في مجلسٍ عامر بالأشياء، ما رأيتُ «اللاشيء» ولمحتُ فراغَه بين شيئين!
وجّهتُ وجهي شَطرَهما، فغارَ بصري بينَ بينِهما مُنساباً إلى اللاشيء حيثُ اللاحيث..
قلتُ: أيّها اللاشيء، يا مَن لا يستأهل خِطاباً ولا يُحير جَواباً.. ما أنتَ؟!
فإذا الجواب هاتف يَسري في المسام كماءٍ يتسرّب عبر الخلال، دون أن يطرق...
غربٌ وشرقُ،
جنوب وشَمالْ..
اتجاهاتٌ تذرَعُ بنا الأرض لأبعادها،
قصيّةً ودنيّة..
أبعادِها التي لا بُدّ أن تلتقي ذاتَ ارتِحال،
فلا يعود الشرق شرقاً،
ولا الغرب غرباً،
ولا الجنوب ولا الشَّمال!
تُطوّح بنا لأقاصي الغرب الأمريكيّ..
بقسوته ووحشيته وغُربته،
أنهارِه وخُضرته،
وأوشالِ إنسانيّة بدائيّة...