بوعلام دخيسي

وأنا أوَقـِّـع للخروج تحدثتْ صمتا وألقتْ قبلة مرقونة هي في الخيال حقيقة لكنها في الخد مفترَضهْ... هي ثورة لكنها لم تصحُ إلا في الخرائط، صورة منصورةً تجثو على الأزرار منتفِضهْ هي قبلة فيها المعاني كلها.. فيها أحبك والشغفْ، فيها أجدد ما سلفْ، فيها قوافل صبوتي تاتي لتجبر كبوتي لكنها في المنتصفْ...
لا تبكي، أرجوكْ أعلمُ أن الدمع يحاول أن يَكسِر كل الأبوابِ خذي كفَّـــيْــكِ وكـفـَّــيَّ ضَعي الكل وراءَ الجفنينِ وزيدي جفنَيَّ وهُزي بجبيني تساقطْ قِطعٌ من جسد منهوكْ.. لا تبكي إن كنتُ أنا الغيمَ دعي العبراتِ لحزن آخرَ، كلُّ الأحزان تُـقدِّرني عبَّرْتُ لها في أكثر من شِعر بأنين وحنين وكلام...
لا أزهار أُهديها إن جاء ثامنكنْ بالشعر ألغيها فأقطف الورد أبياتا وقد نضجت وأينعت صورٌ ما زلتُ أسقيها للأم طبعاً سأهدي أولا فأنا بعض من الأم حرف من قوافيها وللقوافي اللواتي فوَضَت فغدا للبيت معنى وألحانٌ نغنيها ثم الهدية للشق التي سكنت أرجاء روحي التي ما زلت أبنيها وللوحيدة بنتي كلِّ قافيتي فلي...
ثمة صوت في جوفي الآن يهُمُّ بهمس أفهم منه فقطْ مسكونَ الكافْ. وحروفا أخرى تتقاطعُ.. أحسبها تصف الساكنَ حين تضيق الأوصافْ. حين أراكِ هناكَ بقدكِ: بالطولِ وبالهامة والشعر المرسلِ والنجمِ يسافر بالثوب الأحمر في الخدينْ.. حين يحين هدوءٌ تحت ظلامِ الحاجبِ يُسعِد ضيفَ العينينْ.. حين تُقبِّل كافُك...
من "صورة" نزلت عليَّ سأقرأ الآياتِ فاستمعي إليَّ وأنصتي: "باسم الذي خلق البها.." وأعوذ ـ قبل البسملهْ ـ بقصيدتي ممن تعثَر في الكلام.. فأولَّـهْ أنا لست أهزأ... إنما نزلتْ عليَّ من السماء الزلزلهْ. هي "صورة" مكِّيَّةُ الأهوالِ.. هل لي هجرة من بعدها حتى يلقنَني البَها تشريعَها؟ حتى أجاهدَ لَـثَّتي...
إلى زمن الطفولة من جديدْ، أترى أحن كما أحن اليوم للزمن الذي وليته ظهري!؟ وهل يبدو جميلا مثلما تبدو الطفولة من بعيد؟ هل أستعيد الذكريات أقُصُّ للأطفال مثلي عن زمان الشيب، عن شكل الوقار، عن التجاعيد التي تحكي لنا في كل سطر قصة؟ هي نفسُها القصص التي تَحكِي مساءً جدةٌ لحفيدها حتى ينام، هي التي كم...
قد لا تصدقُ يا صديقي أن من أهوى شبيه بالسماءْ رحْبٌ عميق واثق متأنق في الكبرياء. أهواه، لم أنكرْ. ولم أبخل عليه بقولها، لكنني ما زدت حرفا واحدا من بعد قولي للسماء أحبها، كل الذي يأتي من الكلمات بعد "أحب" يَحْطِمها ويُسكنني العراءْ. هي يا صديقي تحفة في خاطري، أُبدِي لسوّاح المدينة كلَّ شيء غيرها،...
حائر بيننا... أنا والشيء ذاك الذي بين جنبيَّ ذاك الذي بيننا.. أترى نحن شيئان مختلفان.. أم واحد!!؟؟ وإذا نحن كنا.. أكنتُ أنا هوْ أمِ الهُوْ أنا...؟!؟! ......... لست مرتبكا.. إنما - ولأني خبير بما بي - تجردني حيرتي من صوابي... وأشكو الأنا للأنا ليتني ما خبرت الذي بي.. فما بي: اليقين وتُشفى القلوب...
نستخلص إذن من خلال ما ورد في الجزء الأول من هذه القراءة، أيْ من تضاعيف تجليات تيمة الشعر/ الشاعر عبر ديوان "كيف أشبه ظلي" للشاعر المغربي بوعلام دخيسي ما يشبه جدلية "وجودية"/ "متصوفة" تروّج لمقولة التوحّد من جهة عبر الانتماء للآخر حدّ التملّك و الامتلاك ("هذا الشاعر لي وحدي"؛ نص بعنوان "مقاربة"...
ـ بطاقة تعريف: " كي أشبه ظلي" عنوان المجموعة الشعرية الثالثة التي صدرت للشاعر المغربي ابن مدينة وجدة بوعلام دخيسي بعد مجموعة " هديل السّحر" (2012)، ومجموعة " الحرف الثامن" (2014). صدر الكتاب عن مطبعة الجسور ش.م.م. وجدة. (الطبعة الأولى 2016). الديوان من الحجم المتوسط (121 صفحة ـ 43 نص شعري.)...
كل ما كان من قبلُ محضُ سُباتٍ وقد حان للقلب أن يستفيق وأن يستدير إلى الخلف يملأ ما كان في العمر من فجِّهِ. ***** ليس حلما ثِقي بي. ألِلحلمِ هذا الوضوحُ؟! فلا شيء يدعو لتأويلهِ! إنه العمرُ ـ هذا المؤكدُ ـ قد أشرقتْ للطليعة شمسُهْ.. كل شيء هنا هو هوْ.! هو نفسُهْ. أنت أنت، وإني أنا من أناجيك شعرا،...
إلى الشاعرين محمد علي الرباوي و حسن الأمراني وثالثهما الذي حمل البريد وارتحل، الطاهر دحاني رحمه الله إلى الثلاثة الذينَ أخلِفوا الوعدَ وقد شاخَ الأملْ لم يصلِ البريدُ بعدُ ربما كان قريبا من وصوله وأنتم تركبون البحر للعوم معا أو ربما وصلْ! نحن نراه من هنا، هناك، في صناديقكمُ الثلاثهْ، يعج...
في القلبِ أنتَ، وحُضني فارغ خَرِبُ. اُخرجْ على الفور واملأهُ بما يجب. لا دفء ينفع قلبا جئت تؤنسه، وقد تجمدتِ الأحضانُ والهُدُب. اخرجْ، تمَرَّدْ على جوْفي وساكنهِ. القلبُ أنتَ، ومنْ إلاك ينقلب؟! اخرجْ قليلا، وفرِّجْ أضلعي لترى بأم عينيك ماذا تفعل الحجُبُ. في القلب نورٌ، ونارٌ حوله انتفضتْ...
القصيدة أول ما قاله الطفل في مهده من كلام قليل خفيفِ الصدى مُبهَمٍ ثم جاء الكلام الكثير الذي لم يقل بعدُ شيئا. يعود إلى الشعر أهلُ الصبا الراسخونَ ويهجره الآخرونَ يحِنـُّـون للـَّحن حينا وللناي حينا... ولا يذكرون القصيدةَ، يخشون أن يُحسبوا من فلول الطفولهْ. القصيدة غيرُ الحروف تُضَم إلى بعضها،...
يظل النص الشعري خميلة مظللة بالجمال يتشظى فيها المتخيل ، ويأتلف المُوقّع ، وتختمر الرؤى غوصا وتجليا . والشاعر هو المالك لاسرار هذا الجمال بثوابته ومتحولاته ، والعارف بكيميائه وتفاعل عناصره . ولأن لكل شاعر نكهتَه فالاكيد كذلك أن لكل شاعر خلطتَه التي يحسن مزج عناصرها كي يعلنها إبداعا يتفرد وحده...

هذا الملف

نصوص
52
آخر تحديث
أعلى