سكينة شجاع الدين - في صومعة العجز

بلا ذاكرة أو قاعدة بيانات
نترك الخبراء يقررون عنا
ما ينتابنا ؟

ننصت للفلاسفة
ونستشف جانبا من شفافية
أرواحهم
ندعي حالات ترواودنا
لنسأل الخبراء
أصحاب العقاقير
ماهية أوجاعنا
بالرغم أننا الأكثر معرفة لما ينتابنا

المرض الذي يغزو أرواحنا
ويتركنا قابعين في صومعة العجز
نجزم أننا وصلنا لنهاية المطاف

نكذّب هواجسنا المؤذية
نكابر في يقين مزيف
تغلبنا لمراحل عجزنا
وبترنا أنا أنفسنا المتدني

كرة تتدحرج في ملعب الحياة
ونحن نبكي مافاتنا
بلا وضع حلول لذواتنا
لو وقفنا قليلا مع ذواتنا
لبترنا حنجرة الوجع
لأنها تلهب ترقوة أجسادنا
دون وعي
مع إضافة بعض مكونات الإنسانية
االتائهة عنا
بل فقدناها في كل سلوك نقيمه

القليل من النقاء يرعب التصنع
يسقط هياكل المحاباة
حسب وجهة أصحابها

نشتاق لأنانية قلوبنا
من خنقناها بانفتاحنا الكاذب
ووعينا اللاواعي
بتقليدنا الأعمى
وكبريائنا الجريحة
بأصالتنا الجوفاء
ومعاصرتنا المفجوعة

ماحولنا يدلناعما نعاني
نحن من شيدأركانه
بلا شعور نرمي كل شيء
وراء ظهر الوقت
نراكم زلاتنا بلا تنقيح
لأي حالة نعبر منها

نظل كصاحب النفايات
نتقلب ذات اليمين والشمال
بين هفوات أرواحنا
نتمرغ بينها وبين إحساس
نعتقده الأقوى
وهو مصاب بشلل كلي
لايقدر على تمييز مواقع أجزائه
فكيف له بنجدتنا عند حاجتنا ؟!
نظل نستجر أوجاعنا بلا تغيير

كيف لنا التأثير بالآخرين ؟
ونحن أوهن من بيت العنكوبت
في حجتنا
لن نؤثر فيمن حولنا
في أنفسنا في سلوكياتنا
في وجهة نترقبها
نافذة للعبور لغد موعود

تعليقات

أعلى