الجنس في الثقافة العربية أبوبكر الرازي - الحاوي في الطب - ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺭﻭﻓﺲ ﻓﻲ اﻟﺒﺎﻩ

ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺭﻭﻓﺲ ﻓﻲ اﻟﺒﺎﻩ ﻗﺎﻝ:
اﻟﺠﻤﺎﻉ ﻳﺒﺮﺩ اﻟﺠﺴﻢ اﻟﺤﺎﺭ ﻭﻳﺰﻳﺪ اﻟﺒﺎﺭﺩ ﺑﺮﻭﺩﺓ ﻭﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﺼﺢ اﻟﻨﻀﺞ ﻟﻤﺪﻣﻦ اﻟﺠﻤﺎﻉ ﻭﺗﻌﻠﻮﻫﻢ ﺻﻔﺮﺓ ﻭاﻟﺼﻔﺮﺓ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺣﻤﻰ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻋﻠﺔ ﺑﺎﺭﺩﺓ ﻭﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﺑﺼﺎﺭﻫﻢ ﺣﺎﺩﺓ ﻭﻻ ﺳﻤﻌﻬﻢ ﻭﻻ ﺷﻲء ﻣﻦ ﺣﻮاﺳﻬﻢ ﻭﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺴﻬﺮ ﻭاﻻﺭﺗﻌﺎﺵ ﻭﺗﻀﺮﺏ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﻤﻔﺎﺻﻞ ﻭﻳﻨﻔﺚ ﺑﻌﻀﻬﻢ اﻟﺪﻡ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻭﻳﺼﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﻭﺟﻊ اﻟﻜﻠﻰ ﻭاﻟﻤﺜﺎﻧﺔ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻨﺘﻦ ﻓﻤﻪ ﻭﻳﻮﺟﻌﻪ ﺃﺳﻨﺎﻧﻪ ﻭﻳﺘﻮﺭﻡ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻓﺈﺫا ﺭﺃﻳﺖ ﻫﺬﻩ اﻟﻌﻼﻣﺎﺕ ﻓﻠﻴﺘﻘﺪﻡ ﺑﺎﻻﻣﺴﺎﻙ ﻋﻦ اﻟﺠﻤﺎﻉ ﻭﻛﺜﺮﺓ اﻟﺠﻤﺎﻉ ﺑﺎﻟﺮﺟﺎﻝ ﺃﺿﺮ ﻷﻥ ﺗﻌﺒﻬﻢ ﻓﻴﻪ ﺃﺷﺪ ﻭﻣﺰاﺟﻬﻢ ﺃﺧﻒ ﻭﻷﻧﻬﻢ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ اﻟﺒﺎﻩ ﻳﻤﺘﺪ اﻟﻌﺼﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﺑﺪا ﻭﻳﺤﻤﻰ اﻟﺠﺴﻢ ﻓﻴﺨﺎﻑ ﺃﻥ ﻳﺘﺸﻨﺞ ﺑﻌﺾ ﺃﻋﻀﺎﺋﻪ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻭﻳﻨﻘﻄﻊ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﺮﻕ ﻗﺎﻝ: ﻭﻛﺜﺮﺓ اﻟﺠﻨﺎﺑﺔ ﺃﺷﺪ ﺇﺿﻌﺎﻓﺎ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ اﻟﻤﺠﺎﻣﻌﺔ ﻓﻠﺬﻟﻚ ﺇﺫا اﻟﺤﺖ ﺃﺭﺧﺖ اﻟﺠﺴﻢ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺠﺎﻣﻊ ﻟﺜﻘﻞ اﻟﺠﻨﺎﺑﺔ ﻭﻣﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻪ ﻭﻫﻮ ﺷﻴﺦ ﺃﻭ ﻳﺎﺑﺲ اﻟﻤﺰاﺝ ﻋﻄﺐ ﻭاﻷﻏﺬﻳﺔ اﻟﺒﺎﺭﺩﺓ اﻟﻴﺎﺑﺴﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﺗﺬﻫﺐ اﻟﻨﻄﻔﺔ ﻭاﻟﺠﻤﺎﻉ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺐ ﻳﻮﺭﻡ اﻟﺤﻘﻮﻳﻦ. ﻭﻳﻨﻔﻊ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ اﻻﺣﺘﻼﻡ ﻗﻠﺔ اﻟﻐﺬاء ﻭﻳﺒﺴﻪ ﻭﺑﺮﺩﻩ ﻭﺃﻻ ﻳﺘﻌﺐ ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﺗﻌﺐ اﺳﺘﺮﺧﻰ ﺑﺪﻧﻪ ﻭﺃﻛﺜﺮﻩ اﻻﺣﺘﻼﻡ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻤﻦ اﺳﺘﺮﺧﻰ ﺑﺪﻧﻪ ﻓﺈﺫا ﻧﺎﻡ اﺣﺘﻠﻢ ﻭاﻟﻨﻮﻡ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻷﻳﻤﻦ ﻳﺬﻫﺒﻪ ﻭﻳﺴﺎﺭﻩ ﻳﻬﻴﺠﻪ ﻻﺳﻴﻤﺎ اﻻﺳﺘﻠﻘﺎء ﻭاﻻﻧﺒﻄﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﻓﺮاﺵ ﺣﺎﺭ ﻭﻳﻨﻔﻊ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﻰ اﻟﺤﻘﻮ ﺑﺎﺳﻔﻴﺬاﺝ ﻭﺧﻞ ﻭﻛﺰﺑﺮﺓ ﺃﻭ ﺷﻮﻛﺮاﻥ.

( الحاوي في الطب - الرازي )

.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى