ليسَ اختلافًا
إنَّما لا فرقَ عندي
بين أوله وآخره
يمرُّ العامُ
يمشي وحدَه
لا يأبهُ بالواقفين
ولا بعابره
كأنْ منْ خبثِه
يختارُ أنْ يأتي
وأنْ يمضي
كما في لحظةٍ
منْ خبثِه
كان التضادَّ
وكان صوتا والصَّدَى
في لحظةٍ
ليسَ اختلافًا
غيرَ أنِّي لَمْ أزلْ
فأنا أنا
لا فرقَ عندي
بين منتصفِ النَّهار
وبين...
هل الشِّعرُ
حزنٌ قد تجاذبه حزنُ
كأنَّ به شأنا غريبا، ولا شأنُ ؟
أرى شعراءً
في المراثي إقامةً
تدانوا كأنْ كلٌّ تأبدَه ركنُ
تجهَّمَ وقتُ الشعر
حتى نفاذه
فلم يكتملْ إلا وآخرُه دفنُ
تلثَّمَ بالدنيا
وإذ أسفرتْ به
لتنأى هباءً
ما تلثَّمَ إذ يدنو
وأعجبُ ما الأكوانُ
دمعٌ بمقلةٍ
فكيف حروفُ الشعر
من...
ضجرٌ
على طول البلاد
وعرضِها
يحبو على ميَدٍ
يرنُّ بأرضِها
بسطٌ يهمُّ بها
إذا استبقا معا حينا
إلى بسطٍ .. يهمُّ بقبضِها
حتَّى إذا قيلَ: اخلعي
نعلا هنا، أَوْ قيلَ: إنَّ هُناكَ
كِلمةَ ومضِها
فاضَ المحبُّون اهتياجًا
وارتضوا فيضًا
إذا نهضُوا بوقفةِ روضِها
راضُوا القصيَّ
وكان أغمضَ بُلغةٍ
أيَّانَ...
& قيلَ للنظَّام في علَّته: ما تشتهي ؟ قَالَ: أشتهي أنْ أشتهي.
أبو حيّان التوحيدي: البصائر والذخائر 1 / 198
قَالَ لي: هذه الأرضُ
لا تنتهي.
لا تكفُّ عن الدَّوران
ولا ينتهي
قلتُ: لا شيءَ لكْ
ثمَّ لا شيءَ لي
هذه الأرضُ
سوفَ تخفُّ بنا
وترفُّ كما طائرٌ لا يحطُّ
وسوفَ نشطُّ قليلا
عن العشب ينهضُ...
أتأملُ المنسيَّ
منْ لغتي
وَمِنْ لغتي
أساريرٌ على شفتي
سلا
ولستُ أحبُّها
فبها فقدتُ أحبَّتي
والمنسيُّ
منْ لغتي أنا
والناسيُّ
ما لغتي أنا
وسلا
على مرمى الحنين
ولا أحنْ
وسلا
كأنْ هذا الوتين
ولا يرنْ
لا شيءَ
في لغتي سوى
لغتي ..
مصطفى الشليح