لم أعترفْ إلا بما آمنتُ بهْ
كلُّ الذينَ تبوَّأوا آثامنا قالوا كلاماً
ليسَ يقنعنا ولا يُفْهَمْ
وآلهةُ المدينةِ يذنبونَ كما الرعيةُ
يشبعونَ من النساءِ ويهبطونَ إلى القرى
ليعاقروا أشياخها خمرَاً ونشوى
يكتبونَ شرائعَ الحكمِ الرشيدِ وهم عرايا
أمرهم نجوى لذا قد بانَ في سوءاتهمْ
ما كان من نياتِهمْ...
من أنتِ بعدَ السادسةْ
نَثْرُ الحروفِ لمفرداتِكِ كم يثيرُ حفيظةَ
اللغةِ العجيبةِ أنتِ فاتحةُ التعاويذِ التي
هربت أخيراً من ضجيجِ ظنوننا
و لربما قدرُ المسافةِ تائهونَ على الطريقِ
و غائبونَ عن الشعورِ و عاشقٌ مثلي
لكيلا يشعرَ الناجونَ دوماً بالفرحْ
لا ينبغي تطمينهمْ
كم ينبغي فتحُ الصناديقِ...
(١)
يبدو لنا الطرفُ البعيدُ من الحياةِ مناسبًا لا بدَّ أنْ نبقى كما يحتاجنا هذا الغرامُ وما المناسبُ لي وهذا القلبُ مُتَّهَمٌ بتضليلِ الفراشةِ لم أكنْ متوقعًا هذا الهوى وغرقتُ فيكِ وهكذا انتبهتْ جوارحُنا لمعنى أن ننامَ بلا حراكٍ أو نفيقَ بلا اعترافٍ إنها لحظاتُ حب واحدةْ.
(٢)
غُرَفُ الملوكِ...
أنا الفاني ترابٌ في الهواءِ يسدُّ حلقيَ
لا مفرَّ من الترابِ الآنَ غائرةٌ قوائمُ
خيلِنا في الرملِ يسحبُها عميقاً مثلما
ابتلعَ المدائنَ و الكهوفَ الرملُ أرواحٌ
تقاتلُ تقرأُ الخطواتِ في أقدامِ من تاهوا
و مَنْ هلكوا و تعرفُ أنَّ للأوقاتِ ناموساً يرتبها
و في العرقِ المُصبَّبِ فوقَها جُمَلٌ بأكملها
من...
كازابلانكا مكانٌ لستُ أعرفُ
لم أزرْهُ وكان قلبي وقتها متصدِّعًا مما
سمعتُ من القذائفِ فوقَ قريتِنا المتاحةِ
للفتوحاتِ الصغيرةِ وانتصاراتٍ من الوهمِ
الملونِ فوقَ أسوارِ البيوتِ وما تبقى من بناياتٍ
تهاوى بعضها ليلًا
كازابلانكا البعيدةُ أضمرتْ في قلبها
حبَّا ونارًا أقنعتني أنني متورطٌ في فهمِ ما...
(١)
فوضاكَ أم عبثُ الخيالِ تجاذباتٌ غير هادئةٍ لآخرِ ساعةٍ في النومِ ثمَّ أنا أحبكَ ما الذي يجري على دربِ المجرةِ بين رأسي والوسادةِ ما العلاقةُ بين أولِ قُبْلةٍ وضجيجِ قلبي إنها فُرصُ البقاءِ بدونِ أن تهتزَّ رائحةُ العناقِ كما تدينُ تُدانُ أيضًا في المسافةِ بين وشوشةٍ وأطرافِ الشفاهْ.
(٢)...
الناسُ موتى والحياةُ كما ترى
والأرضُ منها قد أتينا ثمَّ فيها ننتهي
ماذا أضيفُ هنا النهايةُ والبدايةُ
لا كلامَ تعالَ نهبطُ من هنا حتمًا سنعرفُ
أين كنا قبل هذا يا رفيقي في الحضور
وفي الغيابِ اللولبيِّ كما ترى
دعنا نحاولُ ليس ينفعُ أن نموتَ بلا مقابلَ
تحت هذا الرملِ
أسماءُ الينابيعِ التي روتِ...
(١)
لا ينبغي تبريرُ قلبِكَ كلُّ آثامِ الحياةِ من البدايةِ فكرةٌ كلُّ الأغاني لن تعيدَ الحبَّ لن تكفي لخيباتِ الرسائلِ ما تعلَّقْنا بهِ جزءٌ بسيطٌ من شعورٍ بالرضا أنَّا أخيرًا لا نخافُ ولا نفكرُ مرتينِ هي الحياةُ من البدايةِ لحظةٌ نَبْضٌ يَعُدُّ عليكَ ساعاتِ الفرحْ
(٢)
كيف اقتربتُ من الحقيقةِ...
الصافراتُ الآنَ تأتي من وراءِ
مزارعِ القطنِ البعيدةِ في بلادِ
الماءِ والشمسِ التي لم تنتبهْ
للبوصِ وهو يجفُّ كان الطيرُ أجملَ
حين كنتُ بدونِ أمزجةٍ وكنا
مؤمنين بأننا لا نستحقُّ سوى القيامةِ
وهي تفتحُ سلمَ الغيمِ الطويلَ إلى
الفراديسِ العليَّةِ
حاديَ الروحِ انتظرْ
ماذا عليكَ لو انتظرتَ فقد تركتُ...
ما لم نقُلْهُ وقاله الناسكْ
شعر: علاء نعيم الغول
قد لا نكونُ هنا ولا حتى هناكَ
ولا أرى ظلي ولكنْ بين نهديكِ
الطريقُ أنا الضليلُ هداي حَصْدُكِ عاريًا
أمشي وشمعتي المضيئةُ نَزَّ من
جدرانِها ماءٌ سخينٌ قد تجمَّعَ في
حياضِ الشوقِ في شبقِ المساماتِ
الصغيرةِ إنه ماءُ الفضيلةِ والخطيئةِ
يشعلُ الروحَ...
قالتْ وما قالتْ
أنا لكَ أيها الماءُ الجريءُ
وأيها الرغويُّ والساعي على
جسدِ الغوايةِ فاتحًا وجعَ التشقُّقِ
في جلودٍ لا تَمَسُّ ولا تُمَسُّ لكَ
ارتخيتُ وما اقترفتُ سوى اشتهاءاتي
وما ظنِّي بنفسي غير أني أُشْتَهَى
وتدافعتْ نحوي حشودُ تخيلاتي
من جهاتٍ بلَّلَتْني باتهماتٍ من العطشِ
الطويلِ وفارَقَتني...