أ. د. مصطفى الشليح

دلفَ الفَتَى، وجلا، إلى قاعةِ الدَّرْس، وما العهدُ إلا جَذلا كانَ. إلى الفصل كانَ مُختلفًا. ألفَ اغتباطًا يألفُه إذا خفَّ الخطى إلى المؤسَّسة الثانوية متأبِّطًا مَرجعًا أو أكثرَ، وتدويناتٍ مُختلفةً تتَّصلُ بمادَّةٍ دراسيَّةٍ تكونُ تعلَّةَ ذلكَ الاختلافِ؛ لعلَّها أقربُ إلى التَّحضير القبْليِّ،...
لمْ تعرف القصيدة المغربية، منذ كانت، شاعرا رائدا يمتلكُ ما يخوِّلُ له اتجاها في الكتابة، ويترسَّمُ خطاه مريدون، ويكون لصوته صدى في أصوات مجايليه أو المقفين على آثاره؛ بما يتعارفُ عليه بالانقطاع واحتجاب تقاليد شعرية عند محمد بنيس وعبد الله راجع. ليسَ، لمحمد بن إبراهيم، ولا لمحمد الحلوي، ولا لعبد...
إلى روح أمي: الله .. قلبي راحُوا .. كـأنَّ المنتهـى مِصبـاحُ = ويـدُ المتاهـةِ لـلـرَّواح جـنـاحُ باحُوا وما برحُـوا بيانـا صامتـا = مـا لاحَ قـولٌ واستبـدَّ جـمـاحُ فاحُـوا بكـلِّ حديقـةٍ مسـحـورةٍ = وحَدائـقُ السِّحـر السَّـريِّ فسـاحُ راحُـوا فحـاروا ضِلـةً مبحوحـةً = تدحُو المسافـةَ ...
أولُ الأرض خوفُ الشَّبيهِ من الظِّلِّ. ظِلٌّ على قدمٍ في اتجاهِ الشَّبيهِ غمامٌ خفيفٌ يخيطُ انتباهَ المكان بنافذتين؛ بنافذتين يهُبُّ هَواءٌ هَواءٌ قديمٌ بنافذتين سيلهو وأزمِنةٌ تتداخلُ. لا شيءَ يعقدُها الهُويَّةُ كَونٌ إذا تتعدَّدُ أجزاؤه قدْ يُوحِّدُها؛ والهُويَّةُ شَيءٌ قريبٌ إليكَ وأبعدُ...
مِثلَ ضوءٍ فارغ يلثغ بالماء عيونا للصَّدَى أوقفني اللَّيلُ عدا خلفَ الصَّدَى قَالَ: فهذا بازغ قلتُ: فذا يأفلُ، إلا الآفلون قَالَ: هذا نابغ قلتُ: تلكأتَ فقلَّ الواصلون قَالَ: هذا سابغ قلتُ: إلى أرضكَ أمَّ السائلون هُوَ ضوءٌ فارغ أَوْ عربيٌّ شرَّدهُ اللَّيلُ كأنَّ الأهلَ منه لَمْ يكونوا، وكأنْ...
* كيفَ اسمُكَ اللغويُّ يحفرُ ظلَّه في كهفِ هذا البدءِ مذ فتَّحَ عينَه النَّهرُ الصَّغيرُ على فتًى للضَّوء يستفتي سرابًا ظلُّه، ويمدُّ رملا شكلُه، حتَّى يضجَّ بهدأةِ التَّأويل في ليل الخروج إلى السؤال عن الصَّدَى في غربة الأسماء عن أسمائها، فإذا بها الأشياءُ تخلعُ ثوبَها بحثا عن الأسماء في...
يكفي أنْ أبحثَ في رؤيايَ لأعرفَ ما لا يحدثُ لكنْ يحدثُ انَّ قطارًا سوفَ يُكلِّمُنا في المهدِ بأنْ لا شيءَ يحارُ سوى عتباتٍ كنَّ غبارا يكفي جثَّة وقتٍ أنَّ زمانا تقلَّبَ رؤيا لا تأويلَ لها إلا أسماءَ ويحدثُ تبحثُ عنكَ مدارا يحدثُ أنَّ قطارًا تخذلُ سكَّتُه الأسماءَ وَقَدْ خذلتْ وطنًا أسماءُ...
أكلما عجبتْ ضجَّتْ من الفتن = وناولتني جمـالا كيفَ لمْ يكن وعـاجلتني دلالا .. بالتفاتتها = ومُقلتيـن، وحُسن ليسَ للزمـن ؟ كآنَّما حاجباهـا عندَ دهشتهـا = تلعثمُ السِّرِّ مرفوعـا إلى علن الأبجـديَّة حيـرى غبَّ رعشتها = إذا الكلامُ عن المطويِّ لمْ يبن والأبجـديَّة موسيقى بلا سكن = إذا هشاشتها آوتْ...
ماذا إلى اليدِ ؟ إِنْ عزمّ فقدْ ريعُوا. وَإِنْ وقوفٌ فممدودٌ وترجيعُ وقفتَ. إلاكَ مِنْ بحر إذا التفتُوا رأوكَ تسمعُ كيفَ البحرُ تقريعُ ؟ يحدِّثُ الموجُ عَنْ أشياءَ يذرعُها أسماءَ يَذرعُها بالبدءِ توقيعُ منْ أول الأرض قَالَ الماءُ: سيِّدتي أنا فلسطينُ أنا القدسُ الينابيعُ أنا صلاةٌ بغيم...
كمْ نجمة .. لضيائها أنخــابُ = فالليلُ يمرحُ والعيونُ ذئـابُ والليلُ يقدحُ .. للذؤابة خيلهـا = تجري إلى عتماتها الأعتـابُ منْ كلِّ أبهمَ مُغـربٍ في لغـوه = أوْ كلِّ أبلغَ .. فالكلامُ سحـابُ يتوثبُ الشعراءُ .. ليلا ظامئـا = يتأوبون .. ولمْ يرنَّ .. خطابُ جرسٌ يُٰحدِّثُ غيرَ ذي أكذوبةٍ = كذبَ...
كيفَ اسمُكَ اللغويُّ يحفرُ ظلَّه في كهفِ هذا البدءِ مذ فتَّحَ عينَه النَّهرُ الصَّغيرُ على فتًى للضَّوء يستفتي سرابًا ظلُّه، ويمدُّ رملا شكلُه، حتَّى يضجَّ بهدأةِ التَّأويل في ليل الخروج إلى السؤال عن الصَّدَى في غربة الأسماء عن أسمائها، فإذا بها الأشياءُ تخلعُ ثوبَها بحثا عن الأسماء في أشيائها...
لعلَّ المزيَّة الأولى التي أخذناها، عن البحث العلمي، أنَّ على المرء أن يتحوطَّ لنفسه، عند إبداء الرأي، وأن يتخذ له من العدة المعرفية ما يكون له سندا، وأنْ يصدرَ عنْ أهليةٍ متأتيةٍ من تقليب النظر في نازلة، تمحيصا وافتحاصا، حتى إذا أعربَ لم يكن مغربا، وحتَّى إذا عجم العيدان توسم منها ما يكون ذا...
سماءان والأرضُ واحدةٌ قَالَ: قلتُ: فكيفَ، فلا علْمَ لي قَالَ: في اللَّيل، والأرضُ نائمة، مثلا، تتخيلُ أنَّ السَّماءَ تفيضُ، قليلا، وتعرى لتنفذ، في حلم الأرض، كامرأةٍ تتزيَّنُ بالمُنزَل ثمَّ قَالَ: وعند النَّهار تطلُّ السَّماءُ على الأرض جذلى، وترقبُ ما تركَ اللَّيلُ، في حُلُم الأرض، منْ أثر...
الحُبُّ قهوتكَ الأولى على ميــد منذ البداية حتَّى منتهى الجسد والحُبُّ خمرته مـــنْ جمـرة عصرتْ فاشربْ على الجمر كاساتٍ بمبترد لوْ أنَّها زبــدٌ ما ذاقَ وارده سفرَ الحياة .. على سكر ولم يرد فالنهرُ ثغرٌ أمنْ سلساله شفة تغارُ منْ أختها ريقا لمُتَّحد أمْ ثغره النهـرُ منْ موَّاله لغـة ترسو على بلد...
في هذه القصيدة يتحول الشاعر إلى ناقد ينظر لتجربته الشعرية ،فيخلق حوارا طريفا بينه وبين ذاته التي تتجلى في صورة الخاطر،وهو حوار يكشف عن تردد الشاعر بين النظم على وزنين مختلفين ،ينعت أحدهما باسم الفراشة،وهو الوزن الخفيف الذي نظمت عليه القصيدة،ويشبه الوزن الثاني في جزالته بالعمود ،وهو الوزن الطويل...

هذا الملف

نصوص
142
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى