شيءٌ من الشعر:
لا نهرَ
حتَّى يدركَ المعنى
الذي سبحَا
النَّهرُ قطَّةُ سائر
في فضةٍ ليستْ تُرى
وإذا توقَّفَ لا مدًى جنحا
والنَّهرُ ذاتكَ
أَوْ لعلَّ النَّهرَ ذاتيَ
في مسيلَ العُمْر إِنْ جرَحا
لا النَّهرُ لاحَ هنا
ولا نهرٌ هناكَ سواكَ
سُؤْرَ غمامةٍ، أَوْ ما دحا
وإذا تشقُّ النَّهرَ
حاذرْ ملتقى...
بدءًا لكلٍّ الحقُّ في الاختلاف، ولكن عَنْ أي اختلافٍ ؟ وبأية أدواتٍ ؟ ومنْ أيِّ موقع معرفيٍّ ؟ يَكُونُ الاختلافُ بتمثل المختلفِ فيه، وبافتراض ما ينقضه أو يرفده. بذا لا اختلافَ إذا اتصل الأمر بافتقار إلى ما بموجبه تكون علة الاختلاف.
وبدءًا لا أحد يسعى إلى وصايةٍ، ولا إلى اقتراح صيغة تعبيريةٍ، ولا...
سماءان والأرضُ واحدةٌ
قَالَ: قلتُ: فكيفَ، فلا علْمَ لي
قَالَ: في اللَّيل، والأرضُ نائمة، مثلا،
تتخيلُ أنَّ السَّماءَ تفيضُ، قليلا، وتعرى
لتنفذ، في حلم الأرض، كامرأةٍ تتزيَّنُ بالمُنزَل
ثمَّ قَالَ: وعند النَّهار تطلُّ السَّماءُ على الأرض جذلى
وترقبُ ما تركَ اللَّيلُ، في حُلُم الأرض، منْ أثر...
في العزلة
جرحُ الأرض مشى
هونا، وبكى،
في العزلة
تعدو سماءُ الذات
لتظمأ أرضا،
في العزلة
ذراتٌ خلف الذراتٍ
لتطرأ فيضا،
في العزلة
تبدو أشجارُ الصوت
نداءً للمعنى،
في العزلة
لا تسمعُ غيركَ لولا
غيرُكَ أدنى؛
في العزلة
ريشُ الصَّمتِ هديلٌ
يغزلُ لي شركا ..
كمْ مخاطبة لي
وكمْ على البحر منْ أرق لي
على ورق ليسَ يأتي مراكبَ أحملُني
قَالَ: هلْ كنتُ منَّي إلى كفن
وأنا أحدقَ الموجُ بي كلَّما قلتُ: لي
وطنٌ أطلقَ اللَّيلُ صرخته، ثمَّ قَالَ: كأنْ وطني ؟
الرَّسائلُ ظلُّ الغيابِ بشُرفتها
أثرُ الذاهبين إلى صوتهم في الغياب،
ويمحو بقية ما في الرسائل خوفٌ من...
الحكاية أني أفقتُ على أذنين جوارَ سريري، وما كنتُ أحلمُ أو كنتُ أنعمَ بالهذيان الذي يتأبطني بين حين وحين؛ وما كنتُ أتهمُ في الأرضين مع ابن شهيدٍ، توابعه وزوابعه، ثمَّ ما كنتُ أنجدُ قربَ المعرِّي ولا في رسالته ليسامرني الشعراءُ بألسنةٍ من حديدٍ / حرير.
أنا كنتُ أفرك عينيَّ كيْ أرجعَ السقفَ حيثُ...
مصطفى الشليح يكلم الموت لتتشظى الحياة في حوارية خارج المعنى لإنتاج كتابة تتسرب من ملامح يوسف وهو يحدث الوجود ويوقف نبض الارض والسماء. يوسف يكتب الرفض لتنتعش الرؤيا وشاعر ببدين فارغتين يحدد وجع الَنوارس وهي تشق تعب الموج سعيا عن بحث في أبدية متشظية. إن يوسف محمود درويش ظاهر َمعلن عنه؛ اما يوسف...
يا عابرَ الليل قل لي كيفَ تعبرُه = الحرفُ سيفُ فأنَّى أنتَ تُسفرُه
أغربتَ مُختلفا من حيثُ تُعربُه = ما الاسمُ رسمٌ تُدانيه وتُحضرُه
ولا إليكَ انتهى وسمٌ ستسحبُه = من المكان إلى شيءٍ .. تُقدِّرُه
أكنتَ سافرتَ مَرئيًّا بلا جسدٍ = الضَّوءُ سِفرٌ ولا خطٌّ .. يُصوِّرُه
الكفُّ كهفٌ .. فلا تسألْ بكلِّ...
دَخلَ الحَديقةَ وحدَه
يدُه إلى أعلى تُلوِّحُ للمَدى بالذِّكرياتِ
وبالجُنون على مدار العين يَرقصُ للحديقةِ في جُنون
أكملَ المَعنى بدُون عبارةٍ
شَجرٌ يَسيرُ إلى كتابِ الظلِّ يُخفيه
عن الشَّمس المُطلَّةِ كيْ تَسيرَ إلى ظلال كتابِها
ماذا يكونُ هُناكَ
لولا هذه الأوراقُ تحجبُ ما وراءَ الماء
في سَفر...