علاء نعيم الغول

بين الشتاءِ وبين هذا القلبِ رائحةُ المنافي والبيوتِ وغربةُ الطرقاتِ في طعم السفرجلِ واحمرارِ الكستناءِ وخلف نافذتي ينام الليلُ مكتفيا بما في السرو من بللٍ وذاكرةٍ تساوي الدفءَ في البرد العنيدِ أمام مدفأةٍ من الخشبِ القديم وقيلَ للَّيمونِ رائحةٌ تعيد الجمرَ مراتٍ لما كانت عليه النارُ ثم...
وظلَّ يجري بالصناديقِ التي حوتِ الرسائلَ كان لونُ النهرِ أصباغًا وحبرًا جائعًا للماءِ كم نزفَ الذين تعلقوا بالحبِّ أوراقًا وراياتٍ على وجهِ الضميرِ وقبل لحظاتٍ أزلنا ما علينا من خيوطٍ وانغمسنا في رحيقٍ من شغفْ ما كان ينفعنا السكوتُ ولا انتظرنا أنْ يباغتنا الذي كم أربكَ اللذاتِ أنتِ جميلةٌ...
في أول النهرِ الرحيقُ وآخرُ النهرِ الرحيلُ وبين صندوقٍ وقلبِ حبيبتي وعدٌ وأوراقٌ وطوقٌ من غيومٍ والزبرجدِ كيف ألقتهُ السماءُ هناكَ كيف تجرأَ الليلُ الغريبُ على المسافةِ بين قلبينا وصرنا نستحثُّ الحبَّ كي يلقي بنا صيفًا على ضفاتِهِ وتساقطَ الصدَفُ النقيُّ على رمالٍ جرَّبتْ طعمَ الهواءِ وبين...
على ذمةِ النهر شعر: علاء نعيم الغول في النهرِ كانت تستحمُّ ومن بعيدٍ تلمعُ الحناءُ تلمعُ في ثنايا شعرها بل كان لونُ النهرِ يشبهها بريئًا من تجاعيدِ الهواءِ على الخريفِ وكانت وحدها في الماءِ صافيةً كأمنيةِ الفراشةِ غضةً كتحولاتِ الخوخِ في شمسِ الظهيرةِ ثمَّ فاضَ العشقُ في أوصالِها ترفًا...
حملوه من بابٍ صغيرٍ في أقاصي الحيِّ كانوا صامتين وينظرون إلى يمين النهرِ هل كانوا هناكَ يرتبونَ لموعدٍ مع عائدين مدججين بأغنياتٍ للحنينِ وللمواجعِ أم على أكتافهم وزرُ اتهاماتٍ وبعضُ حكايةٍ جاءت قديمًا من رواةٍ لم يراعوا الصدقَ في تدوينها وتبدلتْ حالُ المدينةِ بعدها أصلُ الخطيئةِ كلْمةٌ ما...
كلامٌ من جديدْ شعر: علاء نعيم الغول بين الهواءِ وبين أن تجتازَ هذا النهرَ جسرٌ من صناديقِ الذين توقفت بهمُ الحياةُ توقفت حتمًا هناكَ وهم وقوفٌ عند فوهةِ الرحيلِ وفي الصناديقِ الكثيرُ من الذي تركوه للماضي وللموتى ومن يأتي لينكرَ ما ستعنيه الحقيقةُ في بقايا تلزمُ التوقيتَ بالتعجيلِ في كشفِ...
غرق الرسائل والسؤال شعر: علاء نعيم الغول قد انتهتِ المسافةُ واقتربنا من موانىءَ غير فارغةٍ يلفُّ الظلُّ من يمشون دوما في اتجاهٍ واحدٍ ورسائلي وصلت إلى خط النهايةِ فانتظرني يا صديقي كي نوجهَ بوصلاتِ الحبِّ نحو بدايةٍ ونهايةٍ وحبيبتي صدقت وشرعتِ النوافذَ من بعيدٍ واستطعتُ الآن كشفَ ملابساتِ...
سأصوغ من نفسي عباراتٍ أصدقها وأرسمها على جدران هذا الحي واضحةً كألوانِ العصافيرِ التي ألفت مكانَ الوردِ واختارتْ نوافذَ غرفتي لتكون فاتحةَ السماءِ وذكرياتِ الماءِ في تشرينَ والمطرِ الذي يجتاحُ رائحةَ البيوتِ ويكتسي بالدفءِ منا والمسافةُ من هنا للسروِ لا تكفي لصنعِ حكايةٍ أخرى وحتمًا سوف أبقى...
خلف الكثيب شعر: علاء نعيم الغول كان الهواءُ يثيرُ شيئًا في الخيالِ يعودُ بي حِقَبًا إلى ماضٍ سحيقٍ من تلالِ الرملِ والنخلِ المعلقِ في سرابٍ واضحٍ وغفوتُ متخذًا طريقي في المنامِ إليكِ كان لقاؤنا خلف الكثيبِ وفي الظهيرةِ والسكونُ تمزقتْ أستارُهُ من قُبلةٍ بل ما يزيدُ على العناقِ بكلِّ ما...
وأنا بريءٌ من حضوري فيكَ مستاءٌ من الوقتِ الذي لم تنضجِ الأحلامُ فيه ولا أفضلُ ذكرَ نفسي في تفاصيلِ انحلالكَ فيَّ أنفاسًا ورائحةً و وعدًا كان يمكنُ أن يكونَ بدايةً لكنَّ أشكالَ الفصامِ كفيلةٌ بتهيؤاتٍ تشبهُ اللاوعي والغرقَ الأكيد على شواطىء من بحارٍ لم تكن لتكونَ لولا الغارقون ورغبةُ...
في مكانٍ ما شعر: علاء نعيم الغول في كل يوم لي حنين منكِ فيك مسافتي والغيمُ في عينيك نصفُ مدينتي وتأملاتي وارتويتُ من ابتسامتكِ الشهيةِ بعدما عطش المكانُ بنا وحين أراك تختلفُ الحياةُ يصيبني عشقُ الأماكنِ والليالي وانفتاحُ الوقتِ أكثرَ هكذا كنا ونبقى لا نخافُ من الحكايةِ والتراخي في معاني...
إذ ليس لي ما ليس لي بل لي مداراتُ الحكايةِ وانكساراتُ الطيوفِ ولي مساءٌ عامرٌ بالمعجزاتِ وطافحٌ بالإثم لي صور مبعثرةٌ وأصواتٌ معلقةٌ على طول المدينةِ لي بساطُ الريحِ والقبلُ الشهيةُ والعناقُ كما اتفقنا أن يكونَ هي البقيةُ من صدى نفسي وتكوين المسافةِ ربما قصدي يقلُّ عن الحكاية ربما...
صغيرًا كنتُ شباكُ الشتاءِ مِنَ الخَشَبْ والغيمُ من فوقَ البيوتِ بلا مطَرْ وأنا أنادي أيها الدوريُّ يكفيكَ الغيابُ ولا عتبْ وكبرتُ في حضنِ الحنينِ كأنني أقتاتُ من سهري وأغنيةِ الصباحِ وكنتُ وحدي دائمًا أستقبلُ الدنيا وحيدًا لا أعدُّ خطايَ وهي تسيرُ بي قلبي صغيرٌ لم يكنْ قد خالَطَتْهُ تقلباتُ...
كانتْ تناسبُنا ونسمعها وكان البحرُ والدنيا وجيرانٌ وبيتٌ واسعٌ وأنا وأنتِ ولم تكنْ للموتِ رائحةٌ على بابِ المخيمِ والمدينةِ كنتُ أمشي في شوارعنا فيشبعُني هواءُ البرتقالِ ولا أريدُ الليلَ أنْ يأتي ويتسعُ النهارُ بنا ويحملني شعورٌ أنني ما جئتُ للدنيا لأتركَها ولا للبحثِ عن سببٍ لماذا جئتُ بل...
ونبدأُ من جديدٍ دائمًا لا بدَّ من هذا لأنا في فراغٍ من فراغٍ هل قرأتَ روايتي وعرفتَ ما تعني الفراشةُ والسطورُ على الورقْ ما أضيقَ الدنيا وأعمقَ دورقَ الماءِ النقيِّ وقاعُ هذي الأرضِ يبتلعُ الصراخَ ويردمُ الغاياتِ ينتهكُ احتمالاتِ البقاءِ ويتركُ الريشَ الضعيفَ على السطوحِ حبيبتي لكِ ما أقولُ...

هذا الملف

نصوص
239
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى