جاكلين سلام - أعجِن أغنيةً شتوية

الثلجُ ينامُ في الشارع
يُدثِّر أذرعَ الشجَرات
يحطُّ على قبعتي
يموتُ
تحتَ
عجلاتِ السيارات
أيفعلُ ذلك لأنه أبيض!
كاسحةُ الثلوجِ، أمقتُها شتاءً
أحقِدُ على آلاتٍ تجُزُّ العشبَ
وأصابعي
يوجعني صوتُ آلةٍ جوفاء
تبتلعُ أوراقَ الخريف
وسراً، أسمِّي الأشياء التي نحبُّ.
أخافكم
لا تسرقوها – أرجوكم – وإنْ سهوْت
طائرٌ أبيضُ، لا يهمُّني أن أعرفَ اسمَه
يتكوَّر على كتفِ شجرةٍ ترتجف
لا يذوبُ في الغناء
ولا القلبُ يترجَّلُ
لقلبي أكثر من زلَّة، ولا يرتدّ
انتظرني
لا تدعني في ارتباكٍ بين جدائلِ الصقيع
وطُرُقاتِ المدينة
مُدَّ حبالَ صوتكَ
من ذاك الجبل ثانيةً، وثالثة... وأبداً
علَّني أعيدُ ترتيبَ الفصولِ في دمي
*
كيف أصبحتَ؟
وأين تتيه
حلالٌ، أن تسرقَ من جبروتِ الجبلِ قبضةَ سموّ
حلالٌ، أن أسرقَ من خفَّةِ الثلجِ طراوةَ البهاء
حرامٌ، حرامْ. اندلاعُ المسافات
صغيرٌ حجمُ هذا القلب، وكم يتَّسع للقناديل
*
هل لي أن أُغدقَ غيماتي على كفِّ صحرائكَ
كيف لي،
أن أُذوِّبَ في حضنِ الأبجدية
نُتفةً من قلبي
رفيفاً من ثلج
وكمشةً من صوتكَ
أخلُطُها بريشٍ تساقطَ من جَناح طير
أزحزحُ كلَّ صوتٍ لا نحبُّه
والغُصَّات المتراكمة
أعجنُ أغنيةً شتوية
عصفورٌ يفِرُّ من صدري
بينه وبين الثلجِ شَبَهٌ
منغمسٌ بأكثر من وهمٍ
أفي حناياكَ سينامُ، أم في الشارع؟

جاكلين سلام
  • Like
التفاعلات: نزار حسين راشد
أعلى