أ. د. مصطفى الشليح

الحُبُّ قهوتكَ الأولى على ميــد منذ البداية حتَّى منتهى الجسد والحُبُّ خمرته مـــنْ جمـرة عصرتْ فاشربْ على الجمر كاساتٍ بمبترد لوْ أنَّها زبــدٌ ما ذاقَ وارده سفرَ الحياة .. على سكر ولم يرد فالنهرُ ثغرٌ أمنْ سلساله شفة تغارُ منْ أختها ريقا لمُتَّحد أمْ ثغره النهـرُ منْ موَّاله لغـة ترسو على بلد...
في هذه القصيدة يتحول الشاعر إلى ناقد ينظر لتجربته الشعرية ،فيخلق حوارا طريفا بينه وبين ذاته التي تتجلى في صورة الخاطر،وهو حوار يكشف عن تردد الشاعر بين النظم على وزنين مختلفين ،ينعت أحدهما باسم الفراشة،وهو الوزن الخفيف الذي نظمت عليه القصيدة،ويشبه الوزن الثاني في جزالته بالعمود ،وهو الوزن الطويل...
قلتُ في خاطـري وكـان عليـلا = كيفَ لم تكتب القصيـدَ قليـلا ؟ تهتَ فـي عالـم الفراشـةِ حتـى = نسيتكَ العروضُ بحـرا طويـلا أعرضتْ كـلُّ القافيـاتِ ومالـتْ = واستحالـتْ شيئـا يـعـزُّ بـديـلا خلتَ أنَّ المسـاءَ ينـدى مسيـلا = بانزيــاحـاتٍ تستبـيـحُ المسـيـلا تتمـادى طـيَّ الغمـوض كلامـا = يتـنـادى...
ليسَ لي أن أقدم شهادة في حق الأستاذة الدكتورة نعيمة الواجيدي من حيث هيَ عالمة ناقدة ومبدعة، ومن حيث هيَ باحثة ذات رسوخ بادخ في محاورة الثقافة العربية والمغربية بآليات معرفية ومنهجية تراثية ومعاصرة، فعربية وغربية، ومن حيث تجددها الدائب في تجذير مقارباتها الدراسية بإلباسها سمتا تعدديا، لا يكتفي...
وكان يكفي يسيلُ الوقتُ نافذةً على وباءٍ يسلُّ الأرضَ لا تقفُ يشلُّ أفضيةً يكفي يشلُّ بها شكلا لكيْ تحملَ الأشكالُ تختلفُ يكفي ترفُّ قريبًا صورةٌ لأرى مرآتَها تتدانى وهْيَ تنكشفُ يكفي أمرُّ بعيدًا بينَ أقنعةٍ لأختفي، وتراني خلفيَ السُْجُفُ حتَّي كأنِّيَ طيفٌ خائفٌ أبدًا من التَّجلِّي، كأنِّي ليسَ...
أوقظُ الإيقاع منْ غفوته كان تمطَّى في سرير اللَّيل، أَوْ كان تخطَّى وثبة الغيب فسالتْ أودية أسودُ هذا الماءُ إذا حطَّ كلامٌ بين رؤياهُ وما شطَّ بعيدا في الغمام ثمَّ فتياهُ، وقدْ خطَّ غرابٌ ثرثراتِ الأندية أندية توقظُ، منْ غفوته، إيقاعَها هذا كتابي جسدُ الأرض نداءُ اشتهاءٍ لُفَّتِ السَّاقُ بساقٍ...
ضَجرٌ، في مَقالتِه، ليسَ يَنتقلُ كانَ ذا بُرهةٍ، منْ زمانٍ، تميلُ وتَشتعلُ: أنا كنتُ قرأتُ كلامكَ، قبلُ وبعدُ، إذا نابكَ الغَزلُ فيمَ تَصدفُ عن حكمةِ الأولين وتَندفُ قطنَ العبارةِ لا يُسعفُ ؟ ولماذا يحفُّ بكَ الشِّعرُ، منذ امرئ القيس، حين تشاءُ، وما كانَ يَنصرفُ قلتُ: أعترفُ، الآنَ، أنَّ...
لا تَكنْ بليغا .. كنْ شاعرًا هكذا قال البلاغيُّ القديمُ: " .. وإنك لتنظر في البيت دهرا طويلا وتفسره ولا ترى أن فيه شيئا لم تعلمه ثم يبدو لك فيه أمر خفيٌّ لم تكن قد علمته .. " . ليس بدعا أن يصدر، ما تقدم، عن فقيه بلاغيٍّ أخذ به الشعرُ أخذا جميلا حتَّى أقاصي التجلي في أسرار بلاغةٍ أنيط بها...
مصطفى الشليح 7tSpohcn sornhedd · الأرضُ تأسُو جرحَها وحياتُها في جرحِها يتجدَّدُ لكنَّها الدَّمُ مِنْ بياض كلَّما يتمدَّدُ العُشبُ حدَّقَ عاليًا يتردَّدُ المعنى عليه يُعْقَدُ وإزارُهُ ينحلُّ ماءً. مَنْ أتى يتجرَّدُ ؟ والعُشبُ ساقُ الأرض إذْ تمشي .. وَإِذْ هيَ تُسرَدُ حَسَرتْ، فما بلقيسُ...
أتصوَّرُ أنَّ المكانَ هنا يُشبهُ الخيمةَ العَربيَّةَ في وقتِها وقتُها أخذته البَريَّةُ إلى عُريها اللُّغويِّ وكانَ حديثُ البَريَّةِ أنْ هاتِ بيتا من الشِّعر واسكنْ إليه فإنَّ العبارةَ نائمةٌ في سمَر اللَّيل واللَّيل لا تأخُذنَّ بما قمرٌ قد ينمُّ به. ما رأى شبحان يلوذان بالحذر شبحان يلوحان جُرحا...
لا تُطِلُّ السَّماءُ على الأرض ليستْ يدُ العُشبِ تنحَتُ منْ ظلِّها أوَّلَ الماء. أوَّلُ ما قالتِ الشَّمسُ للرِّيح: منْ دورتي اللغويَّةِ كَونٌ يدُورُ على نفسِه؛ أوَّلُ الكَون خوفُ الطَّبيعةِ منْ شهقةِ الوردِ عندَ الحديقةِ خفقةِ طير يخيطُ جناحا منَ العطر حتَّى إلى أوَّل الكَون يَصعدُ شَهوتَه أولا؛...
كيفَ بعضُ القول يرعاهُ الخليجُ وكأنْ خفَّ إليه التَّرويجُ ؟ كانَ منْ قَبلُ يسارًا في انتهاج فإذا اليُسرُ لقول تدبيجُ كانَ عُضويًا كلامٌ فتولَّى لزجًا كلُّ احتسابٍ تتويجُ لانَ حتَّى كلَّ متنٌ عَنْ عُروج فتدلَّى، فتخلَّى التَّخريجُ فتحلَّى وكأنْ سقطُ متاع فتجلَّى، بيديه، التَّهريجُ هُوَّةُ القول...
تلكَ طاولةٌ ثَمَّ في الجانب الأيسر المُتواري عن العين أعرفُها قربَ نافذةٍ ربَّمَا هيَ تَعرفُني كنتُ أقطفُ منها اشتهاءَ المَكان وأصرفُ عنىِّ اختفائي أنا لمْ أكنْ أنتحي ذلكَ المقعدَ اللغويَّ بطاولةٍ تتقمَّصُ ذاكرةً لي، وتُلقي عليَّ التَّحيةَ. أذكرُ فنجانَ قهوتِنا. واحدًا كانَ نرشفُه لنظلَّ...
العزلة القُصوى تفكِّرُ كيفَ تولدُ صورة، أمن التوتُّر أمْ لأنَّ العزلة الأولى تنامُ ولا تفكِّرْ ؟ غزلتْ يدَ المعنى عيونُ الأرض، وانتظرتْ، لتنقضُ غزلها، شمسَ الخرافة؛ تتفحَّصُ اليدُ شكلها تتلخَّصُ الأشياءُ بين خطوطها لكنَّها إنْ تبسُطِ اليدَ ليسَ تقرأ قولها؛ تلكَ الخرافة أرضُها يدُها التي كانتْ...
العارفة الحسناءُ تقولُ: قرأتُ أساريرَ اليدِ محسود ياٌ أنتَ أمسكتُ يديها، ثمَّ قرأتُ عليها بعضَ الشِّعر فقالتْ: أنتَ إلى زبدِ حدَّقتُ بعينيها: كان المعنى يتسكَّعُ بين يديَّ وعينيها أبدَ الأبدِ قَالَتْ: حُسَّادُكَ منْ بلدٍ لَمْ تطوِ به سفرًا إمَّا تهذي فبما عرفوا طيَّ البلدِ ؟ قلتُ: الغوثَ...

هذا الملف

نصوص
144
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى