في هذه القصيدة يتحول الشاعر إلى ناقد ينظر لتجربته الشعرية ،فيخلق حوارا طريفا بينه وبين ذاته التي تتجلى في صورة الخاطر،وهو حوار يكشف عن تردد الشاعر بين النظم على وزنين مختلفين ،ينعت أحدهما باسم الفراشة،وهو الوزن الخفيف الذي نظمت عليه القصيدة،ويشبه الوزن الثاني في جزالته بالعمود ،وهو الوزن الطويل...
ليسَ لي أن أقدم شهادة في حق الأستاذة الدكتورة نعيمة الواجيدي من حيث هيَ عالمة ناقدة ومبدعة، ومن حيث هيَ باحثة ذات رسوخ بادخ في محاورة الثقافة العربية والمغربية بآليات معرفية ومنهجية تراثية ومعاصرة، فعربية وغربية، ومن حيث تجددها الدائب في تجذير مقارباتها الدراسية بإلباسها سمتا تعدديا، لا يكتفي...
أوقظُ الإيقاع منْ غفوته
كان تمطَّى في سرير اللَّيل، أَوْ
كان تخطَّى وثبة الغيب فسالتْ أودية
أسودُ هذا الماءُ إذا حطَّ كلامٌ
بين رؤياهُ وما شطَّ بعيدا في الغمام
ثمَّ فتياهُ، وقدْ خطَّ غرابٌ ثرثراتِ الأندية
أندية توقظُ، منْ غفوته، إيقاعَها
هذا كتابي جسدُ الأرض نداءُ اشتهاءٍ
لُفَّتِ السَّاقُ بساقٍ...
لا تَكنْ بليغا .. كنْ شاعرًا
هكذا قال البلاغيُّ القديمُ: " .. وإنك لتنظر في البيت دهرا طويلا وتفسره ولا ترى أن فيه شيئا لم تعلمه ثم يبدو لك فيه أمر خفيٌّ لم تكن قد علمته .. " .
ليس بدعا أن يصدر، ما تقدم، عن فقيه بلاغيٍّ أخذ به الشعرُ أخذا جميلا حتَّى أقاصي التجلي في أسرار بلاغةٍ أنيط بها...
أتصوَّرُ أنَّ المكانَ هنا
يُشبهُ الخيمةَ العَربيَّةَ في وقتِها
وقتُها أخذته البَريَّةُ إلى عُريها اللُّغويِّ
وكانَ حديثُ البَريَّةِ أنْ هاتِ بيتا من الشِّعر
واسكنْ إليه فإنَّ العبارةَ نائمةٌ في سمَر اللَّيل واللَّيل
لا تأخُذنَّ بما قمرٌ قد ينمُّ به. ما رأى شبحان يلوذان بالحذر
شبحان يلوحان جُرحا...