد عتبات الدار والشارع والعنوان والحشرات الزاحفة .. على الجدران الشيخ حسان .. فوق حصير باهت الألوان يبسمل ويحوقل ويعلم الصغار .. قراءة القرآن وأم الخير الخاطبة مازالت تخفف قهوتها بالماء وتقرأ الفنجان وتنادى الأحفاد .. بالصوت الرنان من نصف شباك مكسور يتدلى غسيل الأولاد الذين يلعبون...
أوصدت عليك قلبى وأخفيتك فى عينى لكن ماذنبى وقد قرأوك .. فى أوراقى فى وجهى ماذنبى .. وقد رأوك فى أحداقى فى إندمال جروحى ودموعى ماذنبى .. وقد سمعوك فى ألحانى ومواويلى وغنائى ماذنبى .. وأنت رجاء عمرى وسر فرحى وأوتار عودى حبيبتى .. قرأوك فى شعرى ورأوك فى عينى وسمعوك فى لحنى وتتبعونا وتابعوا...
تراودنى فكرة أن اقتلع الحزن الجاثم فى صدور الناس لكنى أخشى أن يختبئ الحزن فى رحم امرأة حبلى .......... الذاكرة .. صندوق ملييء بالصور فى كل مراحل .. عمر الإنسان ماآتعس الذكرى المحشوة بالنسيان ........... أخيرا .. وجدت فائدة فى صحف الإعلانات .. والسباب قتل الذباب ............. جاء الربيع...
لا تبحث عن وجهك القديم الذى ضاع فى الزحام والزمان والمكان إخلع عنك الغياب ولعنة سيزيف ودحرجة الصخر .. فى الصعود .. والإياب لا تنتظر هطول المطر فى الربيع .. وإبتسام البشر ولا تسمع لموسيقات الريح والضجر .......... الخوف .. مازال يسكن البيوت والليل تمدد فى العيون بعد أن غرقت مركب العمر...
حدثنا ياسيد الشعراء عن العشق .. والسحر .. وأجمل ماسطر القلم فى دفتر الشعر عن الغادة الحسناء ؟ قال : هى السلوى .. والحلم والضياء والروض والزهر والجنة الفيحاء هى أجمل القصيد .. ولقلبى .. العشق والدواء وكتاب الفرح .. وعبق الورد .. والشموس والأقمار هى الرجاء ولعمرى البدء والإنتهاء...
طال غيابك .. والعذاب وانكسر قلم الشعر .. والعشق واضحى سراب حبيبتى .. لا تأتى .. فقد مزقت دفتر الشعر وكتاب العمر .. ورقم الهاتف .. والعنوان لا تطرقى الباب فلن تجدى .. غير بقايا انسان اتلفه الغياب .. والعذاب مسلوب الامان يجتر الاحزان ويعانق السراب بعد ان فقد الاحباب لا تأتى .. بعدما...
إلتهمت النيران الدار .. والأشجار وإنفرط الحلم وغاب السمار وهاجرت أسراب الطيور وغفت النجوم وإنكسر السيف .. والمزمار ذبحوا يمامة الشعر خفت الحروف .. وغابت الكلمات الشاعر .. أصابه الإحباط .. والدوار قال شيئا لم أتبينه ولملم بعض الكلمات والصور ثم سار صديقى الشاعر : لا تتوخى الحذر إن قتلتك...

هذا الملف

نصوص
423
آخر تحديث
أعلى