فوزية ضيف الله

في هذه الليلة العاصفة من ليالي الحجر الصحي، ونحن في زمن الكورونا، سقطت نفسي وتهاوت. ثم أرادت أن تعود إلى مكانها لكنها ارتخت غاضبة وقررت أن تتحرر قليلا من جسد حبس حركتها في شقة واحدة منذ زمن طويل. تراءى لها أن تسقط. بحث عنها جسدي،،لم يراها ولم يجدها. قلب الغرفة الأولى الثانية...لا بد أنها ترتدي...
ليموناضتي تحدثني عن صقيع الشتاء الفارط وأنا اسكب لها شيئا من حريق الصيف القادم لا تبالي...تزداد برودة.. تفيض صقيعا ماتعا أُشعل تحتها نار الانتظار تبتسم وتنزوي في كأسها الشفّاف تتعرّى ليموناضتي من رمز الكلام تخاطبني بلا مجاز تصبّ الشيء على الشيء وتنتقل من فصل الى آخر في لحظات تذوب تتجمّد تحترق ثم...
لا تنتظروا مني الليلة نصا جميلا. لان ضميري متعب. نعم ضميري انهكه الجلوس أمام حاسوب غبي ليكتب جملة واحدة. ضميري اندس في المطبخ ساعات ليقدم السعادة وصفات مختلفة لسكان الحجر. بعدها انتقل ضميري لحملات التنشيط والتسلية والإجابة عن أسئلة الاطفال الملغزة. ثم انتهى النهار وأنا اقلب ضميري. وفي نفس الوقت...
انبلج يوم جديد، لا تذكر من الأمس أنه كان بعيدا، فلا فاصل بين اليومين. نومك تكتبه على شفاه قهوتك السمراء، تقطر يومك قطرة قطرة حتى ينتصف الليل، ثم تنتظر صبحك على مهل. تقبع قهوتك بجانب أحلامك المؤجلة، تعاتب ما فيك من شكوى وما فيك من صمت. ثم تتدحرج نحو شفاهك مرة أخرى تنسيك انك كنت غريبا في عالم...
واجه ريكور مشكلة الهوية السردية عند انتهائه من تأليف الجزء الثالث من كتابه الزمان والسرد (1985). فكان عليه أن يحلّ المشكل التالي: كيف يتم طرح فرضية الدمج بين السرد التاريخي والسرد الخيالي؟ بمعنى كيف يكون المرور من الحياة إلى السرد ومن السرد إلى الحياة؟ منذ نشر الجزء الثالث من الزمان والسرد، صار...
ازحت ستارك عن ظلي تناثر ورد بستاني..أمطرت هضبتي شهدا وتناثر كل رماني تلاقى اللحم باللحم...تقطر..عطر فنجاني عرق الثمار يعتلي عرقا يمزق كل اوصالي ارتدى ملمسي شجرا طري العود حلاني سرت في الجو اغنية انغامها...سحب ترامت فوق نيراني وضخ الرعد اغصانك...وصاحت كل اغصاني تناثر القمح من وجهي وحقلك...حفل...
أقبل الليل. لا شئ معي غير نفسي. وبعض اقلام التلوين. كانت يدي تبحث عن ظلها، وكانت روحي تتفقد اركانها. تغلق النوافذ خشية من قدوم الريح. كنا في زمن الكورونا. القبل ممنوعة، بعد أن كانت تسرق في الظلام. تذكرت آخر قبلة جمعت بين روحين عاشقين. تخيلتها. كانت القبلة تهذي وكان العاشقين طبيبين. اليوم صارا من...
ها قد نام الليل. ولكن ضميرك الشقي كان يخالف تراتيب الحجر الصحي. يتسكع في الطرقات التي هجرتها خطواته منذ مدة، ويطرق قلوبا اغلقت ابوابها عندما صارت الحياة منسوجة من النوم والاكل. كان ضميرك شقي الروح، بهي الطلعة يتصعلك في جوف الليل يختبئ وراء أعمدة الكهرباء كلما داهمه شرطي المرور. يشعل سجائره يهتدي...

هذا الملف

نصوص
38
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى