سدِّدْ كما تشاءُ
سهمًا إِنْ رأيتَ، أوْ رصاصةً؛
ولا تكنْ رحيمًا كلَّما سدَّدْتَ،
أَوْ أوقدتَ للجمر القديم ناره،
أوْ كلَّما أجهدتَ قوسَ الماء
حتَّى لا يرنَّ، للصَّدَى،
شيءٌ إلى صداهُ
كنْ رحيمًا بي
وسدِّدْ طلقة أخيرة
في الرأس.
دعْ قلبي آمنًا
كالكِلمةِ الصغيرة
كيْ
لا يُصابَ منْ أحِبْ ...
وَقَدْ أعتبُ
كلَّما ضاقَ بي خبرٌ
ثمَّ قَدْ أغضبُ
مِثْلَ عشب به ظمأٌ
فكأنْ حَجرُ
ولكنَّ لي
وطنًا واحدًا
ليسَ يعدلُه وطنُ
وقَدْ أكتبُ الماءَ
سِفرًا إلى الماء روحًا
وأمشي فلا أزنُ
ولكنَّ لي
وطنًا واحدًا
قَلْبُه لي، ولا يغربُ
وإذا عقربٌ،
فلها النعلُ إذ تطربُ
وطنُ واحدٌ لي
هُوَ المغربُ.
تفتحُ الأرضُ شرفتها
للصَّباح الذي باتَ خارجَها
مثلَ أيِّ فتى سألَ الليلَ والجَها؛
عاجَ منها على ثبج
تركته الليالي إلى الفجر
فارتجَّ ساكنه، وترقَّى هوادجَها؛
يتهجَّى اسمَها باسمه
لا الحروفُ تهدَّجَ منها رأى
فأقالَ الكلامَ، ولا كانَ راءَ معارجَها؛
ثمَّ لا كان شاءَ مداخلها
بين موج كأجنحة الغيب...
ما أيسر قولا إنَّ " الشعر كتابة ضدَّ القصيدة "، وما أشقَّ قولا كيفَ يتأتَّى انتزاع الشعر من القصيدة، ومن تاريخ الأشكال الشعرية، ومن الحوار بين الأجناس الأدبية، وما أبعد نقض السفر الأنواعي والأجناسي في الكتابة بشكل عام؛ بل ما أعتى وقوفا على نقض التغلغل الإيقاعي في النص عبر اللغة والبلاغة...