*** بعد طرد المسلمات من حديقة رأسي .
مثل لصوص دغمائيين.
بعد طرد السماء من شرفتي.
طرد الفلاسفة من شقتي حاملين جرارا مملوءة بسم الشوكران.
طرد ستين سنة من الرماد والنباح الليلي.
طرد الحطابين من جزر المعنى.
بعد هبوب فرس المخيلة في المرآة
بعد سقوط الظل في شرك اليوطوبيا.
سأفتض بكارتك أيها الموت.
أنزع...
** حين تختفي أشياء مهمة جدا.
الأزهار المغرورقة بالدموع
في حديقة جارنا المسن.
الحقيقة في مفاصل المدخنة.
الموسيقي في مرتفعات النص.
المسيح في ألبوم الأسقف.
عندئذ يجيء الفراغ مثل فهد أزرق.
تتبعه ستون سنة من العذاب الخالص.
جوقة من زيزان العائلة المنقرضة.
أطفال لم يولدوا بعد.
يخمشون...
يكفي أن ترمي صنارة في مرآة..
حتى تتخبط سمكة المخيلة
وتعض كاحلك موجة مهاجرة..
يكفي أن تبني علاقات مع أرواح شريرة..
حتى تتحول أصابعك إلى مخالب..
يكفي أن تسرد حرائق الغابة
حتى تندلع مفاصل الباب
بعواء موجع..
يكفي أن تشغل مصباحك الكلاسيكي..
حتى تفر خفافيش مجلجلة
من معطفك الشتوي..
يكفي أن تهبط إلى...
** كنت سأولد ذئبا محترما وأنيقا.
يبشر القطعان بأيات الكتاب المقدس..
تطفر الدموع من عنقه المظلم..
ثم يستدرج ضحاياه آخر المساء
إلى وجاره المليء بكتب اللاهوت..
وبقايا عظام الحملان ..
لكن الغابة تضرعت إلى الله
بأن يبدل فكرته ..
ويدع العالم هادئا خاليا من شروري اليومية..
كنت سأولد رخا بأجنحة عملاقة...
** لم يصدقني أحد.
حين قلت : إن الشمس شقيقتي الصغرى.
فرت من معتقل الوشق الأحمر.
والتصقت بالسماء.
***
لم يصدقني أحد .
حين قلت : إني انتحرت منذ عشرين سنة.
لما صعدت بحبل مخيلتي الطويل برج كنيسة مهجورة.
وألقيت نفسي في الهاوية.
كان علي أن أشق جيب معدتي مثل ساموراي شريف.
يومها إختفت أمي في براري ألف...
إلى روح زوجتي ج. ب.
** بعد موتها العبثي
صرت أنا وإبني نضحك كثيرا
وكلما طرق الباب بنعومة
تسبقنا عيوننا على عكاكيز المخيلة
نضحك كثيرا
عندما نفتح الباب ونكتشف وجها آخر.
نقول ربما ستأتي غدا
أو بعد غد.
ثم نصغي لعبور قطيع من الذكريات الموحشة.
نضحك نضحك طويلا
ثم نحدق في ريش الفراغ المتناثر فوق...
لم يصدقني أحد
حين قلت :
في العتمة أطلق فهد السرد الأزرق.
ليقطع شحمة أذن الريح.
ليجلب الفرائس والدرر.
ليضيء الينابيع في الأفق.
وتصير الأجمة ملكي الذي لا يزول.
***
لم يصدقني أحد.
حين قلت : البراق الذي وهبنيه الله
سقط في التجربة الأولى.
لما إقتربت كثيرا خدعتني السماء.
وفي المغارة إكتشفت...
- على صدري صخرة سيزيف..
طيور تأكل من رأسي..
دب النهار يلوح لي
هابطا في منطاد باتجاهي..
إخوة يوسف فروا إلى جهة غامضة..
مخلفين ندوبا وكدمات زرقاء
في تضاعيف روحي..
البئر آهلة بزئير الأسلاف..
وعلى حافتها أحصنة نافقة..
دب النهار يقترب
مسلحا بمسدس يتبعه جيش
من المتناقضات..
وجوه قذرة وسامة جدا...
شربوا الديك الأشقر.
واكتفوا بطنين الأصابع
لإلهاء القباطنة.
كان الأفق قريبا جدا.
طويلا مثل إلاه في ملهى ليلي..
يجر غيمة من البازلت.
وحدهم العميان يبصرن ذلك.
بيتي يصوب خريفا قاتما من الزفرات.
وتطيل أظافرها الأشباح فوق سريري.
ولأن النوافذ لا تبكي في النهار.
ولأن المصباح شجرة لوز مأهولة بالزبرجد...
لم أعثر على مفتاح
في جيب (يونغ)
لأفتح قلعة رأسي
المليئة بالفهود
والمهرجين .
***
ثمة طرق متزايد
على شباك رأسي
أظن ذاك الملعون سيزيف
هشم مصابيح الحانة
جاء ليسترد صخرته
النائمة على حدبة ظهري
منذ زفرتين ونيف .
***
لم أجد شيئا في خزانة (أنكيدو)
لم أجد عشبة الخلود..
لم أجد ألبومه الشخصي..
صورته...