عبد القادر وساط - من محمد بن علي إلى صاحب شرطة نجدان.. طاغية نجدان يبني سجناً للنساء

السلام عليك و رحمة الله تعالى و بعد،
فقد علمتَ حرصَنا الشديد على تحقيق المساواة بين المرأة والرجل. وفي هذا الإطار، أشرفنا على بناء سجن كبير للنساء، تعادل مساحتُه مساحةَ سجن الكثيب، المخصص للرجال. كما أننا حرصنا، من منطلق المساواة، على أن تَكُون وسائل التنكيل في هذا السجن " النسوي" مماثلةً لتلك المعمول بها في سجن الرجال.
و قد أطلقنا على سجننا الجديد هذا اسمَ الشاعرة سُعْدى بنت الشَّمَرْدَل الجُهَنية. وذلك اعترافا منا بفضلها، ما دامت هي المرأة الوحيدة التي استطاعت أن تفرض نفسها على الأصمعي وأن تأخذ مكانها بين سبعين رجلا من شعراء الأصمعيات.
وسوف نقوم بزيارة رسمية للسجن المذكور بعد ثلاثة أسابيع، وذلك في عيد الحرية، الذي دأبنا على الاحتفال به سنويا، منذ أن ولانا الخالقُ سبحانه أمورَ نجدان وجعلَنا مسؤولين عن مصاير أهلها.
فإذا جاءك كتابنا هذا، فاعلم أن أمامك ثلاثة أسابيع، كي تملأ سجن النساء عن آخره، مثلما ملأت سجن الكثيب عن آخره. وابدأ أولَ ما تبدأ باعتقال الشواعر الآتية أسماؤهن:

١- عبلة بنت خالد التميمية:
فقد بلغني أن زوج هذه الفاسقة بعثها إلى عكاظ، لتبيع أوعية من السمن وتعود إليه بثمنها، غير أنها باعت السمن وشربت بثمنه خمرا. فلما نفد المال، باعت ناقتَيْ زوجها محْجَن. ثم إنها رهنت ابنَ أخيه، كي تحصل على المزيد من الشراب، فلما لم يبق لدى اللعينة شيء ترهنه أو تبيعه، هربتْ وهي تنشد من شعرها الأبيات التالية:
شربتُ براحلتَيْ محْجَن = فيا وَيْلَتي ، محْجَنٌ قاتلي
و بِابْن أخيه على لذة = و لم أحتفلْ عذْلةَ العاذل

٢- عشرقة المحاربية:
فقد أخبرني من أثق فيه أنها بلغتْ من الكبر عتيا، غير أن البيتين التاليين يوجبان وضعها في السجن :
جريتُ مع العشاق في حلبة الهوى = فَفُقْتُهُمُ سَبْقاً و جئتُ على رسْلي
فما لبسَ العشاقُ منْ حلل الهوى = و لا خلعوا إلا الثياب التي أبْلي

٣- أم حكيم بنت يحيى :
وهي مولعة بالشراب مثل عبلة بنت خالد . ومن شعرها:
ألا فاسقياني منْ شرابكما الوَرْدي = و إنْ كنتُ قد أنفدْتُ فاسْتَرْهِنَا بُرْدي

٤- أم صريع الكندية:
التي تجرأتْ على هجاء زوجها وتمنت أن يكون لها صديق " يقتنيها "، غير عابئة بدستور نجدان، الذي يمنع النساءَ من نظم أشعار كهذه. فمما قالته هذه الفارك في زوجها :
كأنَّ الدارَ يوم تَكونُ فيها = علَيْنا حفرةٌ مُلئَتْ دخانا
فليتَكَ في سَفين بني عباد = طريداً لا نراك و لا ترانا
و ليتك غائبٌ بالهنْد عنَّا = و ليتَ لنا صديقاً فاقْتَنانا
فاعمل- رعاك الله - على اعتقال هؤلاء النساء الأربع وتسييرهن إلى سجنِ سُعدى - كدفعة أولى - ريثما نوافيك بلائحة أطول للشواعر اللواتي ينبغي اعتقالهن. ولا تتردد إطلاقاً في اعتقال كل شاعرة مريبة، حتى وإن كان اسمها غير وارد في اللائحة المذكورة.
والسلام عليك ورحمة الله.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى