- بمقدورك أن تصير بحيرة
يرتادها المشاؤون
ترشقها الشمس بالنسور والفواكه
وينام الهواء على سريرها
مثل مقاتل من الهنود الحمر..
-احمل نصوصك الحزينة على كتفيك
مضرجة برائحة الأعشاب والفهود
يتبعك المشاؤون على دراجات من الرمل.
وآذانهم تتدلى مثل آذان الفيلة
لالتقاط أسرار الطبيعة
دون أن ينتبه اللصوص إلى...
رغم خمسين ألف صلاة في جحر قروسطي.
والتحديق الليلي في وجه الله والملائكة.
ومناداة النجوم بأسماء حبيباتي اللواتي غرقن في أثباج النسيان.
رغم شيخوختي المبكرة.
وامتلاء عمودي الفقري بالسناجب الحمراء.
رغم ستين مشنقة ترصع قامتي المحدودبة.
ستون سنة من الوحل والهزيمة والجنون.
حيث يجرني اللاوعي من ذؤابة...
الحياة قصيرة جدا
مثل تنورة لاعبة التنس
يحملها البوذيون في عربة الإسعاف
إلى حصة يوغا.
بينما صديقي الدادائي
يمزق ضفائرها بأسنانه الصدئة
ومن دمها يصنع نبيذا فاخرا
لأشباح تزرب خلسة من نصوصه.
الحياة تطل من البلكونة
بينما العميان يتظاهرون
أسفل النص.
الشمس ضائعة في المحيط
الشماس يفرك غيمته في الكنيسة...
نصبت فخا
في حديقتي
واختفيت في براري النوم
في آخر الليل
أسمع طرقا متواصلا على شباك البيت
خفاشا يضرب الزجاج بجناحيه الملعونين.
فمه مكسو بدم نادر
ومن حديقتي
تتعالى نأمة غريبة
رأيت ملاكا من السماء السابعة
يتخبط في الفخ
مثل أخطبوط من البلاستك
له رائحة بق الفراش
وجناحان من القش
بعته إلى متصوف
غارق...
إرتعدت مفاصلي بعد ركلة مروعة من حوافر الشك الجامح كما لو أنه ثور مجنح يهشم أقفال الرأس بمرونة فائقة ويصب بنزين الأسئلة في قلعة الرأس المسيجة بأليغوريات معقدة ثم يضرم النار
في برديات الروح الهادئة.
لم أسلم من عضة النهار السامة المكرورة. حيث تتناسل خفافيش بشرية قرمة مهووسة برائحة الدم وشن روائح...
إلى ناجية
حاول طويلا ولم يفلح..
حاول اختلاس قوس قزح
من أعلى شرفة كتفي..
هذا الممل الذي يرن تحت جلدي
المغضن..
مثل أفعى مجلجلة..
هذا القناص الهابط من تلة الميتافيزيق..
هذا المتقمص دور العاصفة والطوفان..
مهرب الزلازل للجزر النائية..
لا يحلو له غير ايقاع الجنائز..
الأشد سخرية من لوقيانوس السميساطي...
- أين أنت؟
- داخل أحياز السيرك
- حيث النور والظلمة يلتهمان شطائر البيتزا.
حيث جموع السحرة يطاردون متناقضاتي
مثل كلاب سلوقية.
يخمشون كتف اللحظة الناعمة.
- حيث يدخل المروضون فهدا
في قفصي الصدري..
ليقاتل بدلا مني ستين تنينا
من العصور الوسطى.
ريثما تتفتح زهرات أعصابي
وتطير الهواجس مثل أضغاث فراشات...
النار
شقيقتي من الأب
لم تكن مثل البنات يحملن الجرار
ويغشين الينابيع..
يقلمن أظافر شهوتهن بإيقاع رعوي
ويتدافعن مثل سمكات من الذهب الخالص في أثباج الغمر
بينما هي معلولة بالريبة
ترطن بفحيح أفعى المامبا
لا تذهب إلى دار الأوبرا
لتصقل غريزتها البدائية
مثل جميع بنات الحي
لم تجد هذه الشقراء أحدا يصغي...
لم يعد الينبوع الى البيت..
لم أفسر للنافذة صرير مفاصلي..
لم يختلس فواكه مخيلتي
سنجاب أحمر ..
بل يد مسلحة بفأس
تقطع البراهين ..
والأغصان التي ترفع الضباب..
لم تفتح غزالة فمها لتهدئة الخواطر..
لم أستسلم لزئير الأضداد..
لن أكون رهينة في باخرة عمياء..
سأقاتل من أجل وطن الكلمات..
لن أناقض مرآتك...
- أعرف ناسا كثرا في مدن بعيدة..
ينامون في الهواء معلقين
مثل نجوم ثاقبة وفي النهار يتبخرون..
أزورهم في النوم بمنطاد خارق..
أصطحب تمثالا خسر يده
بعضة تمساح..
خيميائيا يطبخ رموزا وإشارات
في إناء هلامي..
حصانا ضحوكا أهديه إلى أرملة
تنتظرني في أرجوحة سماوية..
نتبادل كتبا وهدايا فاخرة..
لا نهبط...
أرجوك لا تمت يا أبي
أجل موتك يا أبي..
اسقنا من دموع عينيك الكابيتين
واحمنا بأجنحة قصائدك الوريفة..
بلسم جروحنا بنعناعة صوتك
يا أبي..
احمنا بايقاع قدميك المتلعثمتين..
الذئاب أمام البيت
في انتظارنا..
عربة الأموات في انتظار يوسف الصغير..
الذي لم يصح منذ رحيل الأم..
التي فرت الى المقبرة
بسرعة نيزك...
هكذا قالت لي المتنبئة العجوز
بلكنة متوترة للغاية :
قريبا ستمسي خفاشا قرما
ستلعب النرد مع بنات نعش
سيختفي النهار من ألبومك الشخصي
سيشك الموسيقيون في علل الضوء
وتمدحك الأشجار في الليل
مثل دراج أسطوري يتطوح في الهواء.
كازاموتز ملعون ومتآمر عليه
تلاحقه أرواح شريرة من مرتفعات جبال المايا
إوز الذكريات...
كلما سمعنا صرير الكراسي
قلنا الأشجار تنادي بعضها بعضا
حذار ثمة حطاب بجوار الغابة
ليكن برق رعد مطر
ليتطاير فأس الحطاب
مثل ريشة في الهواء.
كلما سمعنا جلجلة في الكنيسة
قلنا يسوع يوزع الخبز والنبيذ
على المفلوكين.
قلنا الشمس تشرب الموسيقى
تقترب كثيرا من قائد الأوركسترا
مثل راهبة من القرون الوسطى
كلما...
أعترف أيها الرب..
لك وحدك دون وساطة قس ..
أو الفناء المطلق في أيقونة العذراء..
بأسرار دمويتي منذ خروجي من بيضة العدم..
مرفودا بزعيق قردة الغوريلا..
بعيون تاجر ممنوعات خطير..
وابتسامة ماكرة تشبه إبتسامة شجرة اللوز في آذار..
وجناحي نسر ملكي..
أعترف بقتلي الأرنب المذعور
الذي فر من عمودي الفقري...