د. نجاح إبراهيم

هَبني صَحْواً فأنا امرأةٌ مُكتظّة بالبروقِ ، والرّعودِ ستارة مدلهمة تُطفئُ التفاصيلا.. الغيومُ فيّ منافٍ تجري بي عرضاً وطولا وليس إلّا شمسك إلى النّهاراتِ دليلا.. جئني فجراً فآلاف العصافير تنشدُ خلاصاً ودون رغبتها صدرُ الرّخام يقفُ مستحيلا.. أشتاقُ إليك مدىً ولو رسمتُ اشتياقي درباً سيبدو طويلاً...
تلك السبحة! ياجمالها! حبات من كهرمان تكرج بين أصبعيه، على مرمى من نعاسي، وصمت الطريق واخز والشقية تشعل فيه غنجها.. كل حين يدورها فتدور بي، من دفء الأنامل إلى براري الكف، إلى أقصى الشموس.. يهفو إلي ضوؤها ويروح كلي صوبها، أتملاها.. تارة تلبد قطة فأتشهى مكانها، وتارة تبدو امرأة باذخة الأقمار، كل...
أهبكَ بعض ما أملكُ، فراتاً ماؤهُ شرفاتُ غمامٍ رواءً لعطشِك؛ وكهفاً بابُه قاعُ محيطٍ قبراً لسرّك؛ قلباً مسكوناً بالرّؤى يستحيلُ وطناً يَختزلُ مناف لأوجاعِك؛ لواءً تنضوي تحتهُ هتافاتُ حزبِك؛ كتاباً كلما فتَحْتَهُ ألفيتَ طعمَ حرفِك؛ معجَمَاً يقطرُ أبجدياتٍ كالسّكّر حلاوةً حين يغزُرُ أجَاجُ دهرِك؛...
(1) "كنْ صوتي لأكنَ صداك". لما قرأت عبارتها، ذهبت لأستعير صوتها، وأهبها صداي. ثم ما هي إلا ثوان، قضيتها جالسا في صالون نصها، حتى تبين لي، أن لا صوت يعلو فوق صوتها. ولا أصداء ثمة غير صدى يدي التي صدقت أنها صوت. يا لذكاء محبرتها، ويا لغباء يراعي..!! لفرط اتساع مسافة مكرها، ضاقت مساحة حبري. لشدة...
ربما تكون المجموعة القصصية «أهدى من قطاة» للكاتبة السورية نجاح إبراهيم، مجموعة قصص في المتن، ولكنها في الأصل حكايات شعبية لأناس مهزومين من الداخل، دفعتهم الهزيمة إلى الحلم يقيناً منهم أن فيه الخلاص من أعباء اجتماعية وسياسية وأخلاقية متراكمة. ذات أمسية قصصية استمعت فيها إلى قصة لنجاح إبراهيم،...
-1- ” حين يؤذيك الأشخاص غادرهم.” كلهم موتى في الدفتر، والذاكرة، والثياب.. هم ذلك السراب، وحدك الدنى بأسرها، واللقاء الأجمل بعد غياب.. “ربما ياتشيخوف” _2_ ” حين تحبط اقرأ بشغف” يارب هذا الاقتراف الجميل! يالسلواي! كيف قلب ثوبه ليصبح بلواي؟! وفي الطريق كنته وكانني في خطاي.
قصيدة تحكي الوضع العربي الحالي، من فقدان للعدل، وغياب القوانين، وجنوح للسفينة.. العَدْلُ كُرةٌ.. العدلُ كرةٌ، لا يستطيبُ لها أنْ تكونَ خطاً مستقيماً، ولا تشتهي أنْ تكون ميزاناً ذا كفين، إنّها خطٌّ منحنٍ مغلق مثل كهف يبتلع بظلمته حتى التماعات الماس، وأقمار صغيرة تتواهج على استحياء. ستجنحُ...
(عادة الصّمت أفقدتني أديباً لامعاً.) بالكلامِ تتدفقُ فينفتحُ الأفقُ رَونقاً سماواتٌ قصيّة تعجزُعنه رحتُ أُصْغي إليكَ كلُّ عبارة تشكّلني ربيعاً.. قمراً بين فضّتين أسافرُ مع الرّيح عبقاً أرتقي الزّقورات لهفةً ، لهفة.. وأشتعلُ شمساً في بلادٍ أتلو فيها أناشيدَ البياضِ المسافرِ في جناحيك الرّائقينِ...
للوهلة الأولى، وحين قرأتُ عنوانَ ديوان الشاعر "حسن الساعدي" (خذوا جسدي)، امتثلت على الفور مقولة السيد المسيح في العشاء الأخير لحواريه ناصحاً إياهم ليعيشوا في سلام:" هذا هو جسدي فكلوه ، وهذا دمي اشربوه" ولكنّ الشاعر لا يبدو ناصحاً، وإنّما مقايضاً. ففي قمة الألم والوجع يقدّم " الساعدي" جسده ليقايض...
ظننتُ أنّ المُدنَ والعواصمَ تنامُ كغزالةٍ أتعبَها الفَرحُ تحتَ جنحي! والمسافات مهما امتدّتْ تشرقُ من صُبْحي؛ وعصافيرَ الفَجرِ الملوّنة تنكرُ الضّوءَ والسنابل لتلوذَ بقمصاني وحقولِ قمحي وليلي المليءَ بالأقمار لن يُخَضّبَ بالوَجعِ حين يستعيرُ عاشقٌ رمحي وأنَّ الغناءَ يحلو، ويحلو في خريفِ الصَّوت...
"صدقة لوجهك" تقولُها، فيخرجُ فقراءُ وجهي، والمساكين من أزقةِ فمي، والدراويشُ في تكايا دمي؛ من كهفِ الجوعِ وبراري الليلْ إلى قمحِ كفيكْ يمزقونَ خارطةَ التهميشِ والعتمةِ ولوحةِ الصبرِ؛ وعن سابقِ تواطؤٍ سكينُ القهرِ تعوفُ نبضَ النَّحرِ لتتجهَ بوصلةُ العطر إليكْ.. دافئاً و ندياً يصحو قلبي أمام نهر...
نشوةُ الظَّفَر، ووهمُ الارتياش. * ما يشبهُ العقاب: زنيمٌ باغتَ ثدي إحدى ناهدات نصّي في لحظة زهوٍّ، فََشَرِقَ بلعابه واشتهائِه. *** * تخريف: ـ هل تُطوى أجنحةُ الرّيح المدمدمة في قبضة، ويُخنقُ عزيفُها ليستحيلَ حمامةً وديعة؟! أمتأكّدٌ أنتَ، أنّ هذه الكفُّ الرّاهشة، الواهنة كفءٌ لريحٍ...
عندما تتحول الرواية لسرد نثري ينمو كنبات طفيلي بين ساحات فضائية مهملة ، تفصل بين أنواع أدبية محتفى بها كالشعر والمسرح والقصة القصيرة فإنها تصبح على حافة الأدب كجنس هجين لا يغني ولا يسمن من جوع ، وهذا حال الرواية العربية في الوقت الراهن. رواية إيمار لمؤلفتها نجاح إبراهيم ، والصادرة عن اتحاد كتاب...
"منذُ خمسينَ عاماً، لولا سوء التفاهم ذاك، ولولا تلك الغلطة، ولولا الحادث الذي فصلَ بيننا، لكان بالإمكان أن يكون بيننا شيءٌ ما." لهجةُ كهلٍ جميلٍ يلتقي جميلة قديمة. "سارتر" ثمة قلق تعنقدَ في داخلها. ساح في أجمات النفس. دهمها كما الشّائعة. قلق مباغت وجارف. مضى زمنٌ لم يأتِ بهذا الشكل...
هُزّني بفجرِ صَوتك يسّاقط ضحىً وعصافيرَ وقصائدَ في مَداي لألبس مطري وسنابلي ومدني وأرتلَ في الجهاتِ صَداي وقلبي! يغدو نهراً من شَجرٍ وأناشيدَ والفارس المَشوق في نبضي شامخا يعتلي العطرَ ويقرع الأجراس في دماي؛ كالماء السّاكن أشتهي وجهَك، يُشرقُ صبحاً منتظراً في مراياي فمن أنتَ؟! هل أنتَ وهجٌ...

هذا الملف

نصوص
30
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى