محمد محمود غدية

حزمت حقائب الأشواق .. وأرتديت ثوب الأحزان .. وسافرت .. يصاحبنى الأنين عبر السنين والناى الحزين سافرت .. فوق الشوك وفوق الجمر وزادى من الدنيا .. الصبر .. والمر مرقدي .. بين الوديان بعيدا عن صخب الزمان غطائى .. وهج الشمس وسادتي .. فوهة بركان شديد الغليان فى إنتظار ...
حبيبتى يناديك شوقي .. فتتقافز الحروف .. تكتبك فى دفتر الشعر وترقص الأغنيات .. والحسان .. على موسيقات البحر وأريج الزهر والعود والوتر تشدو البلابل .. فى السحر فوق ثمر الليمون وأغصان الشجر ......... وحين نلتقي .. ياغصنا زيتونا أخضر ياقطعة سكر تسكرنى عيناك .. وأغار من تفاح خديك ...
معذرة لا شئ يجعلنى أضحك هذه الليلة فاالليل الجاثم بالقلب والممتد .. للعينين وللكفين يرفض أن يذهب ولهذا .. ولأشياء مشروخة فى الأعماق ولموت الفرحة والأشواق أرفض أن يخفق قلبى بالعشق ويتلظى بنيران الحب دونك حبيبتى .. مسلوب الأمان لا أدرى من أتلف شجر الليمون وأحرق البستان .. ؟ لا شىء سوى...
إذهبى .. ودعتك وودعت الصدأ المتراكم فى قلبى وحطمت صور الحب فى عينى وداعا للكلمات النازفة .. فى أوراقي .. ودفتر الشعر ......... ياجرح العمر .. ردي فما أكذبك .. فى إسراف الود ......... إذهبى .. ولا تعودى فقد ماتت أغنياتى وإنكسر عودي محمد محمود غدية / مصر
لا شىء سوى ظلام ومصباح شحيح وبستان وبيت وقط حزين مثل سكان البيت غاب الرفاق .. والأحباب إمتطوا جواد الغربة لبلاد الصقيع .. والضباب يطوحهم صخب الأمواج .. والغياب تقتلهم الضوضاء وغياب الألفة .. والبغضاء ............. رأيت عاشقين فى مواسم إنتحار القمر مثقلي الخطى .. والضجر رسموا قلبين...
يتهمونك ياحبيبتى .. بالبوار ويوصدون فى وجهك أبواب النهار ويصبغون جدائل شعرك .. المجدول فى لون القمح .. بالأحبار وحين يسقط فى أيديهم حصاد آخر العام يصابون بالدوار وتدور الكأس ويكثر الصغار وحين تنضب أياديهم يعودون لإتهامك .. ياحبيبتى .. بالبوار محمد محمود غدية / مصر
كل مساء .. أحزم حقائب الأشواق .. وأسافر أبحث عنك بين النجمات .. وبساتين الورد ووجوه الحلوات أفتش عن ذكرى حب .. كتبت بعبق الورد فى دفتر الأشعار .. وعلى الجدران .. والأشجار عن آثار الخطى وإرتعاش الكفين .. والحنين فى قارورة عطر وضحكة طفل وطيف رجاء .. وأمل ......... أعود من رحلتى...
فلسطين ياشجر الليمون والزيتون وثوب العرس المطرز باللآلىء والبارود ياوجه أمي الحنون وصوت فيروز الشادى للقدس .. والمآذن .. والكنائس وموسيقات اطفال الحجارة وأشعار درويش الذى مازال يمشى على مهل .. وقلبه مثل نصف البرتقالة .......... فشلوا فى صبغ الكآبة .. بوجهك المعجون .. بالعطر والياسمين...
المطر .......... البرد شديد الشوارع والبيوت .. ترتدى معطف الجليد الفنارة تضئ البحر ببقايا مصباح شحيح .. أحسبه سراب عاصفة ريح تبتلع المركب الوحيد وجوه البحارة .. والباعة الصيادين موجعة الإرهاق .. لا تبين يتدفؤون بأحطاب .. الليالى الثلجية يلعبون النرد .. ويحتسون القهوة المرة بعد رحلة...
أبصرته فى المرآة .. له نفس وجهى يرتدى ملابسي وينتعل حذائي الذى فى لون حزني حدثنى عن تعاسته .. والسفر وعثرات الطريق .. وصفعات القدر كيف أطعم النيران .. كراس الشعر .. وجواز السفر ؟ حدثني عن زورقه .. الذى إنكسر وغرق الملاح .. وفى حقيبته القمر كيف جاء الربيع هذا العام دون أزهار...
صديقى .. الرافض للقفز .. فى حلبات السيرك ويجاهد أن لا تسقط رأسه تحت سنابك خيل الزمن المجنون إمنحنى رمحك لكن لا تتحسس رأسك .. أو وجعك .......... لا معنى لقصر الرمح لو تتقدم خطوة تضيع البسمة ترتجف الخطوة .. تتبعها الفكرة ......... تناطحنى فكرة لا تتحسس وجعك هذا زمن تقتلك فيه .. الكلمة...
فى عينيك أكتب الشعر .. وأسكر قالوا : انك فى العشق والمراوغة .. أمهر لا تتجرعي عذاب الهوى ولا تسهرين .. كما أسهر ورغم ذلك .. ياشظايا القلب المكسور أحبك اكثر ........ ولأنك لؤلؤة .. فى أعماق البحر فمعذرة لأننى لم أتعلم بعد .. الإبحار ولست الغواص الأمهر محمد محمود غدية / مصر
إلى متى حبيبتي نظل بالشوق معذبين نعانق الجليد والخيال ونعبر المحال للمحال نمشط الطرقات ونعدو تحت زخات المطر يعانقنا الشوق والقمر وينقل الطير للأزهار والأشجار قصتنا .......... متى تعودين ؟ وتنثرى الورد بدربى والسلام بقلبى .. والحنين محمد محمود غدية / مصر
أتى المساء .. بلا قمر وملاح زورقى .. فى سفر فجاءنى الخبر .. زورقى فى عباب النهر .. إنكسر ولم يعد له أثر أهكذا فى لمح البصر يسافر الملاح .. وفى حقيبته القمر آه .. لتعاستى ضاع الملاح .. والزورق والقمر محمد محمود غدية / مصر
أبى .. تأتينى ومسبحتك فى الليل تطربنى خطواتك .. فوق الأرض النحاسية وموسيقات عصاك المرتعشة يطالعنى من غيم الريح الشتوية وجهك نوراني الطلعة يتوهج قبل الليل .. وبعد الليل .. يفتح ثقبا فى خيمات الظلمة وبوابات الزمن المقتول يملىء كفيه عطرا زيتونا .. ملحا خبزا .. زيتا للأحداق المنطفئة...

هذا الملف

نصوص
425
آخر تحديث
أعلى