عبدالرحمن مقلد

وناولَنِي الناسُ من خبزِ مصرَ طعمتُ وكان النبي ورائيَ يرفعُ سبابةً وأشار إلى القاهرةْ وفاطمُ تستقبلُ الركبَ بالبُرَدِ الخُضْرِ ترفوُ عمَامتَه وتغني له لينامَ وينسى ويا ليتهم تركونِي هنالكَ أعبثُ في ذقنِ جَدي أصعدُ والحسنُ بن عليِّ على ظهرِه في الصلاةِ فيضحكُ، يرفعُني فوق عاتِقه، فأرى الحشدَ في...
كنتُ وحيدًا أسندُ ألفَ المَدِّ وأرفو الغَامِضَ والملْتَبِسَ وكان الظالمُ يَمْضِي والمظلومُ يَئنُّ وكان العالمُ يغلقُ نصفَ العينِ وأنا بستانيُّ اللغةِ المولعُ بالتَنْقِيطِ ووضعِ فواصلَ أختلسُ الوقتَ لأزرعَ بضعَ ورودٍ وشجيراتٍ تَصنعُ ظلًا وأنا أرتقُ ثوبَ فتاةٍ كان اللصُّ على الشُبَاكِ...
إلى الفنان عبد الرازق عكاشة ...... على مقهى في «سان ميشيل» انتظرَ العربيُّ المجدَ ولم يأتِ انتظرَ مرورَ قوافيه ولم يمنحه الحظُّ قصيدةْ انتحب نظيرَ نشيدٍ لو حتى مبتورٍ يتركُه ذكرى في باريس لا شعرٌ للعربيِّ هنا في الحي اللاتينيِّ الليلة يلتمسُ الغوثَ ولا يسعفه جنيٌّ التمس شرابًا آخر رأسُ العربي...
ليستْ ملهاةً تلك الحربُ تدقُ تدقُ.. على الدقات يَهيِجُ الدَّم ورقصةُ سالومي كبرى تبدأُ والرقصةُ فوقَ الأطلالِ الخربةِ بين الجُثثِ المُتآكلةِ على شرفِ الغربانِ السُودِ وشيخُ الحالةِ يبصقُ فوقَ النارِ ليندلعَ الطوفانُ الدمويُّ المحمومُ وتأتي الهدنةُ.. يهدأُ هذيانُ اللحظةِ تبدأُ رقصةُ رجلٍ...
من منا لا يبتلع لسانًا يَلْهَبُ مثل الثعبانِ الناريِّ يدفعه في داخله يسكنه جوفًا محمومًا من لدغاتٍ وسمومٍ - يفعل ذلك مضطرًا مرات في اليوم - من منا من لا تصبح رئتاه السكنى لأفاعٍ وعقارب ولصوص وصراخٍ وأناشيد .. أن تحمل جوفًا مكتومًا ومخيطًا بالصمت وتمشي بين رموزٍ وطلاسمَ تفهم بعضًا وتخيب...
- يا الله - احملني فوقَ حِمَارةِ عمّي درويش واتركها تلجُ اليومَ الآخرَ لا تنساني في الظلماتِ وحيدًا مخذولًا هرب النومُ وترك على عينيّ أرامِلَه وأنا جَدُّ قصيرٌ ليس تطاولُ قدمَاي ولستُ الأمهرَ بين الفتيةِ حتى أقفزَ دون يديْن إلَهَيْن على البرذعةِ أعِرْنِي في ليلِي مِقْلاعًا علّي أخلعُ من...
اركضْ .. اركضْ .. وكأن العالمَ يزحفُ خلفَك وكأن الدنيا واسعةٌ وفضاءَ الزنزانة أرحبُ مما ظنوا .. ذاك نفيرُ الخَيْلِ.. وتلك الأرضُ الخضراءُ تلوحُ ورجعُ صدى يرتدُ وتلك عيونٌ زرقٌ وأيادٍ تمتدُ فلا تخْذلها .. اركضْ وكأنك ممسوسٌ بالريحِ وقلبُك تحملُه قطعانٌ شاردةٌ يتناوَشُها الوَحْشُ كأنك...
إلى رفاق السنوات القاحلة تحملت رئتاي‮ ‬ آلاف الأطنان من الأتربة‮ ..‬ بعراجيني البالية‮ ‬ كنست مئات الأمتار‮ ‬ من الفضاءات الإلكترونية‮ ‬ حرثت الحلفا‮ ‬ وأقمت علي المقبرة،‮ ‬السياجَ، ورويت من الدم الملوّثِ‮ ‬الحقلَ‮ ‬ فلم يبق إلا النبتُ‮ ‬الغريبُ‮..‬ هذه الأرض اليباب‮ ..‬ الهياكل الممسوخة...
