** العدم يقترب كثيرا من ضيعتنا
يقفز مثل كنغر في السافانا
السنة الفائتة
قتل شجرة لوز معمرة
ضربتها صاعقة من إصطبله السماوي
وبرغم موتها التراجيدي
لم تزل تأخذ هيئة صليب
سابلة جناحيها المتفحمين
كل طائر يمر بمحاذاتها
يرسم علامة الصليب في الهواء
ويمضي.
****
العدم لم يترك أحدا في البيت
ابتلع قارب...
غير معني بسيرة الهدهد..
أو لون قبعة المسيح .
أو طعم سم الشوكران في إناء القس..
أعمل حلاقا عبثيا في ماخور .
يساعدني فهد على ركل الفراغ..
فتح النار على طيور الجسد..
هو ينقر فستق الساعات الحلوة.
وأنا أشذب آباط البغايا بأسناني..
ألتقط صورا سرية لميتافيزيقا الزبائن.
أطارد قططا تنط من فم المومس..
وفي...
أمام بيتنا البدائي
الوجود الأبله العبثي
الأحدب ذو العين الزجاجية يحرسنا
من السحرة الذين يطيرون في الظهيرة
يقتلون أرانب المتناقضات بالعصي
يحرسنا من فهود المخيلة الضارية
(وعلى كتفيه خفاشان)
في البداءة
كان أبي يعامله مثل أسير حرب
يعيره جزمته الطويلة
برنسه القطبي في الشتاء
مطريته المرصعة بالنوايا...
صرت بوابا في معبد..
أقشر الكلمات مثل الفستق..
أطعم حمامة جريحة
تئن فوق كتفي تمثال..
كان بوذا يبتسم بطلاقة..
-هل أنت بوذي ?
-أنا بستاني في حديقة اللاوعي..
-أشذب شجر الهواجس..
- أغني في الليل مع ملائكة لا تطير..
**************************
Gardener
Fathi Muhadub / Tunisia
From Arabic Dr...
رائحة حمامة ميتة.
رائحة الغياب الأزرق.
رائحة دموع النافذة
وهي تتلقى طعنات متتالية
من عيون القطط..
رائحة أصابع الأم المحترقة
على الشماعة القديمة..
رائحة ضوء الشمعة وهي مجرد أشلاء ..
مادة مدهشة لصنع إلاه
على مقاس المخيلة..
رائحة شرشف اليتيم الزنخة.
اليتيم الذي فقد مفاتيح النهار
في غابة الهامش...
عائدا من جزر الفلبين
بمخطوطات مملحة..
بجرار نبيذ من صنع عروس البحر..
حطب لتدفئة أسماء القتلى..
وفواكه جافة لإغراء حصان..
صليب لتهدئة أرواح المفقودين..
هاهو يتمطى تحت سرير الأرض..
بعد أن هشم بيت صلاح فائق..
واغتال تمثالا موهوبا..
كهنة وموسيقيي جنائز..
مراكب ملآى بمهربي قصائد..
مسلما مفاتيحه...
قد تجن دفعة واحدة..
تعوي مثل فكرة سيئة عن العالم..
أو تمزق ريش دموعك في حانة..
يرتادها نائمون على أطراف هواجسهم..
أو تقفز مثل كنغر على حبل المتناقضات..
أو تدوي مثل طائرة نفاثة..
قد يعضك قبر بأسنانه البارزة..
أو يحملك متصوف على ظهره باتجاه المخيلة...
(الأمس) وعل جريح في قبضة الهندي الأحمر...
إلى الشاعر الفلسطيني القدير الدكتور يوسف حنا.
** بعد اختفاء شجرة العائلة
انتهيت بواقا في مستشفى
أدعو جميع المرضى إلى حصتهم من المورفين
لاستدراج شياه ضريرة في النوم
لزجر النسر العالق في مضيق الخلايا
أدعو نيزكا صديقا لتغيير وجهته
وأخطط لاغتيال صحن طائر
يلعب النرد في بيت الأموات
في...
مثل غيري من المحاربين
أهرب من زئير قطار يركبه فاشيون جدد ..
أقزام من كوكب متعفن..
يطلقون سهاما ..قنابل يدوية..
حماما ميتا باتجاهي..
أعدو مثل نيزك يناديه عالم آثار في ربوة..
يهاتفني رسول في معتقل..
لا تيأس ..لا تقف.. لا تصمت..
أمتط حصانا ملطخا بالدم ..
يتكلم مع ظله برموز سومرية..
يغسل متناقضاته...
أنظروا جيدا..
أنا شجرة النهار الغريبة..
جذعي ضارب في الصيرورة..
وغصوني تنمو ببطء..
غير مبالية بزئير الهاوية..
تحط على رأسي بلابل من ذهب..
تشعل العالم بايقاع المحبة
كما لو أنها سرب متصوفة يترجمون
أسرار الغيبيات للعميان..
كتفاي مملوءتان بالفواكه..
ويداي مرفوعتان الى الشمس..
هكذا أقطع غابة يومي...
الرعاة يتقاسمون النجوم في القمة
وأنا الوحيد الذي يفرغ جيبه من الغيوم
ويملأه بغموض ريتا.
بضحكتها المليئة بالكستناء
أنا حزين يا ريتا
حزين جدا
لأن الذئاب إفترست شياه هواجسي
والرعاة عالقون في رؤوس الأشجار
لأن النهار مغمى عليه
العميان يضربون الشمس بالحجارة
بئرك يعج بالغربان والرهائن
وحدي يا ريتا
في...