على إيقاع موسيقى الفالس كانت تحرك جسدها الممشوق، ترفع تارة يديها لتعانق شريكها في الرقص ، تمد عنقها الجميل بحركة دائرية تسقطها على ذراعه ، تطوف حوله ، ثم ترفع رجلها الرشيقة كريشة نحو الأعلى تنفصل عنه تترك يدها حبيسة يده ، تعيد دورتها بفنية عالية و هي تصاحب إيقاع موسيقاها الحالمة ، تنحني ، تبتعد تعود لتعيد دورانها الممشوق ، تسمع تصفيقات الجمهور الحارة ، تبتسم بسعادة تقفز على حافة قدميها بحركة في السماء تنزل بخفة تلامس الأرض و كأنها فراشة تلامس الورود ، و تظل موسيقى الفالس تحملها بين أطيافها إلى عالم آخر من الرقة و العذوبة ، تنزل في حركات رشيقة و ترتفع عن الأرض لتعود دون أن يخدش جمال رقصتها خدش و لو بسيط ، تظل تطوف و تطوف بأرجاء الحلبة مستسلمة للموسيقى دون أن تفارق شريكها ، تغيب عن عالمها الإنساني في أحلام وردية كمروج ربيع مزهر ترتفع و تنزل ، و حين توشك الموسيقى أن تصل ذروتها ، تضاء الحلبة فجأة بنور ساطع يكشف ستر الحلبة ، لم يكن هناك سوى فتاة التنظيف حالمة تعانق مكنسة المسرح في رقصة فالس.