منذ فترةٍ لم يُسمع صرير بابه، لكنَّ سُعاله اليابس متواصل لا ينقطع، من غبَشِة الفجر وحتى مقدم المساء ،وحدي من يعرف حكايته القديمة مع “روح” أو بالأحرى” الحاجة روح” هكذا يُطلق عليها بعدما أصبحت جدة، لكن من يراها لا يعتقد غير أنَّها أنثى في الثلاثين، فرونق الِهندام، ومَلاجة الوجه، وفتنة الشباب...
لم اتخيل يوما أن اتصادف ومسطول ، لا تزال مشاهد السِّينما عالقةٌ في مخيلتي السَّاذجة ، صَغيرا اقضي سَحابة نهاريّ أمام أفلام الأبيض والأسود، يستفزني منظر السَّكران المُستهتر في تَرنحّه ،تقلقني نظرات عينيه الزائغتين ، وشعره الأسود الغارق في بحورِ "الفازلين "مَسدولا فوقَ جَبهتهِ ،مَبعثرا في فتنٍة...
لم اتخيل يوما أن اتصادف ومسطول ، لا تزال مشاهد السِّينما عالقةٌ في مخيلتي السَّاذجة ، صَغيرا اقضي سَحابة نهاريّ أمام أفلام الأبيض والأسود، يستفزني منظر السَّكران المُستهتر في تَرنحّه ،تقلقني نظرات عينيه الزائغتين ، وشعره الأسود الغارق في بحورِ "الفازلين "مَسدولا فوقَ جَبهتهِ ،مَبعثرا في فتنٍة...
تذكَّر الآن أنَّ له أختا تكبره بأعوامٍ قَلائل ، سَاقَ القدر إليها رَجلا مُسّنا في عمرِ أبيها، لكنَّه طَيّب القلب، وفوق هذا وذاك موفور الثَّراء ، من صِنفِ الموسرين الذين تَربَّوا في العزِّ منذ نعومةِ أظفارهم ، أكرمها غَاية الإكرام ، وأغَدقَ عَليها من مَالِه ما عوَّضها فَارق السِّن ، وأنبتَ في...
اعتقدت أنَّ كُؤوس الحُبّ سَتصفو، وموائد الغرام ستظل قائمة لا تنفض، وأنَّ عهود العِشق والوفاء سَتبقى على حَالها لا تُمس، تَعاهدت هي و”حسن” صغار على الإخلاصِ حَتَّى نهايةِ العُمر ، لم يكتف منها بجَمالها الفتَّان ، ولا ذكاؤها المُتوقِّد ، وحِرصها على أن تُعمِّر بيته بخيراتٍ الدُّنيا تُعَاونه على...
مُنذ خَطّت قَدمي فاغبرّت بهذه البلاد ، وأنا أرى عَجَبا عُجَابَا ، في البِدءِ شَقَّ الأمرُ ريثما اعتاده ، استدعى إيقاظي في سَاعاتٍ اللّيلِ وبواكير نهاري ، قديما عوّدت نفسي ألَّا انتَزعها من الفراشِ قبل أن آخذ قِسطَا من الرَّاحةِ كَافيا ، وإني والله لفي عَجب ؛ إذ كَيفَ الانصياع لهذه الأمور...
لم تكن الرصاصة التي اُطلِقت من مجهولٍ على زوجها ؛ فأردتهُ قتيلا بينَ حَشايا الحقولِ ، غيرَ البدايةِ التي خطّت لعائلتها الصّغيرة هذا المصير البائس ، واستباحت طمأنينتها وهي الآمنة ، ما ادّخرَ " عبدالشهيد " من حطامِ الدُّنيا ، إلّا بندقيته الهندي ، التي حرّزتها النيابة بعدَ الواقعةِ، ورواسبَ من...
في وقتٍ لم أكُن فيهِ غَيرَ قِطعةٍ من اللَّحمِ، لُفت في أقماطِها ، تتقاذفها الأيدي في تأففٍ، وتتبعها العيون في اشمئزازٍ، قالت "كريمة"الدَّاية ، مع أولى صرخاتي :" تتربّى في عِز أبوها "، قذفتني مُكرَهة لجدتي ، التي غَامت الدُّنيا في وجهها ، لتَضعتني فِي غَصّةٍ بجِوارِ أمي التي كانت في سكرةِ ،...