الأدب الساخر.. وظرفاء الأدب العربي

للتمييز بين الكتابة الساخرة والتهريج يمكن تتبع ما أنتجه كبار الكتاب الساخرين من الشرق والغرب قديماً وحديثاً، وتأمل ما آلت إليه الكوميديا العربية في العصر الحاضر. فالكوميديا نص مبني على فكرة قبل أن تكون أداء. وفي غياب النص المتميز يصبح الأداء تهريجاً يستجدي ذائقة عشاق الكوميديا الهادفة دون طائل...
أدب الفكاهة من الآداب الشيّقة والممتعة فهي (نزهة النفس وربيع القلب ومرتع السمع ومجلب الراحة ومعدن السرور) ولا يمكن أن نتصور العالم من دون فكاهة أو نتصور الحياة عابسة مقطبة الجبين مكفهرة المظهر وإذا كان هذا مستطاعاً فمن الذي يطيقها ويرضاها. أن الحياة بغير ضحك عبء ثقيل لا يحتمل وكما قال الرسول...
بعيدا عن هَرْيِ الانتخابات والسياسة ومالن يتغير في بلاد دود القز غير بالنظر لأشجار التوت، وصلتني على الخاص رسالة لطيفة تطلب تليفوني للأهمية ؛ وحيث أني رجل ابن سوق، ودعك من الشعر والنثر وما شابه..، قلت لعلها لقمة عيش، ابعت الرقم يا "سيفو". بعد نص ساعة رن تليفوني الصيني الرخيص والذي بالكاد يقضي...
يصرف البشر الكثير من الأموال في سعيهم للحصول على قسط من السعادة، يبحثون عنها إما عن طريق صرف الآلاف في التسوق لحيازة السلع الثمينة من سيارات وساعات وعطور وأحذية وملابس، أو عبر السفر إلى جزر متناثرة أواسط المحيطات للاستمتاع بالأجواء الساحرة، أو التنقل بين أفخم الفنادق والمطاعم والأندية والحفلات...
كيف تسير النكتة بين الناس؟ ولماذا؟ وما دورها أو وظيفتها في المجتمعات؟ لعل تعريف فرويد للنكتة يعد الأكثر عمقاً ودقة، فبينما يقول كانط «هي حالة من التوقع الشديد الذي يتبدد فجأة فيفضي إلى لا شيء»، ويقول شوبنهاور «إنها محاولة لإثارة الضحك على نحو قصدي، من خلال إحداث التفاوت بين تصورات الناس والواقع...
يقال إن « الحسجة» التي اشتهر بها اهل الفرات الاوسط هي شكل من اشكال الادب الساخر الذي يرسل عبارات يخفي ظاهرها قصد مطلقها ، فيكاد متلقيها لا يدري أهي مدح أم ذم !! وفي زمن النظام السابق اشتهرت مقولة امرأة فراتية حين استلمت جثمان ابنها الثاني ملفوفا بالعلم فهتفت» صدام اسمك زين راسي» وكان لتلك...
ارتبط مفهوم النكتة في المخيلة العامة بإنها أي موقف أو حدث يدعو للضحك، يصدف أن يكون الموقف مرئي أو مسموع أو مكتوب وفي هذا المقال يعنينا شأن النكتة المكتوبة ، تلك المتداولة في الأذهان العامة وتحكى بشكل دوري. ترتبط النكتة باليومي المعاش عادةً أو ما يحيط بواقع مجتمع ما، فينسج حول حدث ما موقف...
كلما اجتمع قوم في مجلس، وكانوا على مستوى واحد من الفطنة، بحثوا عن واحد من بينهم، يكون مختلفا عن الجميع يتخذونه موضوعا للضحك، أي “أضحوكة” ليتسلوا ويستمتعوا بالجلسة. والأضحوكة نوعان: نوعي فطري، يبرز في الأشخاص الذين يتميزون بطبع خاص ومختلف يميل إلى نوع من الهبل. أما النوع الثاني فيبرز فيمن يتجاوز...
.. ولمبتدأ جملة العنوان الخبرية الاحتجاجية التهكمية التعجبية التفجعية شقّان: كلمة "ترجمةُ" المرفوعة وجوبا لا اختيارا وشكلاً لا حقيقةً، ثم كلمة "الشعرِ" المكسورةِ المقسورةِ المجرورةِ المضافةِ إليها. لكن الإضافة ليست من وليد الصدفة العمياء أو شطحات الخيال المحلّق الذي يجيز إضافة الأسماء والصفات...
ملأت السيدة "أم ياره" صحناً بالسنبوسك المقلي، وغطته بصفحة جريدة من تلك التي تصدرها أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية، وقد ثبت بالدليل القاطع أنها تصلح للصَرّ أكثر بكثير من الجرائد الحكومية، وقالت لها:  خذيه فأوصليه إلى أسرة الحاج محمد الفقيرة. قالت ياره في نفسها وهي تنظر إلى أقراص السنبوسك...
رحل ثانى اثنين اعتبرهما الأديب الكبير يحيى حقى حملة لواء الأدب الساخر فى مصر فأهداهما كتابه « فكرة فابتسامة»: (إلى محمد عفيفى ومحمود السعدنى، لأنهما يحملان لواء الفكاهة فى بلدنا، ويشيعان الفرح فى قلوب أهله). رحل محمد عفيفى عام 1981بعد رحلة ممتدة أنتج فيها أدبا مائزا يهدف إلى التحايل على تأزمات...
نادر ندرة الإبداع، وندرة الابتسامة المشرقة على الشفاة المجروحة! فما الذي أصاب شعراءنا، حتى قاطعوا الشعر: الضاحك، أو: الباسم، أو: الساخر...، وخف نتاجه؟!.. .. أهو: جفاف في القريحة، و"نشاف" في العبقرية، وعدم خفة في الروح؟ .. أم: هي الحالة المضطربة التي يعيشها العالم من أقصاه إلى أقصاه؟ .. أم: هو...
تعتبر الفكاهة من المواضيع القريبة إلى النفس لا يخلو منها مجتمع ولا تستغني عنها حضارة، فمختلف الآداب احتفلت بما من شأنه أن يجعل الحياة ضاحكة وجديرة بأن تعاش، بعيدا عن أحزان الوجود وهاجس السفر الحتمي إلى ما لا رجوع منه فكان البحث عن الابتسامة شعارا يسعى إلى تحقيقه كلّ راغب في الاحتفال بالحياة...
أعاجيب ابن عبد الرحمن ثم رجع الحديث الى أعاجيب أبي عبد الرحمن: وكان أبو عبد الرحمن يعجب بالرؤوس ويحمدها ويصفها. وكان لا يأكل اللحم إلا يوم أضحى، أو من بقية أضحيته ، أو يكون في عرس أو دعوة أو سفرة. وكان سمى الرأس «عرسا» لما يجتمع فيه من الألوان الطيبة. وكان يسميه مرة «الجامع» ، ومرة «الكامل» ...
1 - ترجح الأضداد يقول ابن زيدون: (يا هل أتى من ظن بي، فظنونه ... شتى ترجح بينها الأضداد) وما أكثر ما تترجح الأضداد في الحياة، فيصعب تمييزها وتشتبه على الألمعي البارع، حتى ليصرخ شاعرنا (أبو العلاء) متبرماً بعجز الإنسان عن تعرف الصادق من الكاذب، والجاد من الهازل والغافل من المتغافل، والهادي من...

هذا الملف

نصوص
64
آخر تحديث
أعلى