تتثاءبُ الدقاتُ ماذا تفعلُ
الساعاتُ بعدَ النومِ تجتازُ العقاربُ
شهوةَ الصمتِ الذي ابتلعَ الهدوءَ
لكلِّ شيء في الحياةِ علاقةٌ بالنومِ
هذا الجائعِ المخبوءِ في وجعِ الوسائدِ
بين أغطيةِ المساءِ ورغبةِ الأجفانِ
في توسيعِ معنى الاتفاقِ مع المتاحِ
من الوجودِ وبعدَ أن نغفو ونتركَ
كلَّ شيءٍ نعرفُ الفرقَ...
الحبُّ توزيعُ المقامِ على
أماكنِ عزفِهِ ما كلُّ مَنْ وزَنَ المسافةَ
عازفٌ كالحربِ ليستْ بالجنودِ وبالعتادِ
الأمرُ أكبرُ مما قد نراهُ
حبيبتي كم مرةً مَشَّطتِ شَعْرَكِ
أو تمعنتِ العشيةَ في قوامكِ كيف
أصبحَ مغريًا ما عاد يعجبُكِ الذي
قد كانَ عاديّاً وحتى القهوةُ اختلَفَتْ
أنا هذا الصباحُ تغيَّبَ...
كم مرةً سأقولُ إنَّ الصوتَ
صوتُكِ ليس بندولًا يؤرجحُ نفسَهُ
بين النهاية والنهايةِ
ليسَ نبضَ الرأسِ بعد سماعِ
تفتيتِ الشظايا للجدارِ
وليسَ خَدْشَ فراشةٍ للَّوْنِ
في تفاحةٍ حمراءَ
يبقى الصوتُ صوتَكِ
قشرُ هذا اللوزِ حين يجفُّ
في الشمسِ الشهيةِ والزرازيرُِ
السريعةُ نحوَ كرمِ التوتِ أشرعةٌ
يحركُها...
ما أجملَ الدنيا وأقسى ما
تعرضنا لهُ ما أجملَ الأحلامَ لكنْ
كلما احتجنا هدوءًا تأخذُ
الحربُ الكلامَ وتختفي منا ملامحُنا
الأخيرةُ كم أحبُّكِ غير أنَّ الوقتَ
ينخرُ في المسافةِ ثم يأتي البحرُ
يملأُ ملحُهُ حلقَ المدينةِ بالهواءِ وكلما
فكرتُ فيكِ تصيرُ نافذتي بنفسجةً
وأصبحُ جاهزًا للنومِ إنْ شئتِ...
ما أطولَ الجملَ التي ليستْ
تفيدُ ولا التي لا تُنتَظرْ
كم سيءٌ هذا التعلقُ بالذي قد
راحَ مأساةُ الحياةِ الإعتقادُ بأنَّ
شيئًا ما سيأتي من رفاتِ الغائبينَ
وهكذا سنظلُّ حراسًا لمن تركوا لنا
ما ليس يُتْرَكُ كم بعيدٌ كم مُمِلٌّ
أنْ أقومَ لفتحِ بابٍ مقفلٍ أو أُشعلَ
الأنوارَ أنهضَ كي أرى نفسي قليلًا...
فقطِ اغمضي عينيكِ
هذا العِطْرُ ينفذُ في مسامِكِ
يُربِكُ العينينِ أو مجرى الهواءِ وخفقةَ
الرئتينِ كلُّ أماكنِ الشهواتِ تنفعُ أنْ
تكونَ تورطاتٍ للمزيدِ من التشابكِ
في حواراتٍ تُطيلُ العِشقَ هذا العِطْرُ
ليس ضحيةً بل نحنُ نجبُنُ حينَ
نفقدُ وعيَنا ونغيبُ في ترفِ التساوقِ
معْ رغائبَ لا تساومُ لا...
في الليلِ أينَ مدينتي في الليلِ
أفتحُ عندها البابَ المؤدي للرصيفِ
فلا أرى غيري وظلي والمصابيحَ
الثقيلةَ في الشوارعِ
كيف تحتملُ المدينةُ عبءَ كلِّ
النائمينَ وهم يفيقونَ اضطرارًا
كيف تجمعهمْ كصيصانِ الحظيرةِ
حولَ صحنِ القمحِ تحصيهم بلا أسماءَ
تعرفهم بسيماهمْ ورائحةِ السجائرِ
لا تفكرُ في ترددهمْ...