أنا وأنتِ
محاولاتٌ للتفككِ والتخلصِ
من متاهاتِ القطيعِ هو التحررُ
يا حبيبتي البعيدةَ والنجاةُ من الذين
يرتبون لنا بلادًا من سجونٍ يطعمون
صغارَنا منا لينقلبوا علينا بعدها
تبعيةٌ مفتوحةٌ بتنازلاتٍ أربكتْ أحلامنا
في كل يومٍ رغبةٌ معدومةٌ وملاحقاتٌ
للضميرِ ونزهةٌىفي الروحِ يفسدها
الشعورُ بأننا...
أنا وأنتِ
هوايةُ النظرِ الطويلِ
إلى للمحطةِ تجلبُ الأحلامَ
تخدعنا المقاعدُ لا تقولُ لم الذين
استعجلوا تركوا الحقائبَ تحتها
ما أغربَ الوعيَ النقيَّ وأغربَ الأسوارَ
وهي تطوقُ الأرواحَ تقتطعُ الهواءَ
من الصدورِ وتمنعُ الأضواءَ من كشفِ
المصيرِ كم الندى لا ينبغي تغليفهُ بالملحِ
كم من مرةٍ طارتْ...
أنا وأنتِ
هي الطريقُ لمن يسيرُ
هي الفرارُ من الملاحقةِ التي
تؤذي ولا تجدي مسافاتٌ سواحلُ
غير ناعمةٍ بلادٌ من وراءِ النارِ والبارودِ
أحلامٌ مناسبةٌ بما لا ينتهي من مغرياتٍ
والتساؤلِ والهروبُ إليكِ أولُ موجباتِ
الحبِّ تغطيةٌ لما قد صارَ قبل سويعةٍ
والشهرِ قبل اليومِ والنعناعِ
ما من فترةٍ للحبِّ ما...
أنا وأنتِ
أمامنا دربٌ من الحناءِ
آخره طريقُ الكستناءِ أمامنا
وقتٌ طويلٌ كي نفرقَ بين طعمِ
الخوخِ والنارينجِ بين بقائنا
في البيتِ واستقبالِ موجاتِ
السنونو وهي تظهرُ من بعيدٍ في
السماءِ كغيم تشرين العفيِّ
أمامنا كوخٌ لنقضي فيه ليلاتِ
الشتاءِ على سراجٍ خافتٍ أو شعلةٍ
خشبيةٍ في الموقدِ الغافي على...
وصايا العصافير
شعر: علاء نعيم الغول
أنا وأنتِ
تجمعت فينا الوصايا والعهودُ
تمزقت فينا كتاباتٌ تعودُ لمن أساؤوا
الجمعَ بين علاقةٍ ذهبت وأخرى
لا تزالُ فتيَّةً ما زال وقتٌ بيننا لنزيحَ
هذا الغيمَ عن كتف السماءِ فقد صمدنا
كل هذا الوقتِ سعيًا خلفَ ما فتحَ السرابُ
من احتياجاتٍ مضللةٍ سعينا ممسكَيْنِ...
أنا وأنتِ
صراحةً قلنا الكثيرَ
تبعثرت خطواتُنا في الرملِ
كان الرملُ أكثرَ قبل هذا الصيفِ
كم قلنا عن الحبِّ الكثيرَ
ولم نقلْ إنا اكتفينا من مدينتنا
ولا من رشفةِ الشهدِ التي بين الشفاهِ
ولا نزالُ نسيرُ مقتنعينَ بالفرحِ الذي نلناه
بالصخبِ الذي فتحَ النقيضَ لنعرفَ
الباقي من الأشياءِ كيف تكونُ
ما زالت...
أنا وأنتِ
وإنها ثغراتُ هذا اليومِ
لا تُبقي لنا إلا الذي لا بدَّ منه
أنا وأنتِ ولافتاتٌ في طريقٍ ليس
في بلدٍ لنا ولنا خياراتٌ بحجمِ يديكِ
بين يديَّ والأمنُ الذي نحتاجهُ ليس
اتهامًا للحياةِ ولا سباقًا نفقدُ التركيزَ فيهِ
أنا وأنتِ و وردتانِ على يمين الفلِّ
حمراوان ترتفعانِ فوق الحوضِ
تنتهزان فرصةَ...
فوضى ويأتي الحبُّ من قلقٍ
وتأتي رغبتي في العيشِ من أشياءَ
تجعلني بسيطًا دائمًا متوقعًا وقتا
يضافُ لما أفكرُ فيه ما زلنا نفتش
عن سواحلَ نستقرَّ هناك تأخذنا إليها
ربما في بقعةٍ منسيةٍ نختارُ أنسبَ ما
نريدُ لربما في العمرِ متسعٌ لتأمينِ المسافةِ
بين رائحةِ الطريقِ ونافذاتِ العشقِ
يا قلبي لدينا...
محاولات
شعر: علاء نعيم الغول
وأنتَ مقدرٌ لكَ أن تموتَ كما يموتُ
الآخرون وليس يُستثنى أحدْ
ومقدرٌ للقلبِ ما يهواهُ في زمنٍ
وأمكنةٍ وليس لنا خيارٌ في الذي
جئنا له ولنا المزيدُ من القلقْ
ونظلُ ننتظرُ الإجابةَ والهدوءَ وليس
فينا أن نعاتبَ مطلعَ الشمسِ اللطيفَ
ولا المغيبَ المُستَحَبْ
ما زال فينا ما...
محاباة
شعر: علاء نعيم الغول
ويخبو القلبُ
تنحرفُ الحقيقةُ
لا تصدقْ كل ما ترويهِ
أوراقُ الخريفِ ولا تلاحقْ
من تعمدَ تركَ بابكَ
لا مجالَ لأنْ أظلَّ معلقًا
بين احتراقي فجأةً ورضا الذين
يغيرون جلودهم
لكَ أن تحبَّ وأن تموتَ لك الخياراتُ
التي تؤذيكَ لم تنفعْ محاباةُ النوارسِ
لي فما زالتْ عيون البحرِ...
كنا وما زلنا قلوبًا تحترقْ
كنا وما زالت لنا أحلامُنا
كنا ولا نخشى من الأوقاتِ أسوأها
فلا الأيامُ كافيةٌ ولا صوتُ الفراغِ
يطمئنُ النفسَ النقيةَ
لا أزالُ على يقينٍ أننا بسطاءُ
ننحتُ في مرايانا طريقًا صاعدًا
نحو الغروبِ مسافةً فضيةً بين
الشروقِ ومولدِ النوارِ
ما زلنا نؤجلُ كلَّ حبٍّ هكذا تتوقفُ...
أهل الغدير
شعر: علاء نعيم الغول
لا تفكرْ في الإساءة مرتينِ
فقط توقعْ أن تمرَّ الشمسُ عن
سطحِ المدينةِ خمسَ مراتٍ
تخيلْ أن تطيرَ إلى مصبٍّ تحته
نهرٌ لتعرفَ كيف تختنقُ الطيورُ
من الرذاذِ وكيف تخضرُّ المسافةُ
بين سفحٍ ما وخيماتٍ تصير بُعيدَ
أيامٍ قرى من متعبين وغائبين
حبيبتي هيا نغادر من هنا فهناك...
تخفي محاجرُنا الهوى
شوقًا ونظراتٍ دموعًا حين
تجري في روافدَ من حنينٍ ليس
يمنعها الحياءُ وليس يوقفها
التمسكُ بالمكانِ فقط هنا أنتِ
التي أوليتُها حبي لأني دائمُ
الترحالِ في نفسي وفي معنى
التعلقِ بالليالي الدافئاتِ أراكِ
حين تقشرينَ البرتقالةَ ثم تشهقُ
رغبةُ التوتِ الغنيةُ بالتوددِ كيف
لا أزادُ...
بدائيون وأنبياء
شعر: علاء نعيم الغول
ومن الحياةِ إلى الحياةِ
طريقنا مبسوطةٌ منذ البدايةِ
كلها حفرٌ ردمناها وأخرى لا تزال
مليئةً بالماءِ لا نحطاطُ دوما بل نغامرُ
جاهزين لأن نكون هنا ضحايا
أو هناك مضرجين بما تبقى من
دماءٍ فوق رملٍ ما وعند بنايةٍ أو مدخلِ
الحي الأخيرِ وكم تجاوزنا حقيقةَ
أننا بسطاءُ...