هند زيتوني

لو أنني عجنتُ صلصالَ جسدي وشكَّلْتهُ كما أُحِب سأفضّلُ ان أكونَ سهلاً أخضر يمتدُّ إلى حدائقِ المعاني الدافئة أزرعُ نجمتينِ مضيئتينِ لأقودَ الظلامَ إلى النُّور لو أنّني عجنتُ صلصالَ جسدي كما أشتهي لكنتُ الآن شجرةً وارفةَ الحنين تسجِّلُ أغانيَ العصافيرِ لتغنِّيَها في مواسمِ...
مغناطيس الشعر يجذبني من دبابيس شٓعري ....ويرميني في حضن قافيته .... وأنا التي أخاف من القوافي أن تبيتٓ في حجري فتلدغني عقاربها فلا أشفى من داء القصيدة .... لو أصبحت شاعرة ً حقيقيةً أخاف أن يسحبني الليل من جدائلي ، ليضفرها ويجعلها أرجوحة سماويةً للعصافير ....التي تعشق موسيقا الكلمات ، فأصبح سجينة...
تتشابه حياتي مع حياة شخصٍ غريب يعيشُ على كوكبٍ بعيد . يعشق صناعة الأقلام من ثدي شجرةٍ هرمة يحبّ قراءة الكتب التي لم تكتب بعد ...! يقطف الفاكهة المحرمة ويجففها ؛ ليبيعها في السوق السوداء يدفن عمره كل يوم في حفرةٍ عميقة كي لا تستيقظُ جنيات شعْرِه . أعرف جيداً أنني لا أشبه أحداً أجرُّ جسدي...
تتحوّل معكَ البدايات إلى نهايات مشرقة بلا نهاية إلى كتلةٍ من الفرح الإلهي الأوّل .! إلى إلهٍ يبسطُ كفّه لنغرفَ منهُ مانشاء من البركة تتحوّل معك البدايات إلى كؤوس ممتلئة بالفرح المترنّحة بنبيذ الحُبّ أصحو من نعاسي رشفةً رشفة أتساقطُ زهرةً زهرة أتحرّرُ من خوفي نقطةً نقطة أُحلّق من جديد نجمةً نجمةً...
أيها الإله البعيد سأكتب لك بالحبر السرّي أو بدموعِ ملاكٍ صغير لا يتقنُ البكاء كثيراً بدمِ امرأةٍ مسكونةٍ بالأشباح تحرقُ أسرارَها فتصبحُ رماداً في الليل تخرجُ من سطورِها عاريةً لتتعمّدَ بمطرِ الغفران. أفكّرُ بمصيري فأرى نفسي في جنّةٍ واسعةٍ لأنني لم أعرفْ الحبَّ إلا في الروايات ولم...
حين أُصبح عجوزاً سأقتلع بقية أسناني لأهديها لحوتٍ هرمٍ وجائع سأنتزع جلدي الخشن لأهديهِ لمدمن سجائر ليلفّ خيباتهِ الثقيلة قبل أن ينام سأهبُ كفي الطاهر والمتغضّن لعاهرة فقيرة ، باعت جسدها لذئاب الليل سأبني بيتاً من عظامي اليابسة لأصدقاء الأرصفة لكي لا يجرحوا صمتَ العراء سأمنح خيط طائرتي الورقية...
هناكَ تغييرات كبيرة تحصل في العالم ، لتصبح تاريخاً لتصبح طقوساً جديدة نمارسها كل يوم تعبث بعقارب الزمن السامة ؛ تسجنك بمكان ٍ محدد ؛ وزمانٍ ضيق تنتبه فجأة بأن هذا العالم غرفة كبيرة مغلقة لها عدة نوافذ النافذة المستطيلة هي نافذة المستقبل ، لا تراه والذي يخبىء الكثير من الأحداث ؛ الحزينة...
ضرورةٌ قصوى أنتَ في حياتي كملحِ اللغة كثوبِ الضياء الذي يرتديه الليل قبل النهار كلحن وترٍ جميل للكمان الحزين كحبّة هالٍ تفوح في فنجاني الصباحي كتعويذةٍ وضعتها أمي في رقبتي لتحميني من شوكة العين الثاقبة للحلم ضرورةٌ قصوى أنتَ في حياتي كالهواء الذي يجرح شفةَ سطرين قبل السؤال كنقطةِ عسلٍ على...
لم أكن لعبتكَ في يومٍ من الأيام لعبتكَ التي ألهبت حواسك تملكُ فماً مغلقاً وساقين من خشب ألعابكَ الزجاجية تملكُ أرواحاً معطوبة جسداً يشعر بالقشعريرة كلما ماتَ فيه جزءٌ صغيرٌ واغتسلَ بماءِ جنونِك .... لم أكنْ نزوتُكَ الباردة التي سحبها الليلُ الصاخبُ تحتَ وشاحِهِ لم يتكوَّر بطني بكَ لتصبحَ...
نقومُ بزرعِ أشجارٍ كثيرة مع أننا نعرفُ بأننا سندفنُ عقاربَ الوقتِ بعدَ قبلتين . سنهَبُ ماتبقّى من جذورِنا للتُّرابِ والضَّجر لم يمنحْنا اللّهُ بما يكفي من ماءِ قلبِهِ الصَّغير لنسقيَ أحلامَنا الجافَّة يدُهُ المضيئةُ تسحبُ الأحياءَ إلى ساحةِ الدُّجى ليناموا للأبد ستموتُ القصصُ...
اخترتُ الحُبّ كمهنةٍ شاقة لأنني فشلتُ في بقية المهن فشلتُ أن أكون أماً لأطفال العالم ، فوهبتُ أبنائي للريح مشيتُ حافية القدمين لأتحسّس بلاط الجنة ليضحك ذلك الطفل العاري الذي يرتدي حلماً مثقوباً تبنيتُ الأشجار والحيوانات السائبة بعد أن تيقنت بأن حياتي كانت غابةً صغيرة خالية من شمسٍ...
هَرِمَت بلادي فجاةً احدودبَ ظهرها وتساقطت أسنانها مع أنها لم تتذوق سكّر الأيام إلا في الحلم . الشياطين الذين أوقعوها في فخ الضياع دفنوا السعادة الكبرى في قلب حوتٍ كبير وابتلعوا البحر والميناء فبقي قارب النجاة فارغاً من ملح الانتظار ..! أهداني والدي قبل أن يموت رمادَ شاعرٍ عظيمٍ لأزرعه...
أفتَحُ بابَ الحياة على مصراعيه ولا أستطيعُ أن أخرِجَ قدمي العالقةَ في بحيرةِ القلق فمي .. قلعةٌ صغيرة مؤصدةٌ بسكاكينِ الخوف . نهرٍُ الطينِ الذي خُلقنا منه ، جفّ تماماً من مائهِ اللَّزج كان علينا أن نستنسخَ الوحوشَ بملل . أَفتَحُ النافذةَ لأقرأَ الشَّارعَ المجاور فأجدُ المشعوذينَ قد...
كم تفاحةً عليّ أن أقضمَ لأتحوَّلَ إلى امرأةٍ ناضجة؟ تصلحُ لكلِّ المواسم ؟ كم من التُّوتِ يلزمُني لأصبغَ شفاهي كي تذوبَ عليها قبلتُكَ كما تشتهي .! أنتَ طويتَ الشوارعَ الطويلةَ لأجلي وحوَّلتَ الرَّبيعَ إلى أغانٍ لأغرقَ في رحيقِ البنفسج منحتَني تفاصيلَ وجهِكَ لأنحتَ مدينةً تناسبُني...
اعتراف يشبه القول : إنَّ القلب الذي لا يعرف الحُبّ ، هو صندوقٌ خشبي أجوف . يعتريه وجع الفراغ من النبض ، وهدير الدم الصاخب الذي يلهبه العناق . ربمّا كان يعيشُ صدفةً ، مثل أيّ نبتةٍ بريةٍ تحيا على قطراتٍ تهمي من السماء في موسم المطر الشحيح . أحببتكَ لا أنكر ،وكان الحب في ذلك الوقت أمنيتي...

هذا الملف

نصوص
63
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى