هند زيتوني

كنا كعائلة مثل طيورٍٍ متنافرة نخبئ جلودنا الحقيقية فلا يظهر منّا سوى ابتسامة صفراء ونظرة شاحبة نلتقي في المساء على فنجان بارد من المجاملة ، نبرّر للوقت لؤمه وللمصادفة خبثها نتظاهر بالطيبة واللطف ولكننا كنا ألدّ الأقرباء العائلة أفعى تنفث سمّها وتقنعك بأنها ستمنحها ترياق المحبة بعد لدغة اللقاء...
ربّما يأتي يوم تَملُّ فيه من شَعْري المسكون بالجنيات من قلبي الذي يفيض بأمواج القصائد من عينيَّ اللتين تسكبان الحزن والوحدة من جلدي الذي تنزُّ منه الاستعارات الشائكة من سُرّتي التي لم تعد تمتلئ بأحاديث الجسد ربّما يأتي يوم تَملُّ فيه من قصصي التي تبتدئ بمتاهات وتنتهي بطريقٍ مسدودة من نهري...
النساء في غزّة يستيقظنَ قبل طلوع الفجر يمسحنَ دموعَ الشمس يرتلّن آهات الوجع بخشوع يطبطبنَ على كتفِ الحياة ويطبعنَ قبلةً على جبينها الجريح. **** النساء في غزة يرتبّن أسرّة الموت يُلقين بوسائد الكآبة والحزن من النافذة ينظفّن الهواء من كثافة الدم والفقد يطعمنَ القطط الجائعة ويسقينَ أشجار البرتقال...
أنا امرأةٌ لا تجاملُ النساءَ كثيراً أعرفُ جيداً كيف أقصُّ أصابعَ الأفكار القديمة في الكتب أو تلك العالقةَ يين الحنجرة والصدر في الصباح الباكر أطحنُ القهوةَ مع أحجارِ الكلام أفتِّشُ عن إسفنجةٍ جيِّدةٍ لأنظِّفَ بها أواني الملل ومؤخرةَ الحياةِ المتفحمة بالحروب أنا امرأةٌ عليها أن تشحذَ سكاكينها...
قصيدة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة في سردابِ الروح تتمدّدُ امرأةٌ أخرى لا أعرفها ، تأمرني بأن أتقن َ فنَّ الكلام مع الغرباء أصطحبهم إلى المقهى لأسرقَ منهم بطاقات عبورهم إلى الفردوس بخفّة أحتسي معهم كأسَ اللقاء في الهزيع الأخير من الملل وأمارس لعبةَ الحياة بشغف في جسدي تتمدّدُ امرأةٌ...
خُلقَ الشعر للخارجين عن لعنة الوجود لستُ بنصف قصيدة ولم أُخلق من سطرٍ أعوج أستطيعُ أن أهزَّ سرير الكون …بحرفٍ واحد مازلتُ أُربَّي الضوء .. لأغسلَ به سواد الصدفة أكتبُ لتضيء الفضّة لأمزجني بمياه المعنى اللامحدود أدخلُ في قصدير المرايا لأخرجَ شفافةً تماماً كما الكونَ عارياً كما ولدته أمّه كيف...
قصيدة إلى الشاعر # فتحي مهذب أعرفُ أنك تمتطي ظهر البُراق كل يوم وتهبط في وادي عبقر وتعودُ إلى سريرك برفة عين... لا تخف! أبولو يتمدّدُ في سريرك ليستمع إلى قصيدتك الجديدة قبل أن ينام هل ما زال زيوس قادراً على تهدئة عواصف شعرك وجرّ أحصنتك الجامحة إلى ساحة المجاز؟ أيها الساحر الغريب: أين تخبئ...
ما يفيض من وجع امرأة وهي تحمل في رحمها وردة حبيبها يروي حكايات العطش المرّ قبل أن يشرب الظل فيضَ الشمس نادراً ما يكون العراء إثماً موغلاً في ثنايا الخطيئة او سبباً للتأمل بلا أثوابٍ تُذكر الأيام تلك اليد الحانية غائبة عن جلد الرغبة و مدفونة في ملح الانتظار ماذا نخسر حين نعيرُ اللذة...
القصائدُ... غرفٌ نأوي إليها في الوقت المتسرِّبِ من القلب أو اللحظةِ الهاربةِ من الشريان أحملُ روحي على كفِّي وأجلسُ على أريكةِ الشعر خمسُ نساءٍ يخرجنَ من دفاتري يعبثنَ بقصصي السِّرِّيَّة بمواعيدي القديمة يرتِّبنَ فوضى الكلمات ويخترنَ لي مذاقَ القهوة... ولون فساتيني ومقاسَ أحذيتي خمسُ...
في اليوم الأول من الحياة وُلدتُ وفي فمي مرار تمَّ وشمي باسمٍ ولقب سقتني القابلةُ قطرةً مركَّزةً من الطُّقوس وحقنتني بإكسير الآلهة لفَّتْ جسدي بثوبٍ مزركش باللاءاتِ وإشاراتِ التعجُّب في اليومِ الثاني... ذهبتُ إلى المدرسةِ بحذاءٍ قديم ومعدةٍ غاضبة، وحقيبةٍ بلا أقلام زرعوا في رأسي غابةً...
نثرثرُ كثيراً نحن النساء ونظنُّ أن الصمت قد يتحول لوحشٍ كاسر نعالجُ امرأةً صامتة بملعقتين من سكّر النميمة نعلمها بأن الحياة مدرسة كبيرة وعليها أن تكون مجنونة من الطراز الأول لتتقن فن الرقص مع الحياة الكلام بحرٌ يغرق فيه العشاق برفّة رمش يبنونَ قصوراً في الهواء وغرفاً من الوهم...
هناك ألفُ سببٍ للبقاءِ وجرحٌ واحدٌ يبتلعُ الوجود سأكتفي بثلثِ الحقيقةِ إذاً فربَّما نتلاشى في ضبابِ اللاوعي أو ربما نغرقُ في بحرِ فكرة كأنّنا علقنا في مصيدةِ الحياة كفئرانِ تجارب… ثمةَ من دسَّ لنا السمَّ في صحنِ الخديعة ! كنَّا وجوهاً عابرة تنقصُها الفطنة الحياةُ امرأةٌ عمياء تقودُ...
ثمّةَ زمنٌ ينمو ببطء يقتلعُ شوكه ويسيلُ بصمت ينهشُ لحمه ثمّ يبحثُ عن كفٍّ رحيم ربّما أصابعُ من حديد من يريحُ القلبَ من تلكَ اللحظة الخائنة؟ أرفعُ كأسي عالياً نحو السماء ولا أشرب أقدّم دمي قرباناً لرسولةٍ سجينة لأكون حرَّاً... عليَّ أن أُحطِّمَ...
ميم المسافة طويلةٌ جداً .... أطول من أيامنا التي نعيشها في المنفى وأطول من رسائل الشوق التي كتبناها لمن تركناهم على حافة الوطن ، ومازلنا نشتاق لرحيق أحاديثهم الدافئة . طعم اللحم الذي وضعوه على العشاء في صحني البارحة كان مالحاً جداً ومراً ، كمرار سنين الغربة التي تحترق في رماد الغياب . من...
يتعثَّرُ الشَّكُّ بالحيرة والنهار بجحافلِ الظلام قد نسلكُ طريقاً وعرةً إلى الحقيقة ! كأنَّ العالمَ يعتاشُ على دم آلهةٍ ميتة يوزِّعُ على أشجار الخريف سجائره الرخيصة ويدثّر سوأته بشيءٍ من الدخان .! تخضّل عيون الحياة بدمعةٍ الانهيار ومازال الغد الهزيل يستجدي مستحيلاً آلهتي تصلِّي للكون العاجز...

هذا الملف

نصوص
63
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى