لا تعريف للحب
سوى أنّهُ: انصهار ظلين
في لحظةٍ مارقة
قارورة وجدٍ نحيلة
دهشة تقف عن عتبة السؤال
لتستبيح وجوم الفلسفة
أترانا نسقط في فخ اللاشيء ؟
أم أنّهُ انفراط عقد الجاذبية ؟
أقسمُ أن التفاحة لم تسقط من يد نيوتن !
لكننا وقعنا في جبّ الحُبّ
الحُب : لهبٌ آمن وشمسٌ باردة
وردةٌ تنامُ باطمئنان على...
ها أنذي أخلع جلدي
وأتدثر بشهوة الموت
الليل صيادٌ أعمى
شبكة بلا صياد
اللحظات نصالٌ
تعربد بلا ضمير
ثمّة من يسرق الأرواح
ويضعها في سلةٍ مثقوبة
أخشى أن تسقط تفاحة الحياة .!
و لا أجرؤ على الموت بعد
طاولة الليل طبقٌ من الأسى
وكأسين فارغين من الفرح
كرسيٌ مصنوع من عظام شجرة
أعطايناه غريب للذكرى
وأحرق...
في البدء
كنّا غصنينِ وحيدين
نرتجفُ في فصلِ الشتاء
التقينا على شفا حفرة من السَّأم
هذا الليلُ يجمعُ جسدَينا
تحتَ جناحِ صمتِه
يمزجُ رائحتَنا كزجاجةِ عطرٍ باهظة
القُبلةُ نبيذُ الوجود
و سَكرةُ اللقاءِ الأول
امتزاجٌ لارتعاشةِ النفَسِ المتقطِّع
يسحقُنا هذا الحبُّ الوديع
تحت سيوفِه الطَّريّة
اسقِني...
الخلود:
أن يختلطَ جسدي بجسدَك...
لنصبحَ نشيداً قابلاً للاحتراق
أن تدورَ الأرض في الاتجاه المعاكس
عينايَ كوكبان ذابلان، ممتلئان بالأرق
والسَّهرُ لغةٌ عسيرةُ الهضم
لا أستطيعُ الخروجَ
من جسدي فهو مكبلٌ بالقدر،
لو رسمتُ نافذةً...
ربّما استطعتُ أن أقفزَ إلى جسدٍ آخر.
الأيّام حفرتْ على جلدي ساعاتٍ...
ليتني كنتُ
أغنيةً تدندنُها كثيراً
لأصبحَ نهرَ كلمات
يسري في دمائك
أنادي اسمَكَ
فتتلاشى الأسماءُ كلُّها من رأسي
صوتُك
ليس موسيقا معلَّبة
إنمّا هو لحنُ عطرٍ
ينهمرُ كتراتيلِ المطر
أحبُّ
أن أكونَ وشماً على كتفِك
أو ندبةً صغيرةً
لا تريدُ الخلاصَ منها
أتَّحِدُ بجسدِك
كما يتَّحدُ الملحُ مع البحر...
أرى غيمَ بلادي يلاحقني في المدن الجديدة
يحرسُ رأسي من سُمِّ الأفكار الغريبة ، من شياطين الليل والنهار
ويحميني من وهجِ الاشتياق
يمطرُني بالحبّ
عندما أحزن
يقال لي: إنني راكب جملاً ولا أجيد السباحة في بحر الحضارة العميق
أشربُ القهوة العربية بدل المارجاريتا أو الفودكا
أَجيد رمي النرد...
ثمَّةَ رجلٌ يبحثُ عن امرأةٍ
تحتفلُ بحياتِها وموتها
في يومٍ واحد
تتمدَّدُ أمامَهُ عاريةً
كمقطوعةٍ موسيقيَّة
تهديه عناقيدَ شفتيها بلا مقابل
ثمّةَ امرأةٌ تفتّشُ عن حبيب
يرمي نفسَهُ في بئرِ الموت من أجلِها
يطوي حياتَه كورقة ويقدِّمها لها
من (شيء يشبه الحنين)...
أحببني بطريقةٍ بدائية جداً
كما تُحبُ الأرض رعشةَ المطرٍ
تعالَ بلا موعد بلا ورود أو رسالة هاتفية
لاداعي أن ترتدي عطراً أو قميصاً بياقةٍ منشاة
لا ضرورة أن تشذب شعر وجهك
أو تغسل حذاءك الغارق بالطين
تعال بكامل فوضاك، وتعبك وبحّة صوتك الهادئ
غافل الوقت ، لا تقل شيئاً ، حطم آنية الكلام
أحببني كعامل...
بعد مرور عدة سنوات من الآن
سأصبح ورقةً جافًّةً، كشجرة هرمة
تكنسها رياح الخريف ، و ترميها عند رصيف العويل
لن ترغب العصافير أن تبني أعشاشها فوق رأسي
ولن يلهو النسيم بأوراقي الصفراء
لا أحد سيرغب بمراسلتي
لن يدعوني أحد إلا من أجل عزاء
عائلة سقطت سنديانتها المسنة
وتحولت أخشابها إلى توابيت ومراكب...
أفتحُ بابَ خزانتي
ألملمُ ملابسي القديمة التي ما زالت تحملُ رائحتَك
ولمسةَ أصابعِك
ودخانَ سجائرك
لم أعُد أحبُّكَ
ولم يعد يراودُني خيالُك
وربما ماتت وردةُ اللّقاء
في المقهى
احتسينا قهوة الوداع
وضعت يدك على كتفي للمرة الأخيرة
وأزحت الشَّعرَ عن جبيني
تأمَّلتُ في فيروزِ عينيك
ومسحتُ خدَّك من دمعةٍ...
وحده الحُبّ ينمو على صخرة المستحيل
كعشبةٍ بريةٍ دفنت إله الشر
كحجرٍ لم تمسسه نار
دمعة الجسد لا تبالي بفرضية الوقت العصيّة
ولا تأبه لساعة النزق ،الراحلة إلى الفصل الأخير
تميل إلى دفة كتابٍ يشرحُ الآه بلا خجل
أو إلهٍ يقبلُ بصمة الغفران في نهر الخطيئة
يتقلّب الشعر على سرير الروح
يغويني لأصهلَ على...
أكرهُ الوداع المؤقت والوداع الأخير ..!
صورة الوطن الجريح
في عين أمٍ تبحثُ عن خيمة
صورة المدينة الباكية العارية من السكان
أحزن لأجل .....
العالم الذي حرقوا وجهه بالنار
وقالوا له ستموت مئات المرات ،وتحيا مرةً مؤلمة
ولن يشعر بمأساتك ورحيلك أحد.
أحزنُ لأجلِ عودة جنديٍ
نحيل ومتعَب ، تحولت...
ها هي حقيبة سفرك أمامك، وأوراقك الهامة قد اكتملت. تقترب من مراسم الوداع وأنت تُفضّل أن ترحل بلا ضجيج، بلا دموع أو عناق. فليس للوداع عنوان ولا مكان لأنه سفينة بلا شراع. إنه أبواب مغلقة بلا مفاتيح.
كنتَ تودّ أن تمنح مفتاح قلبك لشخصٍ يحبك كثيراً قبل أن تغادر لكي لا يقتله الشوق من بعدك، ولكن من...