لن أتأخر يا ماريا فانتظريني خلف الباب - على عادتك - وصيحي فرحاً إن الحلوى تملأ جيبي صيحي كي يستيقظ قلبي وكي يتساقط ما يتعلق فيه وما تلحقه من أشباحٍ لم ينصرفوا بعد.. وكي يتوقفَ ما يتتابع في عيني من الأنباءِ وما يرسله البث ويعدو خلفي.. خذي بيدي كأنى أصعد حتى الشرفة حتى أدرك أني خلف الباب هنا في...
اركض .. اركض .. وكأن العالم يزحف خلفك وكأن الدنيا واسعةٌ وفضاءَ الزنزانة أرحبُ مما ظنوا .. ذاك نفيرُ الخيلِ.. وتلك الأرض الخضراءُ تلوحُ ورجعُ صدى يرتدُ وتلك عيون زرق وأيادٍ تمتدُ فلا تخذلها .. اركض وكأنك ممسوس بالريحِ وقلبك تحمله قطعانٌ شاردةٌ يتناوشها الوحش كأنك تحتاجُ مسارعة القدرِ وتمزيق...
نعستُ وشاهدتُ سربَ أيائلَ يسبقنُي في المنامِ بساطٌ من الريح يحملني للمدينةِ ثم رماني إلى صدرِ جدي وأولغتُ فيه رأيت بكاءَ محمدَ تجري دموعُ الرسولِ على لحيتي وجريْتُ إلى فاطمةْ وكان أبي لا يزالُ يصلي طعيناً بحد ابن مُلْجَم في الكوفةِ كان مثلي ثمانون يلقون نفس مصيري في كربلاء وجسمي هنالك كان على...
اتركي فارسًا جامحًا يكبح الفرس يأكل البتلات يلهم التويجةَ وبعدها انفذي في المكان باركي المنضدة باركي مقعداً مقعداً داعبي الكوميدينو راقصي الشوفنير رتبي التسريحة اتركي قبلة على الزجاج اطبعي بيديك المرايا خبئي قطعة حميمة في الدولاب قبل أن تكملي دورك قبل أن ترحلي في الصباح دون أن ينتهي ليلنا لا...
يدٌ مثل تلك التي لوَّحَتْ من بعيدٍ وراء الجدارِ وقالت لك الآنَ فِرْ إذا كان جسمُك ملقى هناك فهات يديكَ ووزعْ على صَاحِبِ السجْنِ ما يتبقى من الانتظار يدٌ تدفعُ البابَ تظهرُ مثل السرابِ تلوُحُ فتهرُبُ تتعبُ تجلسُ ثم تَلُوحُ وتلعبُ في إثْرها كالفراشةِ في لعنةِ الضَوءِ والافتِتانِ أين تلك اليدُ...
يمضي عجوزٌ يبيعُ الجيلاتي على ضوءِ هذا المسارِ كذلك ينفذُ من عينِ نارٍ يريدُ الكثير من الحظّ كي لا يكون الطريقُ كبيرًا على الزادِ فيضًا من الدعواتِ لينهي بضاعته ويعود ولا يتخثر منه الحليب ولا تتبخرُ ألواح ثلجٍ ولا تَعْطنُ الفاكهةْ يريد رئاتِ على رئتيه ليلمس كل هواء ويسعى ليقبض من قبس النار ما...
(أفغانية تجمدت على الحدود بين إيران وتركيا..) ليس الموت - تقول السيدة الميتة - أن أتجمد فوق الثلج الموت عيون صغاري وهي تترجى والأسنان وهي تصطك هلاكي ألا يجد صغاري الدفء الآن .. دفئًا ورغيفًا وحليبًا تهذي المرأة هب يا رب صغاري هذا وأذقني موتًا أكبر ولأتعذب وليتثلج قلبي فوق الأرض القاسية وراء...

هذا الملف

نصوص
66
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى