في المنفى
يبدأ السهر بعد أن ينتهي عناق الأشجار للعصافير
وبعد أن تندّس جميع الوحوش في حضن عشيقاتها
شوارع سوهو تشمّر عن ساقيها كعاهرةٍ متمرسة
تستقبل السكارى والجنود العائدين من معركة خاسرة
بنات الليل يحتسين ال bloody Marry والمارتيني
بأحذيتهم اللامعة
يكتبن أرقامهن بحمرة الشفاه على الكؤوس من...
هكذا يجولُ نحلُ الشِّعر في دمي
لعلهُ يصنعُ من رحيقِ الحزن
قصائد تستحقُّ الآه
لعلّهُ يبني خليةً
أُخفي فيها كلماتٍ معسولةً لعاشقٍ قديم
سأكتبُني عندما أغادر ، على جدران المنفى ، لا أحدَ يقرؤني هناك
لا أحد يهتمُّ بمآسي مسافر غريب ، يرتدي وطناً ممزقاً
في بلاد العم سام
قالوا لنا...
* أهديها لكل أنثى بمناسبة اليوم العالمي للمرأة .
خُلقَ الشعر للخارجين
عن لعنة الوجود .
لستُ بنصف قصيدة ولم
أُخلق من سطرٍ أعوج
أستطيعُ أن أهزّ سرير
الكون بحرفٍ واحد
مازلتُ أربّي الضوء
لأغسل به سواد الصدفة
أكتبُ لتضيء الفضّة، لأمزجني
بمياه المعنى اللا محدود
أدخُل في قصدير المرايا
لأخرجَ...
عارية انا
إلاّ منك
والوقت خمارة
المتسولين .
من يأبه
بسلال العنب
بعد الكأس الأخير ؟
ومن يعطيني
ما أنا بحاجةٍ اليه
غير رأس ثمل
لا أدري من زرع
شجر الافيون
في رأسي ؟
من زرع أشجار
الخوف
من الآتي ؟
آه من الصحو
وهو يبتلعني
ومن الانتظار
وهو يؤرق أيامي
مثل دفتر
خربشات الاطفال !!
هند زيتوني ...
أحبّك لأعبرَ نهرك سالمة
لتعبرني من دون قارب
لأطوي زمنا يستطيل
يا ثمرتنا المقدسة
التي لم يدنسها فم
يا لعبتنا البريئة
في كل الأزمان الغابرة
والحاضرة .
حين تلثمُ شفتي
سترمم كوناً مكسوراً
وتزرع وردة في
صحراء الربع الخالي
سيفيض نهرٌ ناضب
وستنضج ثمار فجة على مهل
بعد وجعٍ حميم
خذني على قدر...
من نكونُ أنا وأنت
سألتْني وهي تبتسم ؟
قُلت : أنا الماءُ
الذي تسقينَ به
وردتَكَ الصباحيَّة
وأنتِ رحيقُ الجلَّنار
لو كنّا خيطينِ رفيعين
في قميصٍ واحد
هل كنّا سنلتفُّ حول
ياقةَ الحبِّ جيِّداً ؟
أم كنّا سنصنعُ كنزة صوفيَّة
للشتاءِ المقبل
وننساها...
في أحدِ الجواريرِ القديمة ؟
قالت لي ...
لا أدري كيف انتهينا أنا وهي في غرفة واحدة بعد منتصف الليل في سوهو..؟ ترى لماذا كانت هناك..؟ كانت تترنّح ثملة في شوارع سوهو المكان الذي يحاول فيه الأمريكان تلويث ذاكرتهم لينسوا وجع الزمن.
أشارت إلي كي أتوقف لتصعد إلى سيارتي المتواضعة. ترددت في البدء وخفت منها. ولكن لم تسمح لي شهامتي ورجولتي أن...
لستُ جميلةً جداً
مثل نجمات هوليود
لأجعلك مدمناً
على صورتي
مثل حبّة المنوّم
التي تبتلعها في الليل
لتخدع وجهَ الأرق
ليتني كنتُ مثل أغنيةٍ
تدندنها كثيراً
لأصبحَ كنهر الكلمات
أسري في دمائك
أنادي اسمك فتتلاشى
الأسماء كلها من رأسي
صوتك ليس موسيقا معلّبة
وإنمّا هو لحنٌ
ينهمر...
صدفة اطلعت على نص "أبيض فاتح" لصاحبته هند زيتوني ، أنخت ناقة انتباهي عند هذه السطور. رأيت بأكثر من كاميرا زوايا الراهني والآتي. في معارج النصّ أقبية وفتحات، ينساب الضوء في أعماق الإنساني، مكاشفة لزوايا المنسيّ أو بصورة أدقّ فضح لورقات توت لم تعد تخفي عورة العالم. تركّب الشاعرة نسقيّة نصّها على...