هند زيتوني - لوليتا في الحلم

أيها الإله البعيد
سأكتب لك بالحبر السرّي
أو بدموعِ ملاكٍ صغير لا يتقنُ
البكاء كثيراً
بدمِ امرأةٍ مسكونةٍ بالأشباح
تحرقُ أسرارَها
فتصبحُ رماداً في الليل
تخرجُ من سطورِها عاريةً
لتتعمّدَ بمطرِ الغفران.
أفكّرُ بمصيري فأرى نفسي
في جنّةٍ واسعةٍ
لأنني لم أعرفْ الحبَّ إلا في الروايات
ولم أتناولْ جرعةَ
مسكِّنٍ واحدة
إلا في أيام التدفُّقِ الشِّعري الحادّ
الذي يجرحُ الرِّئةَ ويثقبُها .
أفكِّرُ بنصفيّ الآخر
فأراهُ في مرآةِ الغياب، شاحباً ،
حزيناً ، وجائعاً ،
يحملُ سيفَه الوحيد
و يقرأُ روايةَ لوليتا لناباكوف ؛ ويتمنى لو أنه
كان البطل
يتقلبُ على جمرَ اللهفة ،
يعانقُ تلك الطفلة
ويقنعُها أن تذهبَ معه إلى بيته .
أنادي ياشوق
( كن برداً وسلاماً على حبيبي)
أيها النورُ السَّماوي
لا تنظرْ إلى وجهي وروحي
أنا أنثى أملكُ الكثيرَ من الوجوه
ولا أخلعُها إلا بعد الهلووين .
انظرْ إليّ بقلبِكَ فقط
كن ليّناً مع كلِّ الذين
يحلمون في الليل
ويقعون في عشق أبطالي وأبطال الروايات المثيرة .

هند زيتوني

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى