يدا محمد آدم الصوتيتان من صوان غريب
يداه الشاعرتان النهريتان الصادحتان الصارختان
مع ديمومة آدمممم
لا صخرة تفلت من نفاذ ظلهما
لترددات اهتزازاتهما يتماوج صوت دُمممم
لا تتركانه حتى يستحيل عجينة
هوذا صوت الألم الألم الألم
ألممممم
تغمز له القصيدة بعشق بركاني
وحين تفارقانه
من ملمسهما الصاعق
يحدث دوي...
أول القصيدة سؤالها
ماالذي يصلُنا بالقصيدة؟ وأي مأمول يمكن تبيّنه أو توقعه في أصل القصيدة؟ وهل في مقدور القصيدة الصامتة، الخرساء، البكماء، والعمياء، أن تمنحنا مقدرة على أن نسمع، أن نستنطق، وأن نرى ما بداخلنا؟ أتراها وجَدت نفسها مخلوقة من كلّية الإنسان، وليس من " ضلع " له، كما هو التصور الميثولوجي...
هل صحيح أن القصيدة تطوير للتعجُّب، بتعبير " فاليري "؟ إذا كان ذلك صحيحاً، هل ذلك يعني أنها تعيش امتحاناً دائماً مع المجهول والمباغت ،وأن الدهشة مرضعتها الكبرى وأفقها الرحب؟
كيف نفرّق بين الشعّر الذي يسمّي نفسه، والشعر الذي يسمّي قائله، ومن يكون قائله الشّعري هذا؟ وأي لقاء من النوع الشّعري يكون...
ماذا لو تكلمت الحكاية جهة الذي يؤلفها ، ويخرجها من إطارها الزماني والمكاني، لا بل ويضفي عليها طابعاً من السرد ليس من صلة بينه وبين " فاعله ": الإنسان ؟ أكثر من ذلك، أليست الحكاية في أصلها ترتد إلى الحكي، والحكي هو ما يفتقر إلى نسَب قولي يؤهله لأن يكون معتمَداً زمانياً ومكانياً؟ بالطريقة هذه،...
تطرح الكتابة الجدّية نفسها، والتي تتوخى آتياً جديراً بالتسمية لها، بوصفها وشماً جسدياً. لا يعود الوشم، بالمرئي فيه مأخوذاً باسمه، إلا لأنه لا يكتفي باقتطاع مساحة معينة من الجسد، لها اعتبارها الذاتي والاجتماعي كذلك، وفي جهة معينة، وتبقى الدمغة جسدية، بخاصيتها الإنسانية، إلّا حين يشرّش الوشم في...
ما قبْل الكتاب المذكور
حول طبعة من " مئة عام العزلة " رواية غ. غ. ماركيز ( 1927-2014 " بالفرنسية، نقرأ هذه الكلمات:
( في ماكوندو ، وهي قرية صغيرة معزولة في أمريكا الجنوبية ، حكمت نبوءة الغجري ملكياديس على عائلة بوينديا اللامعة بالعزلة لمئة عام ... ملحمة ، بنكهة لا تُنسى ، تعبُر العصور الثلاثة...
الجسد حاكماً ومحكوماً
ماالذي يعطي أهمية للجسد، حيث نشهد تنامياً للدراسات المتعددة المجالات وهي تركّز عليه؟ما هي الخدمات التي يمكن للجسد أن يقدّمها لنا، إزاء ظاهرة اجتماعية، تاريخية، سياسية، مرئية وغير مرئية، وحتى اقتصادية وثقافية بين هذه وتلك؟ أإلى هذه الدرجة جرى ويجري تثمين الجسد، بمفهومه...
إشكالية البرزخ
تكون المرأة مرتجلة أحياناً، كما يقال فيها، حين تُظهر سلوكيات عائدة إلى الرجل، تعبيراً عن تعدّيها لـ " حدودها "، وربما يكون الرجل غندورياً، إذ يُظهر سلوكيات ترتد إلى المرأة. في الحالة الأولى استهجان، وفي الثانية استخفاف. وربما تحمل المرأة اسماً يخص الرجل، لأسباب اجتماعية، كما في...
سؤال طبعاً
من هُنَّ نساء الرواية؟ من المؤكد أنهن لسن اللواتي يمكن التفكير فيهن باعتبارهن نساء على " ذمة الذكور "، أو ما يجعلهن ناطقات في ظله، وهو المألوف كثيراً. ولسن اللواتي الممكن توصيفهن على أنهن الجاري توصيفهن، بمقاييس الرجال عموماً، مهما أوتوا دقة في الكتابة عنهن، فثمة مساحة " جندرية " تخص...
أن تكتب عن سليم بركات، وإن أردت أن تكون كتابتك كتابة بالفعل، لا مجرد تسطير للورق، لا بد من التنبّه إلى نقطة في غاية الأهمية، وهي في كيفية قراءة ما كتبه بركات، وبمنتهى اليقظة:
ألا تكرّر في عملية الكتابة ما هو مقروء بلغة الشعر، جهة الحديث عن عالمه الغرائبي- العجائبي، وصدمة المغايرة لديه،وما لا...
الواجب قوله في الممكن قوله
الرواية التي تنسج واقعاً تخيلياً من الماضي- البعيد- القريب، تدشن لذاكرة مستقبلية تثري تاريخاً: بعيداً-قريباً، وكاتبها هو الذي يعقد قرانهما معاً، ويظل المرجع في كل مقاربة نقدية لهما.
وفق تصور كهذا، يمكنني الدفع بالمستقبل، لأن يتبصر صورة له فيما كان، ومما سأنظر فيه...
الرأس المختلف
ماالذي رغبت الكاتبة الكردية السورية في ألّا تقوله، وهي التي حاولت أن تقول ما يمكن اعتباره كل ما رغبت في قوله، في كتابها السّيَري الأدبي: أحد يسكن رأسي، والصادر عن دار المحيط- الفجيرة، الإمارات العربية المتحدة، ط1، 2022، في قرابة مائتي صفحة من القطع الوسط ؟
من المؤكَّد في علاقة كهذه...
محاولة تأكيد
لن يكون السرد سرداً إلا إذا أفصح عن لاسرديته، تعبيراً عن لانمطيته. فلكَم أحيلَ السرد وهو يخضع لمنطق التمثيل التاريخاني هنا وهناك، كما لو أنه مشدود، كخيط، إلى بكرة " كبكوبة " السارد باعتباره المرجع أو الحامل له.وما في ذلك من تأطير له. وما في ذلك من إحكام الطوق عليه، واستحالة ربطه بما...
إشعار
أن نتحدث عن السرد هو أن نفكّر فيه كما لو أنه غير موجود، كما هو شأن كلّ موجود، وقد تم حصْره في رقعة مفهومية، أو حيّز نصيّ، وقد أجيزَ له البقاء والانتشار، كما أطلِق سراحه، بعد أن جرى " ترويضه " والمقصد هو إحلال المرغوب في وضعه فيه، وليس إحالة الموجود إليه، ليكون متبصراً للنقص فيه، وقادراً...
لا شيء يشبهني سوايْ
لا شيء إطلاقاً يقرّبني من الروح الكليلة
أو يوجهني إلى الدنيا الجميلة
في مدار العمر حيث الجمر أوغل في دمي
لا نسمةُ ابتسمتْ ولا راعتْ عويلاً في فمي
لا صوت يهديني إلى وطن ٍ
ليرسيني انتظاري
حيث يرصدني ردانيْ
وطني المؤجَّل في مسمّاه
يعجّل في حصاري
وهو يسْرع في انشطاري
وهْو يلزِمني...