لم تأتِ لسانيات النصِّ بإجتهاداتها وبحوثها من أجل أن تتجاوز نحوَ الجملة إلى ما يعمُّها فقط، بل لتُثبثَ أَيْضًا أنَّ الجملةَ مكانُها النصُّ، وإنما هي عنصرٌ يتتابع ويتتالى خدمةً للنص الطويل، وعلى هذا الأساس وضعت هذه الجهود مجموعةً من المعايير والشروط التي يجب أن تخضع لها الجملةُ النَّحوية في طريق...
بعد مجيء الفكر البنيوي لدوسوسير والذي نظر إلى النص نظرة الهيكل المتكامل الذي ترتبط فيه كل العناصر المشكلة له ببعضها البعض ارتباطا وثيقا، أولت الدراسات النقدية الحديثة عناية بالغة الأهمية بالعنونة، إذ جعلت دراسة العنوان وتحليله توازي وقد تفوق دراسة النص، ذلك أن العنوان جزء لا يتجزء من الكتاب...
إذا انطلقنا من مفاهيم الشعر الكثيرة، والتي تتفق على أن هذا الفن هو الكلام الذي قوامه الوصف والتصوير، استنادا إلى اللغة المتينة ذات الأبعاد الفنية والجمالية، فإنه يتجلى لنا أن الصورة الشعرية المراد وضعها وتخييلها هي التي تحدد الشكل اللغوي الذي يليق بها، ويناسب معناها لتكون في تمام الشعرية وقمة...
عرفت القصيدة الجزائرية المعاصرة كتابة نوعية وفنية، متفاوتة القيمة والجودة للذات وما يكتنفها من أسئلة فكرية وفلسفية ووجودية، وحتى الأسئلة الإيديولوجية، حيث أصبح النص الشعري مناجاة للذات ووصفا لمفاهيمها الحياتية والوجودية بطرق حداثية من حيث التشكيل اللغوي والدلالات أيضاً. ذلك أن النص الشعري مساءلة...
كلما نضجت التجربة الشعرية وبلغت أوجها الفكري والأدبي، يبدأ صاحبها في البحث عن أدوات متعالية القيمة في التخاطب ورسم المشهد الشعري، حتى تكون عملية التأويل والتمكن من المعنى أكثر تخمينا وتخييلا في الآن نفسه، لأن الشاعر هنا يغوص في الغموض واللاوضوح عمداً. فيصبح النص المكتوب دلالة ثانوية عن النص...
دائما ما كان الخطاب الشعري مناجاة للذات ووصفا وجدانيا لها، ولما يحيط بها من قضايا إجتماعية وسياسية وثقافية ودينية أيضاً، وكذلك النزعات الشعرية على اختلافها، وطنية كانت أم قومية، وكل الموضوعات التي يشتغل النص الشعري على وصفها وتصويرها تصويرا أدبياً تكتمل فيه الجماليات التخييلية واللغوية والفنية...
تسيدت النزعة السياسية مشهد التوجهات الفكرية والأدبية التي توجه إليها شعرنا العربي المعاصر، حيث عكست في مضمون بعض قصائد المعاصرين من أمثال محمود درويش، ونزار قباني، ومظفر النواب، ومحمد الصالح باوية...، إهتمام هؤلاء الشعراء وإحاطتهم بالأوضاع السياسية التي تعيشها أوطانهم بصفة خاصة، والأمة العربية...
عرف الأدب العربي على مر العصور تطورات وازدهارات كثيرة مسته شكلاً ومضموناً، وعرف في المقابل تغييرات طرأت على الأدوات والمواضيع والأغراض وذلك امتثالاً لكل مرحلة من المراحل التي يتطور فيها. لكنه أبدا لم يعرف تغييرا في اجناسه الأدبية، فالشعر ظل شعرا والرواية رواية والنثر نثرا، على الرغم من اختلافات...
حققت الأعمال والمسلسلات الرمضانية التي تم عرضها عبر مختلف القنوات ووسائل الإعلام الجزائرية خلال شهر رمضان المبارك، نجاحاً متفاوتا من جهة، ومنقطع النظير من جهة أخرى، إذ كانت هذه الأعمال موضوع النقاش وحديث الساعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام أيضاً، لما قدمته من قفزة نوعية في كم...
يعود الإرهاص الأول لنشأة الدراما كفن من الفنون الأدبية والتمثيلية إلى المسرح، حيث تجمع كل الدراسات والبحوث على أن الولادة الحقيقية للدراما كانت فوق خشبة المسرح، حيث عمد الكثير من المسرحيين إلى تجسيد الواقع وتمثيله بأسلوب درامي جديد يخالف في شكله ومضمونه الطرق التمثيلية الأخرى، "ولذلك تعتبر...
عرف الشعر العربي على مر العصور تنوعا في الأغراض واختلافا في ميولات الشاعر واهتمامته، إذ أن كل شاعر يكتب قصائده كما تملي عليه نزعته الوجدانية والمجازية، فالقلم لا يخضع إلا لرغبته، ومن هذه النزعات ما عرف في شعرنا الحديث والمعاصر بالنزعة الوطنية، وهي التي تنتج عن رغبة الشاعر في تصوير وطنه ووصف...
أخدت الرؤى السردية نصاب السيادة في الأعمال السردية الروائية، ذلك أنها المحدد لبنية النص وطريقة بناء الأحداث فيه، فمن الرؤى مايكون فيها السارد أكبر من شخصية النص، وفيها ما يكون أصغر من الشخصية، وفي أحيان كثيرة يكون السارد موازيا للشخصية، فتكون الرؤية السردية هنا بضمير المتكلم. هذا التنوع في الرؤى...
ينقسم الخطاب في شكله ومحتواه إلى أقسام عدة لا تخرج عن كونها جزءًا لا يتجزأ من هذا الجنس الأدبي، فهناك الخطاب اللغوي الشكل والذي تختلف مضامينه من سياسي إلى شعري إلى ديني...، وهناك خطاب آخر يختلف عن الأول في شكله تماماً، فينقل من المرسل إلى المتلقي عن طريق السلوك الإنساني من إشارات وإيحاءات وصور...
لن يكون النص الأدبي نصا ناضجا إذا لم تحسن إضافة ما يحتاج إليه من توابل تقنية تجعله نصا يفيد القارئ من جهة ويثري مجموع النصوص الأدبية من جهة أخرى. فلتكتب نصا يجمع الجميع عليه بأنه أدب لا عجب، لا بد من الإحاطة بكل تقنيات الكتابة والتأليف، السرد والوصف، الحبك والسبك، الإحالة والانزياح وغيرها من...
لكل دال مهما كان أصله ومبناه واشتقاقه، ثلاثيا أو رباعيا، صحيحا أو معتلا، مجردا أو مزيداً ، فإن له مدلوله الذي يحيل إليه، أو الذي سيق في ذلك السياق من أجل أن يؤدي وظيفة الدلالة عليه، فلكل دال مدلول، ولا دال بلا مدلول، ولا قيمة للدال إن لم يكن له مدلول، وفي اللغة العربية غالبا ما يكون لكل دال...