أريج محمد أحمد - ساندريلا..

تدقُ الساعةُ معلنةً الثانيةَ عشرة من منتصف الليل
فُستاني بأجنحةٍ
و نرجسةٌ تتوسط صدري
مَن أنا
كلماتٌ تُحلق بالمرهفين
تضعني أمام الآف المحاور
في لحظةٍ أنا عاشِقه
و مُتيمه
أجتازُ في شوقٍ ملايين
العِبارات
و أقيم طقساً عند بحرك
أرتدي فيهِ التمائمَ
مِن بتلاتِ الزّهور
و اختلاجاتِ النّوارس
أذبحُ الهجرانَ وصلاً
فتسيلُ المسافاتُ اقتراباً نحونا
التقيك في المطاراتِ البعيدةِ
عابرين
في قِطارٍ يأكلُ القُضبانَ
عندَ كُل محطةٍ
مُعلناً لا للسفر
*
في لحظةٍ أنا باقةٌ مِن وردٍ
و تشُدني نحو المرارة
دمعةٌ تبدو ندى
لكنها حمراء
تُؤذي أيادي البائعه
أشتهي دِفءَ البساتين
و أسرابَ النحل
تُغازلُ وجنتي
وتسرقُني عسل
تلك الأيادي مسؤليتي
أنا قوتُها المرهون في عيني حبيبه
أو في عِباراتِ التعافي
أنا قوتُها المشنوق
عند شاراتِ المرور
أنا أمنها و أمانها
هيا انظروا
هيا اشتروا
أنا باقةٌ من وردٍ
في أيادٍ يافعه
انا زاهيه أنا يانعه
إجعلوني في آخر اليوم
كسرة خُبز ٍ
أو كأساً مِن عرق ...
*
في لحظةٍ أنا طفلةٌ
بجديلةٍ سوداء تُزاحِمها حقيبه
و خطواتٌ تُسابق الحلم نحو الغد
تَهدي الحياةَ سكاكراً
على شكلِ ابتسامات
فتنسكبُ الألوان على جُدرانِ المدينه
وتنزوي كُل البشاعات
طاويةً ذيولها لتفتح الطرقات
فمِن هُنا تمرُ الطفوله
نقيةً كنهرٍ فاضَ مِن عُيونِ الأُمهات
لتحتفي ياطِفلتي
قبلَ زيارة الربيع
فحين تُزهِرين
ستكثُر العقباتُ في الطريق
لن تنفعَ السّكاكر
سيخرجون بذيولِهم
بعيونِهم
يُعكرون صفوَ النهرِ
بركلِ حجرةِ الغِوايه
لتحتفِي ياطفلتي
قبلَ ثورة الكرز
و مواسِم الرُّمان
فالعبي الغُميضةَ
و اتقِني الإختباء
**
في لحظةٍ أنا جانيه
أنا مَن سرقتُ النّورَ من عينِ
الصّباحاتِ المُزيفةِ الوصول
أرسلتَه ليُضيء
كهفاً في تعاريجِ الأزقة
و بقيت أنتظرُ
البشاره
لِتُهلل النجمات سرباً
في صحارى التائهين
و تُلملِم الذّكرى
ضبابَ الموتِ
يكسو مرايا اليوم
بشيء مِن و ميضِ الإنعكاس
لينهزِم العدم
***
أريج محمد احمد

تعليقات

نص وجداني تتقمص من خلال كلماته الرقيقة، وصوره الشعرية الزاهية شخصية السندريللا.. وتتحول من باقة ورد شائكة، الى طفلة بجديلة تتوثب نحو غد مشرق ، إلى جانية تشرق عبر شعاع الامل والفرح وتنتظر البشارة، نص ينحو من المنغلق الى المنفتح عبر تنامي حدثي وتنايق هارموني بين الصور الشعرية الجميلة

تحيات
 
نص وجداني تتقمص من خلال كلماته الرقيقة، وصوره الشعرية الزاهية شخصية السندريللا.. وتتحول من باقة ورد شائكة، الى طفلة بجديلة تتوثب نحو غد مشرق ، إلى جانية تشرق عبر شعاع الامل والفرح وتنتظر البشارة، نص ينحو من المنغلق الى المنفتح عبر تنامي حدثي وتنايق هارموني بين الصور الشعرية الجميلة

تحيات
الأديب سي المهدي نقوس سعدت جدا بهذه القراءه الرائعه للنص و بتعبيرك الانيق
كل التقدير أستاذي
 
أعلى